رأى

ما وظيفة «الباحث الزراعي»؟

مقال مستشار وزير الزراعة ورئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية

بقلم: أ.د.محمد علي فهيم

كلمتين وبس … على مستوي العمل وكوني باحثاً زراعياً في الأساس، أريد ان أوكد على أن مصر لديها أكبر وأضخم مراكز البحوث في مجال الزراعة، والتي تمتلئ بالكفاءات فى كل تخصصاتها.

الآن وليس غداً لابد من دعم اداء هذه المراكز من خلال أفكار جديدة وإدارة مستنيرة لكي تشارك في صناعة نهضة الزراعة، وان تكون فاعلة وليس مفعول بها.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

يجب أولاً أن نعرف ما وظيفة “الباحث الزراعي”؟

باختصار شديد هو ذلك الشخص الذي كلفته الدولة بتطوير وتنمية مواردها الزراعية، وهو من وكلت إليه تعظيم إنتاجية الارض وتحسين غلتها، وهو من انابت إليه استنباط الحلول لقطاعها الزراعي، وهو من استأمنته علي قوت وغذاء وأرزاق الناس، وهو شخصية اعتبارية في اعلي مراتب العلم.

نصيحتي لكل باحث بمركز البحوث الزراعية، لكي تكون باحثاً مميزاً يجب أن تكون كثير الاطلاع والاستنباط، وأن يكون مصدر معلوماتك الارض وأصل معارفك هو الفلاح والمزارع … كن لك موقع ودور واجعل سعيك مستمر في نشر الممارسات الزراعية الصحيحة فى كل المحافظات المصرية، قدم جميع خدماتك واستشاراتك المعلوماتية وخبراتك العلمية لجميع المزارعين فى طول مصر وعرضها بلا أى مقابل مادى، كن دائم الزيارات الميدانية إلى كل الحقول، وأن يكون الحقل والاتصال المباشر بالفلاح هو الوسيلة لتقديم المعلومات الزراعية الصحيحة للمزارع.

امتلك جميع المؤهلات العلمية التى توثق كل المعارف والإرشادات والتوصيات الفنية التى تؤهلك لان تكون بحق مصدراً ومرجعاً وباحثاً متميزاً، يلجأ إليك آلاف المزارعين فى طول مصر وعرضها.

من هنا فلابد على المؤسسات البحثية بوزارة الزراعة (مركزي البحوث الزراعية والصحراء) ان يتبنا وبقوة قضية تغير المناخ وأن تصبح جزء مهم من خطط هذه المؤسسات البحثية والعلمية وشغلهم الشاغل والحرص على ان تكون المخرجات والمنتجات مبتكرة للتغلب على آثار تغير المناخ سواء من خلال استنباط أصناف نباتية متوافقة مع التغيرات الحادة للمناخ، وسلالات حيوانية تتحمل الإجهادات المناخية والحيوية المرتبطة بالمناخ أو ممارسات زراعية مبتكرة سواء في الزراعة أو الحصاد أو حتى ما بعد الحصاد.

يجب ان تكون المؤسسات البحثية على أعلى مستوى وبإدارة علمية واعية لعدم الابتعاد عن ركب قطار العلم والابتكار والإبداع في علوم الزراعة.

في النهاية اتمنى أن تعي مراكز البحوث الزراعية أنه ليس هناك فائض من الفرص، وان ما فات من فرص سيكلفنا الكثير حالياً لاستعادته واستعاضته، فما حدث لكل الزراعات ولكل المزارعين بسبب تغير المناخ في مصر قد خسرنا الكثير وأحدث درجة عالية من الارتباك للقائمين على إدارة هذه المزارع، وأحدث صدمة كبيرة في التعاطي مع زراعات تجاهد إن تحافظ على ثمارها.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى