رأى

المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة يكتب مقالاً بعنوان: القبح يسكن المدينة!

بقلم: أحمد إبراهيم

كلما ذهبت إلى مدينتى التى كانت جميلة رجعت منها حزيناً ومشفقاً على أهلها الذين يعيشون فيها ليلاً ونهاراً، فمعظم شوارعها مكسرة وحدائقها اختفت والأرصفة مستباحة من أصحاب العمارات والمحلات، وعيناك لا تقع على عشرة أمتار خالية من القمامة والتكاتك، والداخل لها مفقود والخارج منها مولود بسبب الازدحام المرورى، والجراجات مغلقة، وأصبح حلم المواطن إيجاد مكان لانتظار سيارته.

باختصار شديد الفوضى تضرب المدينة، وحتى أكون منصفاً؛ هذا هو حال معظم المدن وعواصم المحافظات. لقد تعودت عيون ساكنها على القبح حيث لم ترَ غيره وأصبح مشهداً مألوفاً وكأنه لا يوجد جهاز إدارى بالمحليات ولا شرطة مرافق ومرور، عكس مدن هيئة المجتمعات العمرانية التى تكافح القبح وتزداد جمالاً بالإضافة للطفرة الكبيرة فى إنشاء مدن الجيل الخامس الذكية والعاصمة الإدارية التى تستهدف تحسين جودة حياة سكانها.

سمعنا عن حركة قريبة للمحافظين.. أتمنى أولاً: محاسبة الحاليين والمقصر منهم فى عمله لا يكتفى بإقالته بل حرمانه من تقاضى المعاش الكبير الذى سوف يحصل عليه بعد انتهاء خدمته، فليس منطقياً مكافأة الفاشل من أموال الشعب، وحتى يكون عبرة لغيره.

‏ثانياً: أتمنى تغيير طريقة اختيار المحافظين بعيداً عن نظام الكوتة والمجاملات ومكافأة نهاية الخدمة التى أثبتت فشلها على مدار نصف قرن وأن نحاول أن نجرب لمرة واحدة اختيارهم على أساس الفكر الاقتصادى، لأن الظروف الصعبة التى تشهدها مصر حالياً تتطلب ذلك، وليس لدينا رفاهية الفشل مرة أخرى، ربنا سبحانه وتعالى منحنا ثروات وموارد طبيعية كثيرة ووهب كل محافظة ميزة تنافسية مختلفة عن الأخرى؛ من الموانئ والآثار والزراعة والصناعة والبحيرات والسياحة (شاطئية ودينية وعلاجية)، إلى فرع لنهر النيل (20 محافظة)، أو موقع على البحر، أو ثروة سمكية أو تعدينية أو معجزة إلهية؛ ففى سيناء كلَّم الله موسى، وفى دمياط التقاء النهر بالبحر، ومن العريش لأسيوط 25 مساراً للعائلة المقدسة، وفى محافظات القناة أهم ممر ملاحى دولى، 11 محافظة مطلة على البحرين الأحمر والمتوسط ومؤهلة لكى تكون مناطق حرة أفضل من دبى وهونج كونج وسنغافورة، وفى كل المحافظات مناطق صناعية يجب رفع كفاءتها حتى تسهم فى حل مشكلات كثيرة.

المحافظات لا تعانى من فقر الموارد بقدر معاناتها من فقر الفكر، لذلك فإن الحل هو إدارتها بالعقلية الاقتصادية الاستثمارية وليست الجباية، لأن حالها أصبح لا يسر عدواً ولا حبيباً، والمواطنون على مدار نصف قرن نادراً ما يتذكرون محافظاً ترك بصمة أو إنجازاً حقيقياً، وأصبحت طاردة للسكان، وعبئاً على العاصمة بسبب سوء الخدمات وانتشار البطالة.

وأغلبية المحافظين ليسوا على مستوى المرحلة، بل أصبحوا عبئاً ثقيلاً على الرئيس والحكومة والبلد؛ فالمحافظ هو الذراع التنفيذية وأول من يتعامل معه المواطن وواجهة الحكومة، ونجاحه يرفع شعبيتها كذلك فشله يؤثر سلباً على رصيدها.

المحافظ الكفء يحمل الكثير عن كاهل رئيس الجمهورية، ويستثمر الموارد المتاحة لديه ولا يكون عبئاً على الميزانية العامة للدولة، المرحلة تحتاج إلى الأكفاء المبدعين إدارياً واقتصادياً؛ فأحسنوا الاختيار بحق دماء الشهداء، لأن مصر تستحق.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى