رأى

مقال المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة.. 100 مليار دولار صادرات.. كيف؟

بقلم: أحمد إبراهيم

افتتاح المصانع والمزارع من المشاهد المفرحة، التى ينشرح بها قلب كل مواطن محب للبلد، لأن هذه هى المشروعات الإنتاجية التى تسهم فى حل جميع المشكلات.

يوم الثلاثاء الماضى افتتح الرئيس السيسى بعض المصانع فى المنطقة الاستثمارية الحرة بمدينة نصر، وكذلك افتتح المنطقتين الاستثماريتين بالقليوبية (بنها)، والدقهلية (ميت غمر)، وخلال الافتتاح أكد الرئيس اهتمام الدولة بالإنتاج وتقديم كل الدعم للمنتجين، وطالب بالوصول بحجم الصادرات المصرية إلى 100 مليار دولار، وهو رقم كما قال الرئيس ليس كبيراً على شعب تعداده أكثر من مائة مليون نسمة.

حتى نُحقق الـ100 مليار، يجب تغيير فكر بعض المسئولين من الجباية إلى الإنتاج، أو تغييرهم أنفسهم، وكذلك تغيير نظرة المجتمع للمستثمرين باعتبارهم الشخصيات الأهم، ويجب حملهم على الأعناق والرؤوس، وعمل دعاية إعلامية مكثّفة للمنتجين والمصدّرين، وأن يفرّق الإعلام بين رجال الصناعة والزراعة المحترمين ومن يربح أمواله بالسهل ثم ينفقها على شهواته وملذاته، فهؤلاء سماسرة وليسوا منتجين.

الـ100 مليار دولار صادرات رقم صغير، لأن ‏هناك دولاً تتجاوز أضعافه، ربما من مشروع واحد، ولكى نحققه ‏نحن لابد أولاً من وجود أسطول شحن بضائع مصرى، حيث لا نمتلك سوى 3 طائرات بضائع فقط، ولا نمتلك أى سفينة بحرية مصرية، وكيف يتحقق الحلم والمصدرون والمنتجون يعانون من كثرة الضرائب والرسوم والجمارك وهناك عقبات كثيرة فى تمويل المصدرين.

كتبنا كثيراً عن ضرورة دعم مستلزمات الإنتاج، أو على الأقل إعفائها من جميع الأعباء، حتى لو كانت مستوردة للاتجار فيها، لأنها فى النهاية تسهم فى زيادة الإنتاج، وحسناً قرر مجلس الوزراء منح الرخصة الذهبية حتى يرحم المستثمرين الجادين من الكعب الداير والاصطدام بالعقول العقيمة فى الجهاز الإدارى.

أتذكر أننى كتبت فى هذا المكان مقالات كثيرة عن مصنع الأحذية الذى افتتحه الرئيس مؤخراً وكيف تسببت هذه العقول فى تعطيله 5 سنوات لولا تدخل القيادات العليا، وكان المفترض أن يكون وصل إلى كامل طاقته الإنتاجية وتشغيل 50 ألف عامل، أيضاً كتبنا عن ضرورة أن يفعل سفراؤنا بالخارج كما يفعل السفراء الأجانب بالقاهرة فى مساعدة القطاع الخاص بفتح أسواق للمنتجات المصرية وأعمال لشركاتنا هناك، ويكون ذلك أساس تقييم السفراء.

كما سبق وطالبنا بإنشاء المجلس القومى للإنتاج برئاسة رئيس الجمهورية، ويضم فى عضويته رجال الصناعة والإنتاج الحقيقيين، وكذلك المصدرون، ويختص بحل المشكلات التى تواجه المنتجين ويساعدهم فى زيادة صادراتهم حتى نصل إلى مائة مليار دولار وأكثر.

الرئيس دعا أيضاً إلى عقد مؤتمر اقتصادى يجمع الدولة والمستثمرين ورجال الصناعة، ولحين عقد المؤتمر أتمنى اليوم قبل غد اتخاذ قرارات بفتح كل المصانع المغلقة حتى لو كانت مخالفة لحين تصحيح أوضاعها، أيضاً دعم جميع مستلزمات الإنتاج ورفع جميع الأعباء عن المنتجين والمصدرين وكل هذه أمور لا تحتاج مؤتمراً، بل تحتاج قرارات تنفيذية سريعة، كما فعل الرئيس فى إلغاء الإجراءات التى كان اتخذها رئيس البنك المركزى السابق، والتى تسبّبت فى ارتباك الصناعة والزراعة والاستيراد والتصدير، ولذلك يجب معالجة الآثار السلبية لهذه القرارات على بعض المنتجين بتأجيل الأقساط المستحقة عليهم للبنوك، حتى لا يتعرّضوا للسجن أو الخروج من سوق الإنتاج.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى