رأى

مقال لـ«الدكتورة شكرية المراكشي».. الكانولا من المحاصيل الزيتية غير التقليدية لإنتاج الزيوت 

لقد أصبح الاهتمام بالمحاصيل الزيتية أمرا ضروريا لتوفير الزيوت التى تُحمل ميزانية الدولة أعباء إضافية كبيرة، ولأنها قليلة استهلاك المياه وتتحمل الملوحة وتصلح للزراعة فى معظم الأراضى المصرية.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

وفقا لوزارة الزراعة الأمريكية يصل حجم الإنتاج العالمي من الزيوت إلى 211,4 مليون طن، فيما كانت الدول المنتجة هي إندونيسيا والصين وماليزيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وتستهلك مصر 2,4 مليون طن زيت طعام سنويا، لا تنتج منها سوى 5% فقط، فيما يتم استيراد 95% من احتياجات السوق.

شاهد: زراعة الكانولا في الأراضي الملحية

ترجع الفجوة الزيتية بمصر إلى التنافس الشديد بين المحاصيل الزيتية والمحاصيل الاستراتيجية الأخرى مثل محاصيل الحبوب والخضر والفاكهة في الدلتا والوادي، بالإضافة إلى محدودية المياه في ظل التغيرات المتنوعة وارتفاع نسبة الاملاح من مياه وتربة.

اقرأ المزيد: تفاصيل زراعة وإنتاج محصول الكانولا

تبذل جهود حثيثة خلال هذه الفترة من القطاع الزراعي في محاولات جادة من أجل رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الزيوت من 5% حاليا إلى 50% خلال فترة وجيزة، حيث أنه من المتوقع زيادة الفجوة بحلول 2025 إلى 2030 طن، ولهذا السبب فإن ضرورة التوسع في زراعة بعض المحاصيل الزيتية في الأراضى المستصلحة خارج الوادي والدلتا بعيدا عن المنافسة الشديدة بينها وبين المحاصيل الاستراتيجية الاخرى.

على سبيل المثال يمكن زراعة الفول السوداني بمساحات كبيرة فى الاراضى الرملية وزراعة دوار الشمس بنجاح فى الاراضى الجيرية، وزراعة الكانولا والقطن فى الاراضى المتاثرة بالملوحة وعند نقص الموارد المائية نظرا لتحمله الملوحة والجفاف.

ولا شك أن إنشاء مصانع مصغرة (معاصر زيوت) لاستخلاص الزيوت يساعد علي توفير فرص عمل مع الاستفادة من النواتج الثانوية لعملية الاستخلاص (الكسب).

اقرأ المزيد: باحثون يبتكرون طريقة لصنع فحم حيوي من بقايا بذور الكانولا

زراعة الكانولا لإنتاج الزيت

تعتبر الكانولا من المحاصيل الشتوية وتزرع خلال شهر نوفمبر والتأخير يؤدى إلى نقص المحصول تحت الظروف المصرية، ودلت التجارب أن الميعاد الأمثل لزراعة الكانولا هو النصف الأول من نوفمبر تحت ظروف محافظة الدقهلية.

تزرع الكانولا فى مصر عقب المحاصيل الصيفية كالقطن، الذرة الشامية، الأرز، وفول الصويا.

زيت الكانولا من أفضل الزيوت النباتية عند استخدامه في تغذية الإنسان، حيث أن 94% من الأحماض الدهنية به أحماض غير دهنية مشبعة، وهو ما يجعل زيت الكانولا يعتبر رقم واحد في استخدامات التغذية لدي كثبر من بلدان العالم، ومنها كندا حيث يمثل زيت الكانولا 62% من الزيت المستخدم في التغذية يليه فول الصويا 24% ثم زيت عباد الشمس 4%.

شاهد: زراعة الكانولا.. أخطاء تقلل إنتاجية الفدان

تزرع الكانولا في مصر كمحصول شتوي على مساحات صغيرة لدى بعض المزارعين الخواص وفي بعض محطات المراكز البحثية، وتعول عليها الحكومة الان في حل مشكلة الفجوة الزيتية في مصر أملاً كبيراً في  سد الفجوة الزيتية، حيث أننا لا ننتج سوي 3% فقط من الزيوت التي نستهلكها والباقي نستورده من الخارج وفي ظل التداعيات الجديدة في منظومة إنتاج الطاقة في العالم ومع الزيادة المستمرة في سعر البترول وعملية الاتجاه في التوسع في إنتاج الوقود الحيوي سنواجه مشكلة حقيقية في توفير الزيوت النباتية المستخدمة في التغذية.وقد اتجهت الحكومة الجزائرية الى هذا المحصول بداية من سنة 2021 وبدات تنفيذ مخطط استراتيجي لزراعته بمساحة 500 الف هكتار بعد التجارب الناجحة التي قام بها بعض المزارعين تحت اشراف  المراكز البحثية القومية.

يتميز زيت الكانولا بأنه من الزيوت التي تقل فيها نسبة الدهون المشبعة (النوع “الضار” من الدهون)، بالإضافة إلى كونها غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة monounsaturated fat (النوع “المفيد” من الدهون).

شاهد: ازرع الكانولا في الأراضي الملحية والصحراوية واربح 4000 جنيه من الفدان

جميع الابحاث العلمية تشجع على استخدام زيت الكانولا، وزيت الزيتون، بالإضافة لبعض أنواع الزيوت الأخرى التي تعتبر من المصادر الأساسية التي نحصل منها على احتياجاتنا اليومية من الأوميجا 3.

وفقا للتقارير الصحية يعتبر زيت الكانولا من أفضل الزيوت التي تصلح للاستخدام عند إعداد المخبوزات، وذلك لما تحتويه من دهون أحادية غير مشبعة monounsaturated fat، بالإضافة إلى أن نكهته خفيفة جداً بحيث لا تؤثر على نكهات المخبوزات.

أوضحت التقارير إنه رغم أن هناك أنواع أخرى من الزيوت الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة، والتي تقل فيها نسبة الدهون المشبعة، مثل زيت الزيتون، ولكن هذه الانواع لا تصلح للاستخدام مع المخبوزات لما لها من نكهة قوية مميزة.

شاهد: زراعة الكانولا.. معلومات هامة لزيادة الإنتاجية

هناك معلومات جديدة ومثيرة بشأن زيت الكانولا، ودوره فى الحد من مرض السمنة والعديد من الفوائد الصحية التى يُحدثها على صحة الإنسان.

أشارت التقارير إلى أن زيت الكانولا يساهم بشكل كبير فى تقليل نسبة الدهون والشحوم بالبطن، ويساهم بفاعلية فى التخلص من الكرش، وأن الفضل فى ذلك يعود إلى احتواء تلك الزيوت النباتية على الدهون غير المشبعة الأحادية، والتى وُجد أنها تساهم فى تقليل نسبة دهون البطن، وتساهم فى الحد من الإصابة بمتلازمة الأيض، لذلك ننصح بالإكثار من تناول زيت الذرة وزيت الزيتون وزيت الكانولا وزيت جوز الهند وزيت عباد الشمس وزيت فول الصويا وزيت السمسم وزيت الفول السودانى وزيت النخيل وزيت القرطم.

اقرأ المزيد: «الجوجوبا والكانولا» أمل مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الزيوت النباتية

تتصف بذور الكانولا بنسبة عالية من الزيوت (49%) كما أنه نبات عالي الإنتاجية حيث أن الفدان يمكن أن ينتج من 1 ـ 1,5 طن بذرة أي ما يعادل من 0,5 إلي 0,8 طن زيت في فترة قصيرة هي مدة الدورة الزراعية للمحصول في الأرض.

من الأهمية الاتجاه لزراعة الكانولا في أراضي الاستصلاح حيث تتميز بأنها تجود فيها على عكس المحاصيل الشتوية التقليدية، وبالتالي إذا ما تم التوسع في زراعة الكانولا في الأراضي الجديدة للمساهمة في حل مشكلة الفجوة الزيتية في مصر، مع  التشديد علي أهمية توفير المعاصر بجوار المناطق التي تتركز فيها الزراعة وان تتبني شركات الزيوت عملية الزراعة من خلال التعاقد مع المزارعين علي زراعة الكانولا وتوفر لهم البذرة وتأخذ منهم الإنتاج، كما يحدث مع محصول دوار الشمس وبنجر السكر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى