رأى

الجوع كافر وعواقبه وخيمة

بقلم د.شكرية المراكشي

استهلاكنا للمياه أكثر مما نتصور.. يبلغ معدل استخدام المياه المباشر للفرد الواحد يومياً حوالي من 130 لتراً، ولكن هذا في الظاهر فقط، إذ إضافة إلى هذه الكمية يستهلك كل فرد يومياً منتجات زراعية وصناعية تحتوي في طياتها على 4000 لتر من المياه، وهو ما يطلق عليه الاستهلاك غير المباشر للمياه.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

ـ 1كيلو جرام من الشيكولاتة يحتاج إلى 17000 لتر ماء.

ـ 1كيلو جرام من “البيف” يحتاج إلى 15000 لتر ماء.

ـ البيضة الواحدة تحتاج 196 لتر من الماء.

ـ 1كيلو جرام من الذرة يحتاج فقط 1222 لتر من الماء.

ـ اكيلو جرام من الموز يحتاج 790 لتر ماء.

ـ 1كيلو جرام من الفول الأخضر يحتاج 586 لتر ماء.

ـ 1كيلو جرام من الطماطم يحتاج 214 لتر من الماء.

ـ إنتاج كيلوجرام واحد من البطيخ يستهلك 11 متر مكعب من المياه المخصصة للري.

اقرأ المزيد: مقال لـ«الدكتورة شكرية المراكشي».. محاصيل تقضي على الجوع في العالم

يلزمنا 130 لتراً من المياه الافتراضية لإعداد كوب واحد من حبوب البن، وهو ما يعادل استهلاك الفرد المباشر للمياه يوميا، وبما أن القهوة شراب يستمتع به عدد كبير من البشر، تستنزف صناعة القهوة 85 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.

1222 لتراً من الماء لكل كيلوغرام من الذرة الذرة والأرز والقمح هي أساس غذاء البشر. سنوياً يحصد مزارعي الكرة الأرضية 845 مليون طن من الذرة. وبما أن الولايات المتحدة أكثر بلاد العالم إنتاجاً للذرة، فهي أيضاً أكثر من ينفق ماءً في زراعتها لتصل إلى 760 لتر ماء لكل كيلوغرام، أما الهند، التي تسود فيها درجات حرارة مرتفعة، فتحتاج إلى 2450 لترا من الماء لإنتاج كيلو غرام واحد من الذرة. وتستخدم الذرة كعلف للحيوانات ولإنتاج الطاقة الكهربائية.

2500 لتر ماء لكيلو جرام الأرز الواحد

يعتمد نصف سكان الكرة الأرضية على الأرز للبقاء على قيد الحياة، ولذا يُحصد سنوياً 672 مليون طن من الأرز، وبما أنه لا بد من تقشير الأرز بعد جنيه، فإن ثلث هذه الكمية يضيع كقشور. هكذا يحتاج كل كيلو غرام من الأرز 1670 لترا لإنتاجه، وبعد إزالة القشور تصل كمية المياه إلى 2500 لتر لكل كيلوغرام أرز.

1300 لتر ماء لكيلو جرام القمح

يعتبر القمح واحدا من المكونات الرئيسية الثلاث في التغذية. ويُزرع سنوياً حوالي 650 مليون طن من القمح في العالم، معظمها لتغذية البشر. وتستهلك هذه الكمية 790 مليار متر مكعب من المياه. ولكن بالطبع تختلف هذه الكمية من منطقة إلى أخرى، حسب الظروف المناخية، فمثلاً في سلوفاكيا نحتاج إلى 465 لتر لإنتاج كيلوغرام واحد من القمح، في يحتاج مزارع في الصومال إلى 18.000 لتر.

1000 لتر ماء لكل لتر حليب

يبلغ الإنتاج العالمي من الحليب 600 مليون طن سنوياً. ولكن وقبل حلب البقرة ومعالجة حليبها، لا بد من سقي البقرة وإطعامها، وهذا يعني استهلاك 1000 لتر ماء لكل لتر حليب. أما في حالة استخدام حليب البودرة، فلابد من إضافة خمسة أضعاف هذه الكمية من المياه، إذ يعادل لتر الحليب الواحد 200 غرام حليب بودرة.

10.000 لتر ماء لكيلو جرام الجبن

الجبنة في الأصل طريقة لتخزين الحليب بعد تركيزه وخلال هذه العملية تستهلك كمية لا بأس بها من المياه، فبالمعدل يحتاج المرء إلى 10 لترات حليب لصنع كيلوغرام من الجبن. وكلما زادت صلابة الجبن وقساوته زادت الحاجة إلى الحليب. فمثلاً جبنة البارميسان تتطلب 16 لتراً من الحليب لتكون صالحة للاستهلاك لمدة سنتين.

3300 لتر ماء لكيلوغرام بيض تحتاج كل بيضة قرابة 200 لتر من الماء لري الدجاجة وإطعامها. وبما أن غالبية الدجاج تربى في أقفاص تمنعها من البحث عن طعامها بنفسها، فلا بد للمزارع من زراعة الحبوب أو الذرة لإطعامها، ولمعالجة كيلوغرام واحد من الذرة وتحويله إلى علف للدجاج، نحتاج إلى استهلاك حوالي 1300 لتر من الماء.

4325 لتر ماء لكيلوغرام لحم الدجاج يقضي الدجاج اللاحم حوالي 38 يوماً في المزرعة يتناول فيها الحبوب والماء، ومن الشائع أن غالبية الدجاج اللاحم والمجمد يربى في مزارع كبيرة جدا، وهذا يساعد في التوفير في المساحة والماء. إلا أن ما ينساه الكثيرون هو أن روث الدجاج والاستهلاك الكبير للمياه تستنزف الموارد المحلية.

5990 لتر ماء لكيلوغرام لحم الخنزير يحتاج الخنزير بالمعدل إلى فترة تتراوح بين 7 و10 أشهر في المزارع قبل أن يبلغ وزنه 100 كيلوغرام حتى يُحول إلى المسلخ. ويستهلك الخنزير أغلبية هذه المياه في طعامه، الذي يتم استيراده في الغالب من الخارج، مثل الصويا.

15.400 لتر ماء لكيلوغرام لحم البقر يعد لحم البقر ترفا، وذلك ليس فقط لارتفاع سعره بل أيضاً لاستهلاكه المهول للمياه. فللحصول على كيلوغرام واحد من لحم البقر يتم استهلاك 15000 لترمن الماء. وأكثر أنواع لحوم البقر استهلاكا للمياه، هي تلك الأبقار التي تتغذى على علف الصويا المستورد من الخارج. في حين تقل هذه الكمية لدى الأبقار التي تعيش في المراعي المفتوحة.

المياه مورد طبيعي محدود يستهلك 70 ـ 80% من المياه العذبة في الزراعة، ولذا فإن أفضل طريقة لتوفير المياه الزراعة في المناطق الغنية بالمياه. وبدلا من ذلك، تزرع محاصيل كثيرة متحملة للجفاف في مناطق شحيحة بالمياه وتصدر المنتجات إلى الخارج. ولكن أكبر الخاسرين من هذه السياسة هم صغار المزارعين الذين لا يجدون ماء لسقي ماشيتهم ومحاصيلهم.

الماء مقابل العملة الصعبة؟

تشجع الدولة كبار المستثمرين في القطاع الزراعي خاصة منهم الذين ينتجون زراعات تصديرية ومن بينها طبعا زراعة البرسيم والموالح والخضار والفراولة والبطاطس هذا الأمر من شأنه خلق العديد من المشاكل، فالاستثمار في هذه الزراعات الأحادية يستنزف الموارد المائية ولا يوفر سوى مواطن قليلة للشغل بشكل قار أو موسمي.

أما الإنتاج فهو موجه أساسا إلى التصدير لا إلى الاستهلاك المحلي، والهدف الوحيد من كل ذلك هو توفير المزيد من العملة الصعبة واذا اعتبرنا أن الهدف من هذه الامتيازات توفير العملة الصعبة، فهذا لا يجعلنا نركز في الأراضي فقط بل في استغلال الموارد المائية أيضا.

مع ذلك فإن من النقاط التي لا تتم عادةَ الإشارة إليها فهي أن السياسة الزراعية التي ترتكز على التصدير تستهلك كميات كبيرة من المياه مقارنة بالزراعة المعيشية، والإنتاج الزراعي في بلد جاف مثل مصر لصالح الاسواق الخارجية يؤدي إلى استنزاف موارد مائية كبيرة تُخصص عادة للزراعة المعيشية.

إذن، لابد من تقييم شامل للمرحلة الماضية ووضع خطط مستقبلية تقوم على التجديد والمعالجة الجذرية للمشاكل الهيكلية التي تعيق تطور القطاع الزراعي، بل وتهدد أمن الشعوب على صعيد غذائهم وقوتهم وهو رهان لا يقل عن الرهانات الأمنية والسياسية، فالجوع كافر وعواقبه وخيمة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى