رأى

احتفال مختلف بأعياد سيناء!

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

مصر تحتفل اليوم بالذكرى 38 لعودة سيناء الحبيبة إلى أرض الوطن وتحريرها من العدو المحتل، ومعظم الأجيال الصغيرة لم تعلم شيئا عن سيناء أو تسمع عنها سوى يوم 25 أبريل من كل عام حينما كان احتفالنا بالأغاني، حيث نستدعي الأغنية الأشهر “سينا رجعت كاملة لينا ومصر اليوم في عيد” للعظمية الراحلة شادية..

ولكن الاحتفال هذا العام بأعياد تحرير سيناء مختلف تماما بالأفعال والإنجازات وليس بالأقوال والشعارات والأغاني، الرئيس السيسي يوم الأربعاء الماضي خلال افتتاحه بعض المشروعات التنموية بمنطقة سيناء والقناة أعلن أن الدولة حاليا تقوم بتنفيذ مشروعات في سيناء شمالا وجنوبا تقدر تكلفتها بحوالى 600 مليار جنيه في جميع المجالات، والبنية الأساسية لها النصيب الأكبر لأنها أساس التنمية..

رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أكد أن سيناء تستحوذ على 25% من إجمالي المشروعات التي تنفذها الهيئة بجميع أنحاء الجمهورية بتكلفة 298 مليار جنيه، أيضا وزير الزراعة استعرض المشروعات التي تقوم بها الوزارة في سيناء كذلك وزير الري عرض مشروعات الوزارة ومنها محطة المحسمة لمعالجة مياه الصرف الزراعي، التي تسهم في إعادة استخدام المياه لـزراعة آلاف الأفدنة في سيناء.

الخلاصة ان احتفالاتنا هذا العام بأعياد تحرير سيناء مختلفة تماما ولو أن الحكومات السابقة منذ عام 1982 قامت بتنفيذ فقط ما وعدت به، لأصبحت سيناء الآن مصدرا للخير وليست مرتعا للإرهاب وأهل الشر (خاصة الشمالية)..

سيناء تلك الجزء الغالي علينا جميعا، والتي ارتوت بدماء الأطهار لتحريرها من أعداء الوطن، وما زال يسقط على أرضها شهداؤنا الأبرار مساحتها تمثل 6٪ من أرضنا ولم تبح بكامل أسرارها وكنوزها حتى الآن.

الرئيس السيسي وجه الدعوة للقطاع الخاص للاستثمار في سيناء بعد أن قامت الدولة بإنشاء وتحديث البنية الأساسية التي كانت ضرورية لتشجيع وجذب المستثمرين، وتجربة فيروس كورونا تجعلنا نفكر بشكل مختلف بالنسبة لـسيناء التي كانت تعتمد فقط على السياحة، وهي اقتصاد متطاير يتأثر بأي أحداث محلية أو دولية ولهذا بدأت الدولة في فتح مجالات أخرى كثيرة للاقتصاد القوي المتين الذي يعتمد على الزراعة والصناعة.

في السطور التالية سوف أتحدث عن تعمير سيناء بالأفعال وليس بالأقوال ونموذج عملي لشاب مصري لم ينتظر وظيفة الحكومة، وقرر أن يخوض التجربة في اقتحام الصحراء، إنه المهندس “أيمن المغربي”، الذي يحمل الملامح المصرية الأصيلة، صاحب أول تجربة ناجحة في الاستصلاح والزراعة بمدينة الطور.

المهندس “أيمن” حوّل الأرض الصحراء الجرداء إلى جنة خضراء، وقلب عناصر الفشل إلى أسباب نجاح، ومن استحالة الزراعة في طور سيناء بسبب عدم صلاحية التربة وندرة المياه وارتفاع درجة الحرارة إلى صلاحية الزراعة بعد تحليل التربة في المعامل الحديثة، وجاءت النتائج بأنها غنية بالعناصر الطبيعية التي يحتاجها النبات مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم، وأصبحت درجة الحرارة المرتفعة ميزة لبعض الزراعات التي لا تصلح إلا في هذه المناطق، مثل العنب والتين والزيتون والنخيل والمانجو، فالحرارة تساعد على تبكير الإنتاج..

وبعد دراسة المياه في مركز بحوث الصحراء بـوزارة الزراعة، اكتشف مخزونا من المياه يتم تسريبه إلى البحر لعدم الاستفادة منه.

بدأ المغربي بمساحة صغيرة ثم توسع حتى أصبحت 200 فدان جنة خضراء مثمرة وسط عشرات الكيلو مترات من الصحراء الشاسعة، ولم يكتف بذلك بل قام بإنشاء مزرعة أسماك للاستفادة من إعادة استخدام المياه، وحاليا يفكر في إنشاء مزارع للإنتاج الحيواني والداجني.

“المغربي” تعرض للفشل كثيرا حتى نجح أخيرا. ولم يوفر فقط الغذاء للمواطنين بل يوفر عشرات فرص العمل وتجربته حققت نجاحا مبهرا وتسببت في تغيير فكر أهالي طور سيناء وفتحت أمامهم أبواب رزق أخرى بجانب السياحة، بل لفتت أنظار المسئولين إلى أهمية الزراعة التي تستطيع إنتاج الغذاء للمواطنين هناك وتلبى احتياجات الفنادق والقرى السياحية، بدلا من نقله من القاهرة إلى سيناء مما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره.

اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء يوفر كل الدعم والمساعدة للمستثمرين في الزراعة بل هو سعيد بنجاح المهندس “أيمن” ويفتخر به أمام المسئولين المصريين وزائري سيناء من الوفود الأجنبية، وهذا الفكر نفتقده في كثير من المسئولين بالحكم المحلي، فمحافظ جنوب سيناء يؤمن بدور القطاع الخاص في التنمية ويدعو رجال الأعمال للاستثمار في مجال الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والداجنة.

الكرة الآن في ملعب القطاع الخاص للاستثمار في سيناء والحكومة جادة في تسهيل كافة الإجراءات وتقدم كل الدعم لأن القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية، والإنتاج هو الحل لكل مشاكلنا والاستثمار قضية حياة أو موت وضرورة وليست رفاهية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى