الأجندة الزراعية

«الأشيليا» من النباتات التي تتحمل الملوحة والعطش.. الزراعة والاستخدامات

إعداد: أ.د.ربيع مصطفى

أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)

زراعة الأشيليا Milfoil

Achillea millefolium L.

Fam . Compositea  (Asteraceae)

(الاشيليا ـ القيصوم ـ القيصومة ـ اكليليا ـ الأخِيليا)

الموطن الأصلي لـ«الأشيليا»

من المحتمل ان يكون المنشأ الطبيعى لهذا الجنس هو جنوب اوروبا الا انة يعتقد ان انتشار نباتاته البرية فى المناطق الممتدة بين المنيا وروسيا وبين روسيا وتركيا فى قارة اسيا، وازدهرت زراعة انواعه المختلفة فى كل من امريكا وكندا والصين. ومن اهم البلدان المنتجة لهذا النبات: المانيا – هولندا – المجر – تشيكوسلوفاكيا – امريكا الشمالية – بلغاريا – روسيا.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

الوصف النباتي لـ«الأشيليا»

نباتات هذا الجنس عشبية مستديمة الخضرة ومعمرة ويتميز اغلبها بنموها الزاحف تقريبا ويبلغ ارتفاعها بين 30 – 150 سم او اكثر، وهى غزيرة التفريع القاعدى. والاوراق مركبة ريشية وريقاتها صغيرة وقصيرة ونصلها مقسم الى اقسام غائرة وحافتها منشارية ولونها اخضر فضى او اصفر مخضر. والنورات صغيرة الحجم كروية الشكل توجد فى مجموعات تشبة المشط لونها اما ابيض او اصفر او ذهبى ومحموله على اعناق ساقية طويلة والثمار مستديرة الشكل وبداخلها بذور صغيرة ومتطاولة نوعا.

هذا الجنس يحمل عدة انواع مختلفة مورفولوجيا وكيمائيا ويمكن التمييز بينها كالتالي:

ـ الاشيليا الشائعة millefoium: نباتاتها نموها قوى ارتفاعها يصل الى اكثر من 90 سم وفروعها مغطاة تقريبا بالاوبار والاوراق مركبة ريشية والوريقات رفيعة وقصيرة لونها اخضر غامق وحافتها منشارية والنورات الزهرية صغيرة بيضية وكثيفة العدد على هيئة المشط وطرفية المخرج والازهار الشعاعية بيضاء والزهيرات الانبوبية او القرصية صفراء اللون.

ـ الاشيليا الضخمة grandiflora: نباتاتها نموها قوى منضغط وارتفاعها اكثر من 160 سم وذات تفريع قائم وغزيرة قاعديا وعليها شعيرات دقيقة والاوراق مركبة كبيرة الحجم شريطية مقسمة الى اجزاء صغيرة متساوية وقمتها مستديرة حافتها كاملة النورات صغيرة الحجم محدودة العدد توجد فى مجموعات على هيئة المشط اعناقها الساقية طويلة والازهار الشعاعية شكلها بيضى بثلاث اسنان طرفية.

ـ الاشيليا الجبلية santolina: نباتاتها نموها قوى وارتفاعها محدود لا تزيد على 80 سم وساقها متخشنة والاوراق مركبة وريقاتها تشبه النصل لونها اخضر رمادى والنورات كثيفة وصغيرة الحجم كروية الشكل على هيئة مجموعات تشبة المشط المنضغط.

ـ الاشيليا القزمية eupatorium: نباتاتها نموها محدود وارتفاعها لا يزيد على 50 سم وفروعها متخشنة والاوراق صغيرة فضية خضراء اللون حافتها منشارية حادة غائرة والنورات الزهرية كبيرة الحجم منبسطة الشكل وزهرتها الانبوبية او القرصية ذهبية اللون.

من أنواعه الموجودة في الوطن العربي:

ـ القيصوم الألفي الأوراق أو الحزنبل (باللاتينية: Achillea millefolium) في بلاد الشام وأوروبا.

ـ القيصوم البحري (باللاتينية Achillea maritima) في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي وحوض البحر الأبيض المتوسط.

ـ القيصوم البعيد (باللاتينية: Achillea distans) في بلاد الشام.

ـ القيصوم الحلبي (باللاتينية Achillea aleppica) في بلاد الشام.

ـ القيصوم العربي (باللاتينية Achillea arabica) في بلاد الشام.

ـ القيصوم العطري (باللاتينية Achillea fragrantissima) في بلاد الشام ومصر.

ـ القيصوم الغشائي (باللاتينية Achillea membranacea) في بلاد الشام وتركيا.

ـ القيصوم الفواح (باللاتينية Achillea santolinoides) في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي وإسبانيا وتركيا وجنوب القوقاز.

ـ القيصوم المنجلي (باللاتينية Achillea falcata) في بلاد الشام.

ـ القيصوم قليل الرؤوس (باللاتينية Achillea oligocephala) في بلاد الشام وتركيا.

ـ قيصوم كوتشي (باللاتينية Achillea kotschyi) في بلاد الشام.

ـ القيصوم المرصوص (باللاتينية Achillea conferta) في بلاد الشام.

ـ القيصوم المنجلي (باللاتينية Achillea falcata) في بلاد الشام.

الظروف البيئية

تعتبر نباتات الاشيليا من الانواع العطرية التى تتتحمل البرودة لنموها الخضرى والزهرى الوفير تحت ظروف الطقس المنخفض الحرارة والرطوبة المعتدلة، ولهذا تنشتر زراعتها فى المناطق الباردة (5 – 15م5) والاخرى المعتدلة الحرارة (15 – 25م5) حتى المناطق شبة الحارة ذات الحرارة المرتفعة. كما لوحظ نمو نباتات الاشيليا فى المناطق الجافة ويعود ذلك لتفوق الاشيليا عن باقى النباتات العطرية فى مقاومتها للجفاف ولفترات العطش الطويل.

كما ثبت ان زراعة الاشيليا فوق الجبال العالية تؤدى الى نقص فى المحتوى الكمى للزيت العطرى لان نسبتة تصل الى 0,35% عند ارتفاع 1100 فوق سطح البحر و0,18% عند الارتفاعات الاكثر من ذلك ويرجع ذلك الى انخفاض درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة الجوية.

تنجح زراعة انواع الاشيليا فى الاراضى الخصبة خاصة السلتية ومنخا الرملية السلتية الجيدة الصرف والتهوية. وجد أن الاشيليا تتحمل درجات عالية من الملوحة الارضية عند زراعتها بالاراضى الملحية او القلوية حتى 8,8 = PH.

الزراعة

ـ التكاثر: تتكاثر الاشيليا بواسطة البذرة وخضريا بواسطة تفصيص النموات الخضرية والجذرية وان التكاثر البذرى هو الشائع عمليا واقتصاديا، ويرجع الى كبر النورات الزهرية وكثرة عددها وارتفاع معدلها من الزيت العطرى وما تحتويه من مركب الجوا ازولين بالمقارنة بالتكاثر الخضرى.

ـ ميعاد الزراعة: يمكن زراعة البذور فى المشتل خلال شهر نوفمبر وبعد 3 – 4 اشهر تنقل البادرات الى المكان المستديم عندما يصل ارتفاعها من 8 – 10 سم اذا كانت المنطقة معتدلة الحرارة او شبه مدارية بينما فى المناطق الباردة. يمكن زراعة البذور داخل احواض التدفئة او الصوب الزجاجية للتحكم فى درجات الحرارة وتشتل البادرات فى المكان المستديم مع قدوم الربيع.

ـ معدل الزراعة: يحتاج فدان الاشيليا من 18 – 20 ألف شتلة اعمارها من 3 – 4 شهور من نباتات الاشيليا الناتجة من حوالى 1 – 1,25 كجم من البذور النقية والخالية من الاصابات الفطرية والحشرية ومأخوذة من محصول سابق او لا تزيد مدة تخزين البذور على 3 سنوات، ومن النباتات المجزأه او المفصصة خضريا يحتاج الفدان الى حوالى 400 – 500م2 من الارض المزروعة بنباتات الاشيليا وعمرها لا يزيد على عامين وقوية النمو وخالية من الاصابات الفطرية والحشرية.

ـ طريقة الزراعة: بعد عمليات الحرث مرتين متعامدتين والتسوية يتم تخطيط الارض بخطوط عرضها 75 سم اذا الارض صفراء او احواض (5X4م) اذا كانت الارض رملية على ان تزرع الشتلات فى وجود الماء على الثلث العلوى من الخط وعلى مسافات 60 سم من بعضها البعض او فى صفوف والمسافة بينهم 70 سم وبين النبات والاخر حوالى 50 سم، وكلما كانت الزراعة واسعة اعطت نموا خضريا غزير وحجما وتفريعا ومحتوى مرتفعا من الزيت العطرى.

الري

تعتبر نباتات الاشيليا من الانواع التى تتحمل درجات عالية من العطش والجفاف خلال فترات النمو والتطور وكلما طالت فترات الرى سواء فى المناطق الرطبة او الجافة ونصف الجافة ارتفع معدل محصولها الخضرى والزهرى وكذلك انتاج الزيت ولهذا تروى الاشيليا كل 3 – 4 اسابيع شتاءا وكل 10 – 15 يوم صيفا، خاصة خلال موسم التزهير وجمع الازهار على ان تكون كمية مياه الرى معتدلة وبشرط ان تروى بعد قطف الازهار مباشرة لتشجيع النمو وانتاج البراعم الزهرية الجديدة وسرعة اكتمال الازهار وتفتحها مبكرا لزيادة المحصول الزهرى.

التسميد

نباتات الاشيليا تحتاج الى التسميد العضوى والمعدنى بكميات مرتفعة لشراهتها العالية للعناصر الغذائية الموجودة فى التربة وتفضل اضافة سماد بلدى بمعدل 20م3 او (10 طن كومبست) للفدان قبل تجهيز الارض وشتل النباتات لان التسميد المعدنى يؤدى الى ارتفاع انتاجية النمو الخضرى والعشب المحتوى الكلى من الزيت العطرى والتسميد المتكامل من الازوت والفوسفور والبوتاسيم افضل لزيادة العشب والزيت مع زيادة المركب الرئيسى من الجوا ازولين، ولهذا ينصح بإضافة (150 – 200 50 كجم) من سلفات النشادر والسوبر فوسفات وسلفات البوتاسيم على التوالى على ان يوضع نصف الكمية بعد الشتل بحوالى شهر والنصف الاخر بعد شهر من الاولى ويتكرر ذلك بعد الحش بنفس الكمية السابقة.

الأمراض

تصاب نباتات الاشيليا ببعض الامراض الفطرية خاصة مرض البياض الدقيقي الذى يؤدى الى تلف المحصول وخفض الزيت نتيجة ارتفاع الرطوبة الجوية وقصر فترات الرى وزيادة كمية الرى ويقاوم هذا المرض بالاعتدال فى الرى وتباعد فترات الرى وممكن المقاومة بالمبيدات الامنة الموصى بها وزارة الزراعة.

المحصول

محصول الأزهار

بعد زراعة نباتات الاشيليا تبدأ البراعم الزهرية فى الظهور وتفتح ازهارها خلال شهر مايو ويونيو وهذة النورات الزهرية يمكن جمعها وقطفها بصفة دورية مرة كل اسبوعين ابتداء من شهر مايو حتى نهاية شهر نوفمبر (موسم تزهير وجمع ازهار الاشيليا) على ان يتم القطف خلال الساعات الاولى من الصباح حتى الظهيرة (من الساعة 8 – 10 صباحا) ويتم جمع او قطف النورات النصف متفتحة وقبل اكتمال تفتحها (طور نصف التفتح) على عكس عباد القمر وشيح البابونج نفس العائلة وذلك يرجع لاحتوائها على كمية عالية من الزيت العطرى فى هذا التوقيت.

يحتاج الفدان الواحد الى حوالى من 20 – 25 عامل مدربا لقطف النورات والعامل يجمع حوالى من 30 – 40 كجم من النورات الزهرية يوميا وبعد قطف النورات الزهرية يمكن نقلها الى مكان التجفيف لتجف طبيعيا على ان يكون مكان التجفيف مظللا وبعيدا عن اشعة الشمس وهطول الامطار ويمكن التجفيف داخل افران كهرابائية او حجرات واسعة محكمة القفل او صوب بلاستيكية معدة لذلك ودرجة الحرارة بداخلها تتراوح بين 55 – 60م5 على ان تنشر النورات فوق المناشر المصنعة فوق بعضها البعض حوالى من 8 – 10 منشر ومحصول الفدان ينتج من 2 – 3 طن من النورات الجافة فى العام الاول ويزداد الانتاج تقريبا بمعدل 10 – 15% فى السنوات التالية حتى السنة الرابعة ثم يقل تدريجيا ويمكن تجديد زراعتها فى مكان اخر.

محصول الزيت

النورات الزهرية والنموات الطرفية المزهرة او العشب الاخضر والجاف قد تستخلص منها الزيت العطرى بواسطة التقطير بالبخار المباشر لمدة 3 ساعات على الاقل لزيادة المحتوى من المركبات التربينية مع رفع الاس الايدروجينى الى 8 = PH  لمحلول الوسط المائى الذى يوضع فية المادة النباتية عن طريق اضافة محلول الصودا او البوتاسا الكاوية يؤدى ذلك الى الزيادة المعنوية فى انتاج الزيت العطرى مصحوبا بارتفاع فى المركب الرئيسى الجوا أزولين  Guaiazolene ووجد ان نسبة الزيت العطرى حوالى 0,4%.

والطن من النموات الطرفية المزهرة والجافة يعطى حوالى 1,5 – 3 كجم من الزيت العطرى بينما العشب الجاف ينتج تقريبا من 1 – 1,5 كجم من الزيت العطرى لكل طن.

المحتوى الكيماوي

يحتوى العشب الخضرى والنورات الزهرية لنبات الاشيليا على زيت عطرى والتى تتراوح نسبتة كالتالي:

ـ البراعم الزهرية حوالى 0,5%.

ـ النورات النصف جافة حوالى 0,7 – 1,4%.  

ـ النورات الكاملة التفتح 3%.

ـ اعلى نسبة للزيت العطرى يوجد فى نورات الاشيليا الشائعة والتى تتراوح بين 0,19 – 0.45%.

ـ فى الاوراق 0,027 – 0,13%.

ـ مركب الجوا أزلين 3,6%.

والزيت العطرى يتكون من المواد الهيدروكربونية والتى تتكون من الجوا أزولين  Guaiazolene – الازولين  Azolene   – والفا بنين α-pinene – والكامفين  Camphene  – والليمونين  Limonene.

فوائد واستخدامات الأشيليا

تستخدم النورات الزهرية من النموات الخضرية المزهرة والعشب فى صورة منقوع مغلى بالماء او مطبوخ كعلاج شعبى فى طرد الغازات وازالة الانتفاخات المعوية والمعدية وتسكين التقلصات كما تفيد فى حالات هزال الجسم فتعمل على فتح الشهيه.

يستخدم ايضا فى حالات نزيف البواسير والنزيف البولى او الانفى ونزيف الكحة حيث تؤدى الى وقف النزيف وتسكين الالام الناتجة منه.

يستخدم هذا المنقوع ظاهريا فى سرعة التأم الجروح والقرح والطفح الجلدى.

الزيت العطرى لنبات الاشيليا يستخدم اما منفردا او مع بعض الادوية لوقف النزيف الدموى الداخلى او الخارجى، كما يستخدم فى علاج اللثة والام الاسنان ويستعمل الزيت كفاتح للشهيه والتقوية ومزيل للغازات ومانع للاسهال الشديد.

5ـ تستخدم النورات الزهرية لنبات الاشيليا كمشروب الشاى لفائدته فى التقوية العامة وعلاج الاسنان وتقوية اللثة ومنع النزيف الداخلى وسرعة الهضم وتقوية الغدد الملحقة بالجهاز الهضمى لزيادة نشاطها وتقويتها مثل الكبد والبنكرياس.

مستخلصات اعضاء النبات المختلفة تدخل ضمن مكونات ومركبات الصابون الطبى للاستحمام وتحسين مظهر الجلد ووقاياتة من الطفح الجلدى او اى نوع من الحساسية الاخرى ولمنع حالات الهرش والحك والارتيكاريا الجلدى.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى