صحة

صحتك في ألوان طعامك

إعداد: د.رباب خيري حسن

باحث بوحدة بحوث المطبخ التجريبي بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية – مركز البحوث الزراعية

الألوان من أهم العوامل الجمالية في حياة الإنسان، لأنها سبب التنوع اللوني الذي يضفي رونقًا وجمالًا في نفس الإنسان. لذلك اهتم بها الإنسان في حياته بطرق ومجالات مختلفة، ومن أهم هذه المجالات غذاء الإنسان، حيث اهتمت البشرية بالأغذية من حيث القيمة الغذائية، واهتمت منذ زمن بعيد بالألوان، حيث استخدمها قدماء المصريين والبابليون والرومان والصينيون وغيرهم من الحضارات القديمة لتكسب اللون الجذاب والمبهج للنفس وتجميل أغذيتهم ليكون الطعام أكثر قابلية وجاذبية. حيث كانت الخلاصات الطبيعية للمواد الملونة من أصل نباتي أو حيواني شائعة الاستعمال.

وهذا يعني أن أجدادنا كانوا حريصين على الاهتمام بصحتهم باستخدام الألوان الطبيعية وليس الصناعية، لأنها منذ قديم الأزل وحتى يومنا هذا هناك اكتشافات لاستخلاص آلاف من الألوان الصناعية التي يتم استخدامها في مجال الأغذية والأدوية ومستحضرات التجميل.

أضرار الملونات الصناعية على صحتك وصحة أفراد أسرتك:

أولًا يجب أن ننتبه إلى أن الملونات الصناعية هي عبارة عن مركبات كيميائية يتم تصنيعها بدرجة نقاوة، وتعرف هذه الألوان الصناعية بصبغات الآزو (Azo dyes)، كما أن كل لون صناعي له رقم ويأخذ الرمز E، ويجب أن يستخدم بحذر وأن تتم إضافته للمادة الغذائية بنسب موصى بها من جهات الرقابة على الأغذية مثل منظمة الصحة العالمية WHO ومنظمة الأغذية والزراعة FAO.

مخاطر الإفراط في استخدام الألوان الصناعية

يميل الكثير من الناس لاستهلاك الأطعمة الملوّنة لجاذبية شكلها، لكن الحقيقة أن الإفراط في استخدام الألوان الصناعية قد يحمل مخاطر صحية لا يلتفت إليها البعض. فهذه الألوان قد تثير الحساسية لدى بعض الأشخاص، فتظهر عليهم أعراض مثل الصداع أو الطفح الجلدي، كما تشير بعض الدراسات إلى أن بعض الأنواع قد تزيد من فرط الحركة وضعف التركيز عند الأطفال. وإلى جانب ذلك، قد تسبب هذه الألوان اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان وآلام المعدة، كما يمكن أن تجهد الكبد والكلى إذا تم تناولها بكميات كبيرة، نظرًا لدورهما في معالجة السموم والتخلص منها.

وتزداد الخطورة مع أنواع معينة من الألوان الصناعية، مثل E102 وE110 وE129، والتي ارتبطت لدى بعض الأشخاص بزيادة الحساسية والنشاط الزائد. وهذا ما جعل جهات صحية مختلفة تشدد الرقابة على استخدامها وتضع لها حدودًا واضحة. كما أن تناول كميات كبيرة من هذه الألوان، أو استخدام أنواع غير مصرح بها، قد يعرّض الإنسان لمواد ضارة على المدى البعيد، وهو ما دفع بعض الدول إلى حظر عدد منها أو تقليل استخدامها بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

ولا تتوقف التأثيرات على الجانب الصحي المباشر فقط، فالألوان الصناعية تجعل الأطعمة تبدو أكثر جاذبية، مما يشجع على استهلاك المنتجات غير الصحية مثل الحلويات والمشروبات الغازية الملوّنة. ومع الوقت قد يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن وتسوس الأسنان، خصوصًا لدى الأطفال. كما أن كثرة الاعتماد عليها قد تخفي أحيانًا رداءة المنتج أو ضعف قيمته الغذائية، فيظن المستهلك أنه يشتري طعامًا جيدًا بينما الواقع غير ذلك.

لذلك انتبهي سيدتي لطعامك وطعام أسرتك وحلوى أطفالك من خطر الألوان الصناعية، واستبدليها بالألوان الطبيعية التي تساعد على زيادة المناعة وتحتوي على الألياف وذات قيمة غذائية لأن مصدرها الخضر والفاكهة مثل:

ـ الأحمر: البنجر، الطماطم، الفلفل الحلو، الرمان.

ـ البرتقالي: الجزر، التوت، المانجو.

ـ الأصفر: الأناناس، المانجو، قرع العسل.

ـ الأخضر: السبانخ، الكرفس، الكرنب.

ـ الأزرق/الأرجواني: التوت الأزرق، العنب البنفسجي، الملفوف الأرجواني، الجزر الأرجواني.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى