رأى

طفرة علمية للتكنولوجيا الحيوية (مقال)

بقلم: أ.د.عبدالمنعم صدقي

أستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية

الديدان المسطحة platyhelminthes ديدان تكون أجسامها مسطحة من الجهتين البطنية والظهرية، وهي ثنائية التناظر وخنثية لديها الأعضاء التناسلية الأنثوية والذكرية في حيوان واحد. الغشاء الخارجي الطبيعي يكون صلب وليس قناة هضمية، وأجهزتها العصبية بسيطة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

دورة حياتها تكون عادة معقدة ومعظمها من الطفيليات الممرضة مثل البلهارسيا والمتورقة الكبدية ومنها كائنات حرة المعيشة مثل. وتعيش هذه الديدان في المستنقعات والبرك والأنهار أو على الأشجار الميتة وكذلك تعيش على الصخور وفي الماء المالح أو متطفلة على مخلوقات أخرى. وتختلف أطوالها من 1 ملم إلى عدة أمتار.

هناك انواع كثيرة من الحيوانات لو فقدت عضو من جسدها تقوم بإنتاجه مرة ثانية في عملية اسمها (التجدد regeneration مثل نجمة البحر بعض انواع الضفادع والسحالي لدي هذه الديدان خاصية غير موجودة في اي كائن حي وهي عدم اقتصار التجدد على الأعضاء المفقودة فقط عملية التجدد تشمل كامل الجسد وتحديدا الرأس.

اقرأ المزيد: التكنولوجيا الحيوية والقطاع الزراعي في البلدان النامية

هذه العملية حيرت مجموعة من علماء البيوتكنولوجي ويرجع السبب لتكوين هذا الكائن لمجموعة من التجارب والخبرات التي تشكل سلوكه في الحصول علي الطعام والدفاع عن نفسه.

النظرية الفرضية هل يكون الكائن الجديد نفس النسخة للكائن الاصلي من حيث السلوك للاجابة علي هذا السؤال قام اثنين العلماء باجراء تجربة نشرت نتيجتها بمجلة “The Journal of Experimental Biology”.

تنفر هذه الديدان من الاضاءة فطريا وتم تعريض مجموعة من الديدان للضوء وبدؤا يطوروا اسلوب لجعل الديدان تتصرف عكس طبيعتها بإن تتعود على الضوء وتالفة وللوصول لهذه النتيجة تم وضع الطعام بالقرب من مصدر للضوء وللوصول اليه يمرو خلال خلال متاهة وبمرور الوقت وزوال الرهبة بدأت الديدان السير في المتاهة بسرعة كما اعتادت علي الضوء.

اقرأ المزيد: وزير الزراعة: التكنولوجيا الحيوية قادرة على حل مشاكل التنمية الزراعية

بعد ذلك تم اخد الديدان اللي اعتادت على الضوء وقطعت لنصفين نصف فيه الذيل ونصف فيه الرأس وبعد 14 يوم كل جزء اصبح دودة كاملة.

تم اخذ الديدان اللي نبتت من الذيل المقطوع (الجديدة ) وقاموا بتعريضها للضوء بإعتبار ان الخوف من الضوء لديها فطري اي تنشأ به.

النتيجة لوحظ ان الديدان الجديدة معتادة علي الضوء وعبرت المتاهة في زمن أقل من تلك الديدان الاصلية التي تم تدريبها.

ماذا تعني هذه النتيجة؟

اثبتت التجربة ان الديدان تعيد انتاج جسدها بالكامل من جزء صغير.

مع انتقال للذاكرة (عن طريق الخلايا العصبية) بما يعني ان لدي كل جزء في الدودة نسخة من الحمض النووي (Memorial RNA) للدودة الأصل.

تم استنتاج انها ليست مجرد نسخة في الشكل والتكوين لكن تم نقل ذكريات السابقة.

هذه الديدان ذات حجم صغير، وتكوين فسيولوجي وجسماني ضعيف جدا وليس لديها وسائل دفاعية كالحيوانات الصغيرة الحجم، بالإضافة لوجودها في اماكن مُعرضة فيها للخطر، فتقوم بنقل للذاكرة للديدان الجديدة لتتجنب الأخطار المُحيطة.

اقرأ المزيد: التكنولوجيات البازغة في مواجهة التغيّر المُناخي لحماية الثروة الحيوانية والبيئة 

يتم حاليا محاوله معرفة الجين المسؤول عن إعادة الإنبات، ليكون نواة للاستفادة منها على البشر الذين فقدوا اعضائهم في الحوادث.

عديد من علماء البيوتكنولوجي في كل انحاء العالم من جميع الجنسيات مع وكالة “ناسا” لدراسة هذا النوع من الديدان وتم اخذ عينات منهم للفضاء لدارسة امكانية الإستعانة بقدرتها في علاج الإصابات والجروح لرواد الفضاء عن طريق دراسة قدرتها على التجدد… لنتخيل الطفرة والقفزة الطبية والعلمية تستفيد منها البشرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى