رأى

علماء مصر مش غاضبون ولا حاجة!

بقلم: د.مصطفى هاشم

فى بداية سنه ٢٠١٤ صدرت توجيهات لازم المخرجات البحثية تزيد وتكون بجودة عالية على الرغم من عدم وجود ميزانيات او بنية تحتية وكان دايما رد الإدارات المتعاقبة *اتصرفو*!!!

واكيد طبعا التوجيهات دي اتعممت فى جميع المراكز البحثية والجامعات‫..

– بنهاية 2018 طلعت مؤشرات عالمية مهمة بتقول إن مصر فيها زيادة في إنتاج البحث العلمي بيتزايد، وكمان إن مصر في السنة الأخيرة هي وباكستان حققوا أعلى ارتفاع في إنتاج الأبحاث على مستوى العالم!‬

ـ ‫في مارس اللي فات وزير التعليم العالي قال في ملتقى الشباب العربي والأفريقي إن مصر في المرتبة الـ٣٥ من حيث نشر الأبحاث العلمية. ‬

‫هل الأرقام دي حقيقية؟ إيه مصدرها؟‬

‫- الإحصائية الأولى ودي جاية من موقع شركة خدمات النشر Clarivate Analytics والشركة دي بتدير قواعد بيانات المجلات العلمية، ورصد معدلات تأثير وانتشار المجلات دي، وهي شركة كندية وبتمتلك حصة من شركة رويترز، ومقرها في أمريكا وعندها 100 مكتب على مستوى العالم، وبالتالي تصنيفها وبياناتها ليها مصداقية كبيرة فعلا.‬

‫- الإحصائية الثانية وهي من موقع سكيماجو SJR وهو من أهم المواقع المعنية بقياس البحث العلمي وتصنيف المجلات العلمية، وبيقيس ده من خلال مسح كامل ومتابعة لأكثر من 233 دولة في العالم. ‬

‫- بحسب مؤشر سكيماجو فمصر طلعت في المركز الـ35 على مستوى العالم من حيث نشر الأبحاث العلمية.

‫- هل كده خلاص المفروض نفرح ونحتفل وإننا على الطريق الصحيح للبحث العلمي المتقدم زي ما الاعلام والمركز الاعلامي لمجلس الوزراء قالوا…

‫- مصر لحد دلوقتي معدل الإنفاق فيها على البحث العلمي من الموازنة العامة للدولة متواضع جداً وبيوصل لـ0.61% بس من الناتج الإجمالي المحلي، (طبعا دا خاص بالمراكز التابعة لوزارة البحث العلمي فقط) يعني حتى موصلش لنسبة الـ1% اللي حطها الدستور كحد أدنى لتحسين الإنفاق على التعليم والبحث العلمي والصحة. بينما دول مثلاً زي إسرائيل بتصرف على البحث العلمي 4.25% من ناتجها القومي.‬

‫- بشكل عام في نقص بنية تحتية من المعامل والمختبرات العملية، ومركز البحوث الزراعية اللي يعتبر اكبر مركز بحثي فى الشرق الأوسط وجامعة القاهرة اللي هي الجامعة الأكبر والأقدم بيعانوا من النقص ده بشكل كبير وباعترافات رسمية من المسؤولين عن شؤون البحث العلمي في مصر. ‬

‫- مصر فيها عقول مميزة وتقدر توصل لابتكارات مهمة لو اتوفرت لها الظروف المناسبة، زي الدكتور هشام سلام الأستاذ المساعد بكلية العلوم جامعة المنصورة اللي اكتشف بمساعدة 4 معيدات، حفريات ديناصور جديد عمره 65 مليون سنة وكان أول ديناصور في مصر وأفريقيا يتم توثيق وجوده في الفترة دي. ‬

‫- كمان عن الطالبة ياسمين مصطفى، اللي ناسا أعلنت تسمية كوكب باسمها، بعد ما فازت بمسابقة في معرض “إنتل آيسف” للعلوم والهندسة في مايو ٢٠١٥. مشروع ياسمين كان بينقي المياه الملوثة عن طريق حرق قش الأرز في نظام آمن وغير مضر للبيئة. ‬

‫- ود سليمان وتطويره لسلالات الأرز عشان يتم زراعته بتكلفة مياه أقل وإنتاجية أفضل، والدراسة دي اتطبقت في تجارب جوة وبرة مصر لكن متمش تبنيها على مستوى الحكومة لحد دلوقتي.

*السؤال المهم.. الأبحاث اللي اتعملت خلال الفترة دي وساهمت بشكل كبير فى وجود المؤشرات الإيجابية دي ….. اتصرف عليها منين ؟؟؟ الاجابه هاتلاقيها عند أي باحث او ممكن تسال اى حد من عائلته!!!

‫- صحيح المناخ البحثي في جميع الوزارات مش جيد، لكن مصر فيها كتير من الشباب والباحثين المجتهدين ومميزين فعلاً، كل اللي بينقصهم توفير الإمكانيات المادية والمعنوية ليهم ولمجهودهم البحثي، والاستفادة الحقيقية من جهودهم وإمكاناتهم العلمية، مستحيل بلد يحصل فيها تطور أو تقدم بدون ميكون التطور ده مرتبط بالتعليم، كل مؤشرات البحث العلمي أو قوة التعليم أو مستوى الجامعات هنلاقيها في الدول المتقدمة اقتصادياً وعسكرياً وعلمياً وسياسياً، هي كلها حزمة مرتبطة ببعض، الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي هم اللي بينقذو الأوطان”.

علماء مصر صرفوا على أبحاثهم ودراستهم ولم يبخلو بشئ وبكل حب وطواعية وبكل انتماء للبلد.. علماء مصر خلاص مش قادرين يصرفوا على شغلهم ولا على بيوتهم … اقولك ..

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى