أفتخر بانتمائي لمركز البحوث الزراعية وبدور علمائنا في إنتاج تقاوي البطاطس محلياً
بقلم: د.أسامة بدير
في خطوة نموذجية تعكس نجاح مصر في الاعتماد على الذات، نجحت جهود مركز البحوث الزراعية اليوم في إنتاج تقاوي بطاطس محلية بنسبة 100%، لتسجل هذه اللحظة إنجازاً تاريخياً يُضاف إلى سجل النجاحات الوطنية في قطاع الزراعة.
يرجع الفضل في هذا الإنجاز العلمي الرائد إلى القيادة الحكيمة لمركز البحوث الزراعية برئاسة الدكتور عادل عبدالعظيم، الذي يواصل توجيه المركز برؤية استراتيجية وفاعلة لمواجهة تحديات المرحلة ودعم الأمن الغذائي لملايين المصريين. يدعم “عبدالعظيم” نائبيه، الدكتورة شيرين عاصم والدكتور ماهر المغربي، في إطار فريق عمل متكامل يُجسد إرادة علمية قوية قادرة على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلاً.
لا يسعني في هذا اليوم المُضيء إلا أن أعبر عن فخري واعتزازي بالانتماء إلى هذا الصرح العلمي العريق، مركز البحوث الزراعية، الذي يضم نخبة من ألمع العلماء والباحثين، ويُعد منارة للابتكار والبحث العلمي، حيث يُحفزنا ذلك على بذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل وطننا الحبيب.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل مُمنهج ودؤوب لفِرق بحثية متخصصة داخل المركز، بالإضافة إلى التعاون المُثمر مع التحالف العربي لإنتاج تقاوي البطاطس، ومشاركة فاعلة من القطاع الخاص، ما أسفر عن إنتاج تقاوي ذات جودة عالية تفتح آفاقاً جديدة للاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ما يُسهم في توفير العملة الصعبة ودعم صغار ومزارعي البطاطس في مصر.
تتويجاً لهذه الجهود، تنفذ مصر لأول مرة خطة طموحة لإنتاج أكثر من 60 ألف طن من تقاوي البطاطس على مدار ثلاث عروات سنوياً ولمدة خمس سنوات، مُعتمدة على أحدث التقنيات العالمية وخبرات مركز البحوث الزراعية ومعاهده المتخصصة. وتأتي هذه الخطوة لتلبية احتياجات السوق المحلي وتعزيز الأمن الغذائي بشكل مستدام.
إن ما شهدته محافظة الوادي الجديد، اليوم السبت، من حصاد أول محصول من تقاوي البطاطس المنتجة محليا، في لحظة وصفها العديد بأنها نقلة نوعية في تاريخ الزراعة المصرية. يعود الفضل في ذلك إلى الدور المحوري الذي قام به علماء معاهد بحوث البساتين وبحوث أمراض النباتات وبحوث وقاية النباتات، بالإضافة إلى مشروع مكافحة العفن البني ومركزية الفحص والاعتماد، حيث تم إجراء الفحوصات الدورية بدقة عالية لضمان جودة وسلامة المحصول.
النتائج جاءت مُبشرة بكل المقاييس، إذ أظهرت التحاليل خلو التقاوي من أي إصابات فيروسية أو مرضية، ما يعكس مدى الانضباط العلمي والدقة في متابعة كافة مراحل الإنتاج حتى الحصاد.
هذا الإنجاز لا يمثل فقط تقدماً زراعياً ملموساً، بل هو تعبير واضح عن رؤية وطنية تدرك أن الأمن الغذائي هو ركيزة أساسية للأمن الوطني، وأن الاستثمار في البحث العلمي والابتكار هو السبيل الأنجح لتحقيق التنمية المستدامة.
كل الشكر والتقدير لعلماء وباحثي مركز البحوث الزراعية، وللقيادة التي آمنت بقدرة المصريين على تحقيق المستحيل، وجعلت من بذور البطاطس رمزاً جديداً للسيادة الزراعية والاكتفاء الذاتي.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.