رئيس التحرير

أشاوس وزارة الزراعة!

بقلم: د.أسامة بدير

بداية لابد من التأكيد على بعض الأمور التى ينبغى ذكرها قبل سرد سطور مقالى الاسبوعى، خاصة عندما يتعلق مضمونه بوجهة نظر يظنها أصحاب الأهواء والمصالح الشخصية وبائعى الوهم للبشر أننى طالب منصب أو راغب للشهرة والنجومية.

أولها، أننى عندما أتبنى وجهة نظر أو طرح معين فى موضوع ما، فإنه يحكمنى فيه صالح الزراعة المصرية بجميع عناصرها، خاصة الفلاح الذى عان ولا زال من عشرات السنيين بسبب هذه التخمة من أشاوس وزارة الزراعة الذين سنتكلم عنهم بعد قليل.

ثانيا، القاعدة تقول، لكل صاحب عقل لديه الحد الادنى من الفهم والاستيعاب الذى يجعله ضمن منظومة البشر، أن مقال الرأى يطرح فيه كاتبه وجهة نظره المبنية على بيانات التى تتحول إلى معلومات تخدم فكرته الأساسية أو الطرح الذى يتبانه، وما على القارىء إلا متابعة المقال بدرجة من الفهم التى تميزه عن غيره من باقى مخلوقات الله، وفى النهاية يقرر إذا كانت مرجعيته الاجتماعية والثقافية والقيمية تقبل هذه الرؤية أو ترفضها بلا أدنى مشكلة.

ثالثا، أنا من أنصار مدرسة “اتركه يعمل.. اتركه يمر”، الحرية فى الكتابة ما دمت أحافظ على رشاقة الكلمة وجمالها ولا استخدم قلمى للإساءة إلى أحد، فالكلمة أمانة ومسئولية كاتبها، وتمثل سلطة رابعة، ميثاق شرفها ألا يسىء استخدامها، إنما هى للبناء وارتقاء الوطن ومصالحه.

رابعا، لكل من يشخصن وجهة نظرى عندما أعرضها فى مسألة أو موضوع ما، أقول له أنت مخطىء خطأ فادح، ولا يشرفنى أن تكون ضمن متابعى موقع “الفلاح اليوم“، ولا تقرأ مقالى بالأساس، واترك غيرك يستفيد من وجهة النظر المثارة لعله قد يجد فيها ضالته.

الشاهد، أننى تلقيت بعض الاتصالات الغاضبة من أشاوس وزارة الزراعة تعليقا على مقال الأسبوع الماضى الذى حمل عنوان “اللسان الإعلامي المرتعش لـوزارة الزراعة“، مدافعين عن المتحدث الرسمى لـوزارة الزراعة.

الغريب، أن من تواصل معى أناس لا علاقة لهم بالأمر، لا من قريب أو بعيد، ولا تربطنى بهم أى شكل من أشكال العلاقات الإنسانية، للحد الذى يسمح لهم بالخوض فى تفاصيل المقال والدفاع بشكل هيستيرى عن شخص متحدث الزراعة، رغم أن المقال كان توجيهى.

أذن السؤال الذى حيرنى لبعض الوقت، لماذا أقدم هؤلاء الأشاوس على القيام بهذا السلوك، ومن الذى حثهم على ذلك؟

لكن بمجرد التفكير برهة من الوقت، أيقنت أن الأمر كله لا يستحق مجرد التفكير، ودارى بخاطرى أن الإشكالية الكبرى ومصيبة وزارة الزراعة المسكينة فى همومها التى لابد أن تستمر ما دامت مثل هذه العقول تفكر بهذه الطريقة، أن لكل صاحب رأى ما دام يخالفهم فهو صاحب مصلحة أو منفعة شخصية.

ياسادة، إن وزارة الزراعة لن ينصلح حالها إلا بتكاتف الجميع، قيادات ومرؤسين وباحثين وفنيين وإداريين، خاصة عندما تكون النوايا خالصة لخدمة مصر وملايين الفلاحين الذين يقطنون المناطق الريفية فى طول مصر وعرضها.

العقل الجمعى، هو الحل الوحيد لعلاج أمراض الزراعة المصرية المزمنة، والنصح والتوجيه والإرشاد لابد أن يسود أرواقة الوزارة بهدف الوصول إلى شبه الكمال فى إدارة شئونها، والمنهج الذى ينبغى أن يتبناه جميع القيادات، هو تقبل الرأى الاخر حتى لو اختلف معى من أجل تحقيق نهضة زراعية كبرى، وإلا فالبديل سيكون صعب للجميع والكل سيدفع ثمن باهظ من رصيد كرامة هذا الشعب فى غذائه وحياته.

كان يمكننى أن أسمى هؤلاء الأشاوس الذين يريدون فرض وصايتهم على أطهر وأنقى الناس، ودأبوا على تعطيل دولاب العمل فى الوزارة بالإشعاعات المغرضة تارة واخرى بالفتن والمؤامرات، وينقلون أحاديث كاذبة لأعلى سلطة فى الوزارة بغية إفشالها، لكنى لم أفعل حتى اساهم فى فتح الطريق أمامهم من أجل العودة إلى العمل سويا تحت مظلة واحدة تجمعنا، هى حب الوطن وكرامة الفلاح ومصالحه فى المقدمة.

من فضلكم أيها الأشاوس، عليكم الابتعاد قليلا عن المشهد وترك الخلق للخالق، فإذا لم يروق لكم أن تعملوا بـالعقل الجمعى لصالح مصر وشعبها، احتفظوا بأرائكم لأنفسكم، لانها لو كانت صائبة لتغير وجه الزراعة المصرية إبان فترة توليكم المسئولية.

إن سياسة أشاوس وزارة الزراعة تعتمد بالأساس على رجعية الفكر، وجمود التطلع، وتضليل بعض القيادات المخلصة، بغية إرساء مفهوم الحرب المفتوحة على الكل لصالح شرذمة ضالة ترغب فى تدمير وتخريب كل إنجاز يتم على أرض بلدنا العزيز مصر.

لم يكتفى أشاوس الوزارة بخلق حالة من الصراع الدائم بين بعض القيادات الحاليين أو السابقيين أو بالتبادل، بل تصاعد الأمر إلى الإرهاب الفكرى فى محاولة يائسة لكتم كل صوت حر يرغب فى إيصاله إلى وزير الزراعة من أجل التوجيه والإصلاح.

الشاهد، أن ما يفعله أشاوس وزارة الزراعة يصب إجمالا فى تعمد تشويه صورة الوزارة أمام الرأى العام والقيادة السياسة، التى أعطت مسئولية قيادة الوزارة للدكتور عز الدين أبوستيت، من أجل تحقيق تنمية زراعية شاملة ومستدامة تحقق الرفاه الاجتماعى والاقتصادى لملايين المصريين.

أيها الأشاوس، اتركوا الدكتور عز الدين أبوستيت، يستمع إلى جميع الآراء الحرة، فلديه الذكاء الاجتماعى الذى يؤهله لاختيار الأصلح من بينها.. اتركوه يعمل فى صمت، فلابد أن يأخذ فرصته كاملة، وأظنه يجتهد ويسعى من أجل تحقيق الأمن الغذائى وضبط منظمومة الفساد وملفاته الساخنة بالوزارة التى حاول جميع الوزراء السابقين التصدى لها، لكن يبدو أن شبكة الفساد العنكبوتية التى تضم بعض الأشاوس قوية، يتعاقب عليها الوزراء ولا زالت حية.

يقينى، أن وزير الزراعة، رغم عمله الدؤب وانشغالاته المستمرة يتابع مقالى الأسبوعى، وأظنه على يقين من حبى وانتمائى الشديد لهذه الوزارة، التى دائما ما أؤكد على أنه لابد أن تكون ضمن الوزارات السيادية، بل أنها الأهم، لذلك أشير عليه بالمضى قدما فى تغيير جميع الوجه القديمة من القيادات خاصة من ورط وزارة الزراعة فى إشكاليات وجعلتها مسار سخرية وتهكم خلال الفترة السابقة، فضلا عن الحذر من أشاوس الوزارة الذين يدعون بطولات هى من نسج خيالهم المريض ويدافعون عن أنصاف قيادات باتت باهتة من أجل الحفاظ على مكاسبهم الشخصية.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى