رئيس التحرير

مشاركة البدو في التنمية الريفية

د/أسامة بدير

بقلم: د. أسامة بدير

تستطيع الدول المتُخلفة أن تُحقق آمالها بتبنى العديد من برامج تنمية المجتمعات المحلية فى مجالات شتى بهدف معالجة التخلف والتفكك وحل المشكلات الاجتماعية لرفع مستوى معيشة أبناء المجتمع، وتهيئة جميع مقومات الحياة الكريمة لهم عن طريق الانتفاع الكامل بالموارد المحلية الطبيعية، وبإمكانياتهم في إطار تنظيم وتهيئة قواهم للعمل الجماعى الموجــه لإحداث التغيير الاجتماعي المنشود.

لذلك فقد لُوحظ خلال العقد الأخير أن الدولة المصرية سعت إلى توجيه اهتماما ملحوظا بالمناطق الصحراوية التى يسكنوها البدو لإحداث تغيير إرتقائي مُخطط فى جميع نواحى الحياة زراعيا واجتماعيا  واقتصاديا وثقافيا وبيئيا، حيث وفرت التمويل اللازم لتنفيذ العديد من برامج ومشروعات التنمية الريفية، التى يقوم بها البدو بأنفسهم وتنظيماتهم بمنهج ديموقراطى من خلال مشاركتهم سواء بالمال أو بالجهد والعمل أو بالأرض والمكان أو بالدعاية أو بالمتابعة، أو بالإدارة أو بالرأى وبالتعاون مع الجهود الحكومية فى جميع مراحل العمل التنموى بما يحقق التكامل والشمول لأبعاد التنمية الريفية.

وتعتبر مشاركة البدو فى المشروعات التنموية خيارا استراتجيا لا مفر منه فى الوقت الحاضر، ومطلبا ضروريا يُسهم فى ضمان نجاح تلك المشروعات وزيادة التعاون وصولا إلى شراكة جادة وحقيقية مع الحكومة، فضلا عن تخفيف جزء من الأعباء المالية عن كاهلها وتوجيهها إلى مشروعات وطنية كبرى تحقق النفع لجميع أفراد المجتمع.

 من هنا برزت أهمية مشاركة البدو التى لا تقتصر على  بعد دون آخر من أبعاد التنمية، وإنما تتضح أهميتها فى كل من البعد الاجتماعى، والاقتصادي، والتعليمي، والسياسى، والتخطيطي، والنفسي، وذلك سواء من وجهة نظر البدو المشاركين أو المجتمع المحلى أو الحكومة كمطلب هام وأساسى لضمان نجاح واستمرارية مشروعات وبرامج التنمية الريفية.

ومن ثم فقد أخذت الحكومة على عاتقها عقد الندوات والدعوة لتنظيم وتشجيع البدو على المشاركة فى مشروعات التنمية الريفية بمراحلها المتعددة واتخاذ القرارات المتعلقة بأولويات المشاريع التنموية، وطرق ومراحل التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقييم بهدف الارتقاء بها، والمحافظة على ضمان استمرار الاستفادة من عوائدها المختلفة.

وتقوم مشاركة البدو فى مشروعات التنمية الريفية على دوافع عديدة ذات تأثير إيجابى منها: الحصول على مركز سياسى وإجتماعى، والعمل من أجل الصالح العام، وحب العمل مع الاخرين، بالإضافة إلى الحوافز المادية.

أن المشاركة فى مشروعات التنمية الريفية تقوم أيضا على جهود المسئولين عن التنمية الريفية بتشجيع المواطنين على المشاركة الشعبية، واستثارة الدوافع لديهم وحثهم وحفزهم على المشاركة، حيث أن أفراد المجتمع البدوى لن يرفضوا المشاركة فى مثل هذه المشروعات بل سيرحبون بها، إذا ما تمت دعوتهم بالطريقة الصحيحة للمشاركة فيها، وإذا ما اقتنعوا بأهمية وفائدة تلك المشروعات لهم.

إن المشاركة الشعبية فى البرامج التنموية الريفية تؤدى إلى آثار ايجابية تعكس عائدا اجتماعيا واقتصاديا، الا انها تعترضها عوامل تؤثر على فعاليتها، حيث توجد عوامل تشجع وتساعد على زيادة تلك المشاركة وعوامل أخرى تعيقها.

ولكى يتخذ الفرد قراره بالمشاركة فيما يحيط به من جهود تنموية بمراحلها المتعددة ومواقفها المختلفة، فلابد أن يُدرك أهمية هذه المشاركة والمكاسب التى يُمكن أن تتحقق وتعود عليه وعلى مجتمعه المحلى سواء كانت بشكل مباشر أو غير مباشر، وبالتالى فإن مشاركة البدو بأحد أو بعض أو جميع صور المشاركة فى المشروعات التنموية أصبحت محدد رئيسى فى ضمان نجاح واستمرارية عوائد هذه المشروعات على صعيدها الشخصى والمحلى والوطنى.

للتواصل مع الكاتب: [email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى