رأى

مقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة: من عظماء مصر.. «جلال» رائد طب القلب

بقلم: أحمد إبراهيم

وكيل وزارة ومشرفاً على شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

يشاء القدر للمولود المعتل أن يكون سببا في إنقاذ حياة ملايين البشر وأن يصبح احد أهم اساطير الطب ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي والمنطقة، أصيبت والدته بالمرض وهي حاملا فيه.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

ووضعته طفلا مريضا قضى طفولته بالكامل عند الأطباء وأصيب بكل الأمراض في الدنيا وكان يذهب كل شهر بمرض مختلف إلى طبيبه الذي أصبح صديقا له من كثرة تردده عليه وكان الطفل المريض يعود متعافي من المرض في كل مرة يزور فيها طبيبه فأحب الطبيب وأحب مهنة الطب التي تكون سببا في شفاء المرضى والراحة من الألم.

قرر ذلك الطفل المريض المعتل أن يكون طبيبا ويهب حياته من أجل حياة الآخرين وحينما تفوق في التوجيهية” الثانوية العامة” قرر الالتحاق بكلية الطب ولكن والده خاف عليه من هذه المهنة المرهقة والتي تحتاج الى مواصفات جسمانية وصحية يفتقدها الابن العليل ولكن أمام اصراره وبمساعدة طبيبه المعالج استسلم الاب والتحق الابن بكلية طب جامعة الملك فؤاد “القاهرة حاليا” وانتقل من المنصورة إلى القاهرة وأقام مع شقيقه الأكبر المستشار بمجلس الدولة والذي اصيب بجلطة مفاجئة كانت سببا اخرا في تغيير مسار حياة طالب ثانية طب والذي كان يرغب التخصص في الأمراض الباطنية عقب التخرج ولكنه قرر التخصص في أمراض القلب بعد أن شاء القدر مرة أخرى أن يعيش مرض أخيه الذي كان بمثابة والده بعد وفاة الأب، وكأن القدر تعمد إصابته بإبتلاءات سيئة حتى يحول مسار حياته إلى ما يفيد البشرية.

انه الاستثنائي المتفرد العالم الجليل الأستاذ الدكتور جلال السعيد مؤسس طب القلب الحديث في مصر والعالم العربي والشرق الأوسط والذي تجاوز ال 90 عاما ولكنه مازال يعمل وينقل علمه وخبرته لشباب الاطباء ويخفف آلام المرضى على مدار أكثر من 70 عاما كما يحلم لبلده بالتقدم والاستقرار.

“جلال” تلقى تعليمه في المنصورة وقت أن كان التعليم الأساسى يضم المرحلتين الابتدائية والثانوية فقط، وكان تعليما جيدا يربي ويبنى الإنسان ويقول والدى كان ناظر المدرسة ولا يعرف في حياته سوى العمل والقراءة والمنزل ووالدتي كذلك وكانت سيدة عظيمة نجحت فى تربية ثمانية أبناء بعد وفاة الأب، وما فعلته أمي كان دربا من المستحيل.

“جلال” التحق بكلية طب عام 1952 وكانت دفعته كلها 180 طالبا وبجانب أسرته فإنه يدين بالفضل للدكتور “حكيم مشرفي” الطبيب الذي كان يعالجه وهو طفلا وحببه في الطب كذلك أساتذته في قصر العيني.

“جلال” بعد أن درس الطب فى قصر العينى سافر إلى أمريكا لدراسة القسطرة حيث صار واحدا من أعلامها الكبار، وعندما كان يدرس فى جامعة بايلور سأله أستاذه: أين تعلمت يا جلال؟!.. أخبره أنه تعلم فى مصر، ولكن الأستاذ لم يكن يصدق، لأن تعليم الطالب جلال السعيد كان لا يقل عن تعليم إنجلتر وأمريكاا!

د.جلال السعيد يقول المدارس الابتدائية هى التى تصقل الناس وإنْ أردت صناعة آلاف الأبطال العالميين فى الرياضة، وأشخاص استثنائيين فى مجالات البحث العلمى، فعليك بالمدارس، خاصةً الابتدائية.

“جلال” تعلم حب الناس وهو في الابتدائية بفضل مُدرس اللغة الإنجليزية “الخواجة الأجنبي” الذي كان يعطيه روايات وقصص تغرس فيه قيم الحب والتسامح وخدمة الآخرين.

“جلال” يرى أن المثابرة هي أساس النجاح والعمل هو الحياة والطب نعمة من ربنا تمنح الطبيب فرصة يوميا لحصد الدعوات من المرضى وتزيد من رصيد حسناته حتى بعد الإحالة إلى المعاش حيث يظل الطبيب يعطى ويعمل ويخفف آلام المرضى.

عالمنا الجليل كتب سيرته الذاتية في مُؤلف محترم اختار له عنوان «اسمى جلال السعيد وتلك حكايتى» كتاب يستحق تدريسه لاطفالنا في التعليم الأساسي حتى نغرس فيهم القيم الجميلة بل وتستحق ان تتحول سيرته الى عمل درامي حتى نمنح شبابنا قدوة طيبة تحتذى في الأعمال الجادة النافعة وتكون بديلا لدراما البلطجة والمخدرات.

“د.جلال” يعشق العمل في صمت بعيدا عن الصخب الاعلامي والضوضاء وحاولت اقناعه لإجراء حوار إذاعى معه ولكنه رفض حيث لا يحب الظهور الإعلامي ولكن لن استسلم لرفضه وسوف أحاول مرة أخرى وعديدة لان هذا حقه علينا وواجبنا نحوه.

خالص الاحترام والتقدير لعالمنا الجليل النبيل “جلال السعيد” بارك الله في عمره وعلمه وعمله ومتعه بالصحة والرضا حتى يظل يعطى ويحلم لبلده وللانسانية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى