رئيس التحرير

وصلة تعريض فى الإذاعة المصرية

د.أسامة بدير

بقلم: د.أسامة بدير

تمر مصرنا الحبيبة خلال هذه المرحلة من تاريخها الحديث بظروف صعبة على جميع الأصعدة، شأنها فى ذلك كثير من الدول فى المحيط الإقليمى وربما الدولى.

لكن المُلفت للنظر أن صناع الوعى لدى ملايين المواطنين المصريين باتو يمارسون أقذر وأحط أساليب التملق لمرؤسيهم من أجل تحقيق مكاسب شخصية رخيصة، ينالوا الرضا، ويحصدوا المناصب القيادية والحوافز والمكافأت وخلافه.

ولعل النموذج الصارخ لتأكيد ما أقول فى السطور التالية:

فمن جديد عادت حفلات ليالى أضواء المدنية فى ثوبها الجديد حيث شهدت مكتبة الإسكندرية مؤخرا حفلها الثانى برئاسة أمل مسعود نائب رئيس الإذاعة.

وبقرار من نادية مبروك، رئيس الإذاعة، تمت إذاعة الحفلة على هواء جميع شبكات الإذاعة مباشرة، وهذه الأمور طبيعية لا شيىء فيها، على اعتبار أنها تأتى فى سياق تنشيط السياحة الداخلية ودعم صندوق تحيا مصر.

المؤسف فى الأمر، والذى استفزنى على الصعيد الإنسانى كونى عاشق للراديو وإذاعة بلدنا منذ فترة ليست بالقصيرة، لكن عشقى هذا بدأ يقل مع مرور سنة بعد اخرى، لضحالة الفكر الذى تدار به الإذاعة، وسوء المحتوى المقدم للمستمعين، وضعف مستوى أداء المذيعين بشكل مثير للسخرية.

خلاصة القول: أن المذيعة التى كانت تنقل الحفل على الهواء مباشرة قدمت للمستمعين فى نهايته وصلة من التعريض الفاجر، حينما بدأت حديثها عقب انتهاء الفنان مدحت صالح من الغناء، بتوجيه ألوان من التعريض فى صورة رسائل شكر ومدح لكل من شارك فى نجاح الحفل، واختزلت المذيعة الألمعية الشكر فى شخص رئيس الإذاعة فقط.

عبارات منتقاه.. ألفاظ رنانة.. تكرار الشكر مرات عديدة، ورغم كل هذا الثناء لم تستطع المذيعة أن تصمت عن الاعتراف بشكل لا شعورى عن رغبتها الوقحة الكامنة بداخلها حينما  فجرت المذيعة مفاجأة من العيار الثقيل بفضل ألمعيتها التى أوقعتها فى شر أعمالها.

فماذا كانت المفاجأة؟

لقد أقرت المذيعة الألمعية صاحبة أكبر رصيد تعريض فى حفلات ليالى أضواء المدينة حتى الان، أن رئيس الإذاعة نادية مبروك، كانت تؤدى فريضة الحج، وكانت دائمة الاتصال لتتابع بنفسها كل صغيرة وكبيرة وتذلل جميع العقبات من أجل نجاح هذا الحفل.

والسؤال الذى يطرح نفسه، هل السيدة رئيس الإذاعة كانت تؤدى فريضة الحج فعلا، أم أنها كانت فى نزهة، أتاحت لها الوقت الذى من خلاله استطاعت أن تتابع بنفسها أدق تفاصيل الاستعداد لحفل ليالى أضواء المدنية بـمكتبة الإسكندرية؟

ورغم أن سؤالى ساخر من الموقف التعريضى للمذيعة الألمعية، إلا أنه يحمل بين ثنايه تيار جارف فى جميع مفاصل الدولة المصرية، يرفع الان شعار “عرض حتى تصل”.

يقينى، أن مثل هذا الشعار الذى قرر أن يرفعه كثير من صناع الوعى، أصحاب الكلمة والقلم، لن يبنى أمة قوية، ولن ينهض بأمة تأخرت كثيرا فى جميع المجالات عن عشرات الأمم التى استطاعت بـالوعى الصادق لمواطنيها أن تنفض عن نفسها براثن الفقر والجهل والتخلف وتلحق بركب الأمم المتقدمة.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحياتى لشخصكم النبيل دكتور اسامة …..ونحياتى لكل معارض لاشكال والوان الفساد فى مصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى