الإجهادات المناخية وأثرها على الذرة الصيفية.. مظاهر الخطر والإجراءات الوقائية
روابط سريعة :-
كتب: د.محمد فهيم في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، لم يعد محصول الذرة، الذي لطالما اعتُبر من أكثر المحاصيل الصيفية قدرة على مقاومة الإجهادات البيئية، بمنأى عن التأثيرات السلبية للطقس المتقلب. ومع تكرار نفس الأخطاء في المواسم السابقة، توجه الجهات البحثية والفنية نداءً عاجلاً للمزارعين في مختلف أنحاء مصر: اتخذوا الإجراءات الوقائية قبل فوات الأوان.
3 مظاهر مناخية تهدد زراعة الذرة
رصد الخبراء 3 مظاهر مناخية رئيسية تؤثر بشكل مباشر على الذرة في مصر:
1ـ انخفاض درجات الحرارة ليلاً
خاصة في العروات المبكرة (أواخر مارس وأبريل وبداية مايو)، مما يؤدي إلى ظهور أعراض نقص الفوسفور مثل احمرار الأوراق وضعف معدلات النمو.
2ـ تذبذبات حرارية حادة
تتراوح بين موجات حارة ثم شديدة الحرارة ثم انخفاض مفاجئ، وهو ما يؤثر سلباً على الإنبات وامتصاص المغذيات، ويتسبب في شحوب النباتات، إلى جانب زيادة كبيرة في انتشار دودة الحشد الخريفية.
3ـ موجات شديدة الحرارة خلال التزهير والإخصاب
درجات حرارة تتخطى 38-40°C لمدة 4-5 أيام خلال مرحلة طرد الشعيرات تؤدي إلى فشل عملية التلقيح وغياب الحبوب في الكيزان.
توصيات عاجلة لمزارعي الذرة (خاصة الذرة البدرية)
لم تعد الزراعة تعتمد فقط على الري في مواعيده، بل تتطلب إدارة دقيقة استباقية لتقلبات المناخ. وفيما يلي أهم الإجراءات الواجب اتباعها خلال الموجات الحارة:
1ـ تقريب فترات الري
خاصة في فترات الحرارة الشديدة، بحيث تُروى الأرض كل يومين صباحًا، لتقليل فقدان المياه وتحسين امتصاص العناصر.
2ـ معالجة مرحلة الإخصاب
إذا تزامنت الموجات الحارة مع التزهير، يجب رش كالسيوم-بورون في الأراضي الجديدة، أو إضافة فولفيك + نترات ماغنسيوم مع الري في الأراضي القديمة، للحفاظ على جودة التلقيح.
3ـ دعم الطور اللبني
بإضافة 8-10 كجم سلفات بوتاسيوم/فدان في حالة الري بالغمر، أو 4-5 كجم بالتنقيط، لتعزيز امتلاء الحبوب وتحسين لونها، وذلك خلال ريتين متتاليتين.
4ـ مكافحة دودة الحشد
تعد أخطر آفة حالياً على الذرة. لا يُسمح لها بإكمال دورة حياة كاملة داخل الحقل. ويُنصح باستخدام المبيدات المسجلة فقط، مثل:
ـ بروتكتو 400 جم/فدان.
ـ كوراجن 60 سم³/فدان.
ـ رادينت 65 سم³/فدان.
ـ أمازون 80 جم/فدان.
وغيرها من المبيدات المعتمدة.
الرش يجب أن يتم في الصباح الباكر أو بعد الغروب لضمان الفعالية وتقليل الضرر على البيئة.
لماذا كل هذا القلق؟… التأثيرات العلمية للمناخ على الذرة
توضح الدراسات الزراعية الحديثة أن الذرة أصبحت حساسة بشكل غير مسبوق لتغير المناخ، وفيما يلي ملخص لأبرز التأثيرات:
ـ ضعف الإنبات والبزوغ بسبب فقدان الرطوبة السطحية وخلل في امتصاص الماء نتيجة تذبذب درجات الحرارة.
ـ فشل التلقيح والإخصاب بسبب جفاف أو موت حبوب اللقاح تحت درجات الحرارة العالية.
ـ انخفاض كفاءة التمثيل الضوئي، حيث تزداد معدلات التنفس على حساب إنتاج الغذاء، مما يقلل من الإنتاجية.
ـ نضج مبكر غير مكتمل، يؤدي إلى كيزان صغيرة الحبة وناقصة النمو.
ـ زيادة فقدان المياه وتدهور بنية الجذور، خاصة في الأراضي الرملية التي لا تحتفظ بالرطوبة.
ـ ارتفاع معدلات الإصابة بالآفات والأمراض مثل اللفحة ودودة الحشد نتيجة ضعف المناعة النباتية.
ـ تفاوت الإنتاج بين المناطق، حيث تتأثر مناطق الجنوب (مثل الصعيد) بشكل أكبر من المناطق الشمالية.
الرسالة الأخيرة للمزارعين: الزراعة اليوم تحتاج إدارة مناخية واعية
أصبح من الضروري لكل مزارع أن يعي أن زراعة الذرة لم تعد مجرد ري وتسميد، بل تحتاج إلى رصد دقيق للطقس، واتباع توصيات علمية صارمة في التوقيت المناسب. مستقبل المحصول… مرهون بقراراتك اليوم.
*المادة العلمية: رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.