لماذا نأمل في تطبيق فكر نظام إدارة الجودة في مؤسساتنا ومنظماتنا؟
بقلم: أ.د.إنجي خيري فايد
رئيس بحوث بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية، مركز البحوث الزراعية
يعتمد فكر إدارة الجودة على الحفاظ على المنظمة من المخاطر التي يمكن أن تهدد وجودها، كذلك يعتمد على فكرة التحسين المستمر للمنظمة بما يكفل رضا المستهدفين من وجود المنظمة أو المؤسسة.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
أخطر ما يهدد وجود أي مؤسسة ومنظمة هو حيادها عن الهدف الذي من أجله أنشأت، فالمؤسسة التعليمية أنشأت لخدمة وتيسير العملية التعليمية ونشر الوعي والاخلاق بما يكفل وجود جيل صحيح فكريا وجسديا لخدمة المجتمع فإذا حادت عن هذا الهدف وسبل تحقيقه أدى ذلك إلى انهيارها.
كذلك المؤسسة الصحية اذا لم تحقق هدفها في توفير علاج امن للمرضى، تتعرض هى الاخرى للانهيار، حيث يفقد المرضى ثقتهم بها ويتجنبوها، ويلجأون في علاجهم إلى وسائل اخرى.
ليست الاسرة التي تعد لبنة المجتمع ببعيد عن نظام إدارة الجودة، حيث تهدف الاسرة الى توفير بيئة هادئة مشجعة ومحفزة لأفرادها على التعلم والعمل الجاد والانتاج ليكون الانسان مواطنا صالحا في مجتمعه وذلك بما توفره الاسرة للفرد من دعم نفسي، ومشاركة وجدانية ومادية، فإذا ضاعت حقوق أفراد الاسرة ولم تكفل الاسرة للانسان المودة والرحمة والدعم النفسي والمادي ادى ذلك الى انهيارها، وينتج عن ذلك تزايد معدلات الطلاق والانفصال في المجتمع.
كما تعتمد ادارة الجودة على فكرة (الدعم) البند السابع لها الذي يستند إلى توفير بيئة جيدة للانسان لتحقيق أهداف المنظمة أو المؤسسة التي ينتمي إليها، فالتغذية الصحية والتعليم الجيد والمأوى الآمن الصحي يهيئ للانسان بيئة صحية للعمل والانتاج والتفكير السليم والسلوك القويم، فالانسان نتاج للبيئة التي يعيش بها، ويتمشى ذلك مع ما تسعى إليه الدولة المصرية من بناء الانسان المصري وتنميته عن طريق توفير منظومة جيدة للحفاظ على الامن، وتحقيق الامن الغذائي، وتوفير خدمات صحية جيدة، وتوفير مسكن ملائم، وإصلاح منظومة التعليم.
كما يعتمد نظام إدارة الجودة على التخطيط لتحقيق الاهداف التي وضعتها المنظمة أو المؤسسة بما يتضمنه من خطة واضحة المعالم لجميع الاجراءات اللازمة لتحقيق الهدف في جدول زمني يحدد فيه مواعيد البدء والانتهاء من كل اجراء، وتحديد المسؤول عن القيام بكل إجراء على حدى، والمراجعة والتقييم المستمر لاداء المنظمة للحفاظ على استمرارها وتطويرها.
ولكي تصل أي مؤسسة أومنظمة إلى الجودة تحتاج إلى إدارة تعي هذا الفكر الانساني جيدا وتسعى الى تطبيقه، ادارة تؤمن بأهمية المورد البشري وأهمية الاستثمار في، وتؤمن بأهمية تحديد الاهداف والتخطيط الجيد، وتؤمن بأهمية العمل الجماعي وتكوين فرق العمل الناجحة، وتؤمن بفن إدارة الاختلاف، وقيمة إدارة الوقت وقيمة المؤسسة أو المنظمة التي ولاها الله عليها لكي تكرس الجهود لحمايتها من خطر الانهيار.