رأى

مقال لـ«الدكتورة شكرية المراكشي».. بعنوان: هل نملك رفاهية تصدير المياه؟

مستقبلنا المائي غامض وغير واضح.. شح في الموارد وتراجع في نصيب الفرد من المياه إلى أقل من معدل الفقر المائي العالمي.. وأزمات في منابع النيل الأزرق لا نعلم نهايتها رغم ثقتنا في أن الحلول ممكنة لضمان الأمن المائي المصري.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

في ظل كل تلك المشاكل نجد ما لا يحمد عقباه وما يتنافى مع كل الأزمات التي نعانى منها، إنه البرسيم الحجازي.. هذا العلف سهل الزراعة والمربح جدا والمرتفع في قيمته الغذائية للماشية، وهو في نفس الوقت شره للمياه أكثر من أى محصول أخر.

اقرأ المزيد: الزراعة المستدامة وعلاقتها بالمياه

على الرغم من أهمية البرسيم لكن التوسع في زراعته خفية من البعض وعلى مساحات شاسعة في قلب الصحراء أمر غير مقبول ويهدد الأمن المائي ومستقبل الأجيال المقبلة، خاصة وإذا كانت زاعته بهدف التصدير للخارج – تصدير للماء – وليس للاستهلاك في الداخل والمساهمة مثلا في سد فجوة اللحوم الحمراء.

في توشكى وشرق العوينات وداخل أراضي الوادي الجديد واسوان تزرع مساحات ضخمة بالبرسيم الحجازي يستهلك الفدان منها سنويا 14 ألف متر مكعب من المياه، وفي ظل استدامة هذا المحصول في الأرص لسنوات وربحيته المرتفعة نشهد أمام اعيننا نزيف حاد للمياه التي تصدر إلى الخارج في ظل الحاجة إلى كل متر مكعب لزراعة القمح والذرة والصويا وعباد الشمس، تلك المحاصيل الاستراتيجية الهامة التي اكتشفنا حاجتنا الماسة لها بعد الحرب الروسية على أوكرانيا.

اقرأ المزيد: تحسين استهلاك المياه باستخدام المحاصيل

في الوقت الذي تستنزف فيه الشركات العربية الخليجية ثروتنا المائية المحدودة في مصر، نجد أن أحدى الدول العربية الكبرى في منطقة الخليج، أصدر حكامها قرارات ملكية تحظر زراعة البرسيم في أراضي مملكتهم لشراهته الكبيرة في استهلاك المياه، وهي معادلة بسيطة جدا أدركها هؤلاء بإن على الرغم من أهمية البرسيم في نمو الثروة الحيوانية لكنه خطر داهم على الموارد المائية

أتمنى ان تصل رسالتى إلى وزارتي الري والزراعة لوقف مهزلة تصدير ما يقرب من 2 مليار م3 من المياه في هيئة برسيم مجفف للماشية.

اقرأ المزيد: الري الناقص لتقليل استخدام المياه للزراعة

أناشد مراكز البحوث استنباط أصناف أعلاف بديلة تتحمل الملوحة ونقص المياه وتوازي في قيمتها الغذائية البرسيم مثل البونيكام والسليكورنا وأعلاف اخرى من نفس الفصيلة ولا تقل في أهميتها الغذائية عن البرسيم الحجازي.

أدعوا الجميع إلى التروي والنظر إلى الأمور من منظور المصلحة العامة والمراجعة وإعادة تقييم تصدير المياه في صورة محاصيل كالبرسيم، خاصة في ظل شح مائي وأزمات سياسية ومائية تقبل عليها الأمة المصرية بوتيرة سريعة جدا وتستلزم أن يكون الحل حاسم لحماية مستقبل هذا البلد وحتى لا نبكي يوما على اللبن المسكوب.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى