تقارير

الخفافيش.. خطر يهدد الإنتاج الزراعي والصحة العامة

كتب: د.أحمد رزق تعتبر الخفافيش (bats) واحدة من الحيوانات الضارة التي تتميز بتهديدها لإنتاج الزراعي والصحة العامة حيث أنها مشاركة البيئات المختلفة للنشاط الإنساني. وهي الحيوان الثدي الوحيد الذي لديه القدرة على الطيران ويتبع رتبة الخفاشيات chiropetra التي تتحور أطرافها الأمامية إلى جناح غشائي جلدي بطول الجسم على الجانبين حتى الارجل الخلفية، وعضلات قوية تسمح لها بالانطلاق عند الطيران، وهذا الوضع التركيبي يعيق وقوف الخفافيش على أرجلها بل تكون معلقة ورأسها إلى أسفل، ويسمح لها هذا الوضع بتقليل العمليات الأيضية والطاقة.

د.أحمد رزق

ويوجد حوالي أكثر من ألف نوع من الخفافيش على مستوى العالم يمثل ربع أنواع الثدييات تتبع 19 عائله. وتختلف الخفافيش من حيث الشكل الظاهري واللون والحجم والوزن.

يوجد في مصر نوعين من الخفافيش

ـ النوع الأول: هو الخفاش كبير الحجم Migachiropetra

يطلق عليه الخفاش أكل الفاكهة المصري أو الثعلب الطائرR0usettus aegyptiacus  

لذي يبلغ وزنه حوالي 160 جرام وطوله 15سم وطول الجناح 60سم. يتواجد هذا النوع في الكهوف والمنازل المهجورة والمناطق الأثرية القديمة مثل الكنائس والجوامع في تجمعات متشابكة مع بعضها على شكل سباطة بلح يبلغ أعدادها عدة آلاف تنفصل فيها الذكور عن الإناث في شهور الشتاء كما توجد حضانات للمواليد الجديدة تبلغ عدد المواليد فيها من 1000 إلى 3000 مولود في المتر المربع داخل الوكر الواحد. ويتوالد هذا النوع في الربيع وينتج فرداً واحداً غالباً، ويكون متعلقاً بالأم من الناحية البطنية.

ويبلغ عُمر الخفاش في المتوسط 20 سنة. يتغذى هذا النوع عل بعض ثمار الفاكهة الناضجة من: البلح، والتفاح، والجوافة، والتين… وبعض الخضروات مثل: الطماطم، والفلفل الرومي، والفراولة مسببة خسائر إنتاجية. وتتركز الإصابة في الثمار للأشجار المتواجدة على الحواف على شكل فجوة عميقة مع وجود ثقبين على الثمرة وهذا ما يميز الإصابة بهذا النوع من الخفافيش مع تواجد ثمار متساقطة حول الأشجار وتستهلك الخفافيش حوالي ثلاثة أمثال وزنها في اليوم. وتتخذ الخفافيش بعض الفروع كمجاثم للتغذية والراحة. ويتحسس الخفاش غذاءه عن طريق جهاز سونار متطور في الظلام إلا أنه له المقدرة على رؤية الغذاء في الساعات الأولى من الغروب.

ـ النوع الثاني الخفاش أكل الحشرات Microchiropetra

وهو خفاش صغير الحجم يتراوح طوله ما بين 5 إلى 7 سم وطول الجناح حوالي 20سم ويزن 25 جم تقريبا. يتغذى على الحشرات باستهلاك أكثر من 500 حشرة في الليلة الواحدة. ويتواجد في الشقوق والكهوف والمباني المهجورة والأثرية في مجموعات متفرقة حيث تحتوي كل مجموعة من 25 إلى 50 فرد.

ولم يسجل في مصر الخفاش في مصر النوع مصاص الدماء الذي يتواجد في جنوب ووسط أمريكا.

وعلى الرغم من بعض فوائد الأنواع المختلفة للخفافيش كونها ملقحة لبعض الحاصلات البستانية ودورها في نشر البذور وتوزيع الغطاء النباتي واستخدام مخلفاتها كسماد عضوي يحتوي على نسبة عالية من النيتروجين حتى إنه يستخدم في عمل المفرقعات واستخلاص مانعات تجلط الدم من لعاب الأنواع المصاصة للدماء والذي يفوق تأثيره 20 مرة الأدوية الخاصة بإذابة الجلطات الدماغية والجلطات بصفة عامة وما تلعبه من دور مهم في التوازن البيولوجي إلى أن لها أضرار تستدعي مكافحتها والحد من أضرارها.

أضرار الخفافيش

1ـ تهاجم خفافيش الفاكهة العديد من محاصيل الفاكهة والخضروات في طور النضج مسببة فقد وخسائر اقتصادية للمحصول.

2ـ تعتبر مخزن للعديد من الفيروسات والمسببات المرضية الأخرى نظراً لجهازها المناعي العالي الذي يسمح بتكاثر ونمو الفيروسات والمسببات المرضية دون أن تتأثر بها الخفافيش نفسها وتنتقل هذه المسببات المرضية عن طريق العض باللعاب أو التلوث بالبول والبراز أو عن طريق ما تحمله من متطفلات خارجية وداخلية حيث سجل العلماء ما يزيد عن 140 مسبب مرضي في الخفافيش عموماً معظمها غير ضار للإنسان ومنها ما يسبب ضرر للصحة العامة مثل:

ـ فيروس إيبولا (فيروس شريط) والذي يسبب النزف وينتقل من الخفافيش إلى الإنسان عن طريق القرود.

ـ فيروس سارس (فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) والذي انتقل من الخفافيش للإنسان عن طريق الكلاب وهو فيروس تاجي.

ـ فيروس مرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) والذي انتقل من الخفافيش إلى الإنسان عن طريق الإبل وهو فيروس تاجي.

ـ وأخيراً فيروس كورونا والذي يعتقد العلماء انتشاره بسبب الخفافيش.

ـ مرض داء الكلب (السعار).

 مكافحة الخفافيش

يتم مكافحة الخفافيش في نطاقين.

الأول الحقول الزراعية بتعليق مخلوط من العجوة أو شرائح التفاح مع فوسفيد الزنك 1% على شكل كرات معلقة بالأشجار.

أما النطاق الثاني في الأوكار حيث يتم غلق جميع الفتحات بالشباك لمدة 72 ساعة مع التبخير بغاز الفوسفين أو مخلوط الشطة وزهر الكبريت.

الاحتياطات الواجب اتباعها عند مشاهدة الخفافيش وأوكارها

ـ غلق شبابيك المنازل لمنع دخول الخفافيش.

ـ إبلاغ المختصين بمكان الوكر إن تم تحديده.

ـ تطهير المنطقة برش الكلور في المنطقة بتركيز 5%.

ـ ضرورة ارتداء القفازات والكمامات عند قطف الثمار.

ـ تطهير الأسواق العامة.

ـ قيام المستهلك بغسل الثمار بالماء والصابون وشطفها جيدا بالماء الجاري قبل الاستخدام.

ـ التوعية العامة بأضرار الخفافيش.

ـ عقد ندوات إرشادية للمزارعين للتوعية بأضرار الخفافيش وطرق مكافحتها الصحيحة.

*مُعد التقرير: أستاذ الحيوانات الضارة بمعهد بحوث وقاية النباتات ـ مركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى