تقارير

رش المبيدات ليس هو الحل الوحيد دائماً لمواجهة الآفات

كتب: د.محمد عبدربه تعتبر الادارة المناخية للنباتات خاصة تحت الصوب الزراعية من الأمور الهامة جدا والتي لها مردود اقتصادي وبيئي واجتماعي وصحي على المنتج والمستهلك.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

اتجه العديد من منتجي الصوب الى زراعة نباتات الصوب تحت الشبك الابيض للعديد من الظروف اهمها فترة بقاء الشبك التي تعادل خمسة أضعاف فترة بقاء البلاستيك، وبالتالي توفير نفقات تغيير البلاستيك كل عام خصوصاً في المناطق التي يكثر بها الرياح الشديدة خلال موسم الانتاج والتي تؤدي الى تمزق البلاستيك بعد اشهر قليلة من التركيب، وبالتالي فقد لجأ الكثيرين الى هذا الاجراء.

لكن لكل شئ جوانب جيدة ومن المهم تنميتها وجوانب اخرى تحتاج الى المعالجة، حيث تحتاج نباتات الصوب الى توفر رطوبة نسبية اعلى من 80% داخل الصوب للحفاظ على النمو والانتاجية.

يتميز الشبك بالتهوية الجيدة جدا، وبالتالي لا تتوفر الرطوبة النسبية العالية كما ان انخفاض الرطوبة النسبية يشجع الاصابة بالاكاروسات والحلم الدودي.

لقد قام المزارعين برش العديد من المبيدات وتم تكرار الرش مرات عديدة دون وجود علاج تستعيد النباتات نموها وتعطي انتاجية مناسبة مما تسبب في خسائر كبيرة للمزارع. حتى ان المزارع قام بشراء المبيدات من المصدر حتى لا يكون هناك غش تجاري حيث انه رش مرات عديدة دون جدوى تذكر. لقد تعلمنا ان هناك ما يعرف بمثلث الاصابة الذي يشمل الآفة والعائل و الظروف المناخية.

بدراسة الظروف المناخية وجد انها مثلى لتلك الآفة مع مطلع الربيع وارتفاع الحرارة ولقد توقفت النباتات عن النمو خلال الشتاء واستبشر المزارع خيراً مع حلول منتصف مارس وتحسن الظروف المناخية لكن النباتات لم تنمو بالصورة المناسبة نتيجة الاصابة.

بمجرد رفع الرطوبة النسبية داخل الصوب من خلال الرش بالميست خمسة دقائق كل ساعتين تحسنت النباتات دون اي رش مرات اخرى حيث اصبحت الظروف غير مناسبة للآفة، وبالتالي تحسنت النباتات وما زالت النباتات تعاني من نقص بعض العناصر الغذائية والتي يتم معالجتها حالياً.

كان في السابق يتم ري الفلفل بالغمر في بداية شهر الربيع لرفع الرطوبة النسبية ولتقليل الاصابة بالاكاروس والحلم الدودي والاستمرار في الانتاجية حتى آخر يوليو.

الخلاصة: دراسة الظروف المناخية المناسبة للنباتات وتوفيرها والتغلب على بعض الآفات من خلال تعديل الظروف المناخية تحت الصوب يصبح من اهم عوامل الإنتاج خلال مراحل نمو النباتات. كما نستفاد ان الرش بالمبيدات بكثرة مع توفر الظروف المناسبة للآفة يصعب من مقاومتها.

*المادة العلمية: مدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى