رئيس التحرير

متى يستخدم وزير الزراعة الكارت الأحمر؟

بقلم: د.أسامة بدير

أثمن الزيارات الميدانية التى يقوم بها الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إلى مواقع القطاع الزراعى التابعة للوزارة وأخص مراكز ومحطات البحوث الزراعية، وأشد على يده تقديرا وشكرا للوقوف بنفسه على ما تتضمنه من إنجازات تضاف إلى رصيد الوزارة التى تساهم به فى تحقيق الأمن الغذائى لملايين المصريين، وتوفير المواد الخام اللازمة للصناعة.

لكن، ما أرغب فى التأكيد عليه، وأهمس فى أذن وزير الزراعة لأقوله بعيدا عن أعين الخفافيش والفاسيدين، أنه يفضل أن تكون مثل هذه الزيارات مفاجئة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأن تكون فى يوم عمل وليس أجازة، وأن تجمتع بالباحثين للاستماع منهم والتحاور معهم فى هموم عملهم، والمشاكل التى تصادفهم أثناء القيام بواجبهم، من أجل أن تقف على نقاط القوة لزيادتها ودعمها لتعظيم الاستفادة، ونقاط الضعف والخلل لعلاجها وتحويلها لنقاط إيجابية تساهم فى تقدم وتطور الموقع محل الزيارة.

الشاهد، أن زيارة وزير الزراعة يوم الجمعة الماضى إلى محطة بحوث سخا فى إطار جولته الميدانية بـمحافظة كفر الشيخ، كانت بمثابة الأمل الذى تصور شرفاء الباحثين بتلك المحطة البحثية التى تقع على مساحة 1550 فدان، حلا لمشاكلهم المزمنة التى تهدر إمكانات وقدرات بحثية وفنية ولوجستية طالما استمر الحال على ما هو عليه.

كنت أتمنى أن تكون تلك الزيارة فى يوم عمل، وبشكل مفاجىء، وأن يجتمع الوزير مع جميع أعضاء الهيئة البحثية، والاستماع من أصغرهم سنا ودرجة علمية إلى مشاكل عملهم ورؤيتهم حلا لتلك المشاكل التى تسببت فى ضعف معدلات الأداء وقصور الإنتاج البحثى.

فمثلا، لم يسمع وزير الزراعة من الحضور الذى كان موجودا فى ذلك اليوم بالأمر المباشر دون غيرهم، أن نصف مساحة المحطة تقريبا أرض بور ويتم تركها لـرعى الأغنام مقابل مبلغ مالى، وهو الأمر الذى يفسد على الباحثين تجاربهم البحثية نظرا لتفتت مساحات البور والمساحات المزروعة بغرض التجارب.

وأيضا، لم يسمع الوزير، أن الباحثين بتلك المحطة يتحملوا تكاليف التجارب البحثية على نفقتهم الخاصة دون أى دعم مالى أو حتى لوجستى من المحطة، والبعض منهم، تدفعه الأمانة العلمية لتأجير قطعة أرض من خارج زمام المحطة لـتأكيد نتائج التجربة مقارنة بالمساحة المزروعة داخل زمام المحطة نظرا لأن رعى الأغنام قد يضلل نتائج التجربة.

وأنا هنا لا اتهم أحد، أو أوجه الشكوك حول فلان أو علان، لكن فقط أطرح على وزير الزراعة مقترحا لو أخذ به ستكون نتائجه رائعه ومردوده حتما إيجابى لجميع الأطراف المنوط لها تحقيق نهضة زراعيةفى مصر.

وأخيرا، سيادة الدكتور عز الدين أبوستيت، إذا أردت حقا الوصول إلى حقيقة مشاكل وزارة الزراعة بكل قطاعاتها ومراكزها البحثية، لتكون جولتك مفاجئة ومن غير ترتيب مسبق، ولا يعلم بها أحد من القيادات محل زيارة مواقعهم، وتتواصل بشكل مستمر مع الباحثين صغيرهم قبل كبيرهم، المغضوب عليهم قبل المرضى عنهم، المعارضين قبل المؤيدين، عندها فقط ستشخص الحالة المرضية المزمنة بالوزارة، وتستطيع علاجها بكل كفاءة واقتدار مستخدما الكروت الحمراء لكل مقصر فى أداء عمله أو متواطء مع فساد أو حام لمرتشى أو من يتعمد إهدار المال العام، وعندها فقط، سيكتب لك التاريخ بأحرف من نور جزاء من قدمت من عمل متميز حاربت به الفساد الذى طالما وُصفت به الوزارة على مدار عقود طويلة وتحمل تبعاته الوطن وشوه سمعته.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى