رأى

الخبز الأبيض والشعير: سر صحة الأجيال وقوة الجسم المفقودة

بقلم: د.شكرية المراكشي

الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

وضع الرئيس التركي أردوغان تسلسل منجزاته للشعب التركي، فكان الإنجاز رقم تسعة هو: منع الخبز الأبيض، كما هو الحال في الدول المتقدمة كالسويد وغيرها من الدول الإسكندنافية، التي لم تُشاهد في أسواقها إلا خبز الشعير، والسويد هي الدولة المسؤولة عن الغذاء العالمي، كما أن بريطانيا مسؤولة عن الطيران العالمي، وأمريكا عن الكمبيوتر العالمي.

يقول أحد زوار السويد: لا أنسى عندما زرت السويد وكنت حاملًا معي بعض السندويتشات بالخبز الأبيض، عندها وفي المطار قدّموا لي الاعتذار بأني لا أستطيع أخذ السندويتشات معي لأنها تضر بصحتي، وقام مسؤول الجمارك بشرح أضرار الخبز الأبيض، بأنه خالٍ من مادة (اللايسين) التي تشدّ العظم وتطوّله وتقوّيه، وهي موجودة بالشعير بأعلى نسبة.

وهنا تذكرت مقولة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إنه لا يتناول من الخبز غير الشعير، وعندما سألوه قال رضي الله عنه: “لو أكلت أكلكم لما قتلت شجعانكم!”

ولا أثر للايسين في الخبز الأبيض وجميع ما طُبخ من الدقيق (الطحين) الأبيض، لذلك صغرت بنية الجسم لدى الأجيال العربية الحديثة، وخاصة البنات، إذ ظهرت عليهم حالة التقزّم والانكماش، لأنهم غفلوا عن فائدة الشعير لدى أجدادنا، أو قوة الحصان؛ إذ لو أكل غير الشعير لما كان بهذه القوة والتحمل، ولم ننتبه إلى الأجسام الطويلة لدى الأمريكان والألمان، والناتجة عن كثرة شرب المشروبات المصنوعة من الشعير!

لقد دفعني لكتابة هذا المقال مشاهدتي أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا كأنهن طالبات في المرحلة المتوسطة، والشباب الضيق الكتف، القليل الوزن، القصير القامة. كتبت هذا لما حصل ويحصل لشبابنا وشاباتنا العرب، بسبب اعتيادهم على تناول الخبز والحلويات المصنوعة من الطحين الأبيض في وجبات غذائهم اليومي، تاركين الحنطة والشعير، ويحرصون على شراء الطحين التركي الأبيض الذي منعه أردوغان عن الشعب التركي.

فالرجاء الاهتمام بنشر هذا الموضوع لما فيه من أجر لإنقاذ الناس من الأمراض، وكل من يعتمد على الطحين الأبيض، علمًا أن السبب الأول هو ضعف مناعة أجسامهم لاعتيادهم تناول الخبز الأبيض، رفيق مرض القولون والسكر.

إن كثرة وجود الأطباء والصيدليات والمختبرات في بلدنا تستدعي أن يراجع كل منا نفسه ويعيد النظر في نظامه الغذائي، فالحكمة تقول: “تذوّق الطعام بعقلك، وليس بلسانك.”
أي عليك أن تدرك منافعه وأضراره!

وأخيرًا نقول: إذا كان اختيارك للخبز صحيحًا، فإن غذاءك صحيح، والعكس بالعكس؛ فقد عاش أجدادنا بخبزة صح وشيء بسيط من الطعام، فكانوا أقل منا أمراضًا، ولم تكن حالهم كحالنا، تمتلئ عياداتنا ومختبراتنا وصيدلياتنا كل يوم بأوضاع بائسة وأمراض مختلفة!

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كالمعتاد المقال راءع جدا ويشير إلى نمط غذائى خاطىء ونحن فى حاجة إلى جهود لرفع الوعى بخصوص مساوىء تناول خبز الدقيق الابيض وكذلك العمل على توفير الخبز المصنوع من الشعير…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى