رأى

هل زراعة الغابات يمكن أن تساعد في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري؟

د.عاصم عبدالمنعم أحمد

بقلم: د.عاصم عبدالمنعم أحمد

باحث أول بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي

أشارات بيانات كوبرينكوس لـتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة (C3S) الى ان شهر يونيه فى العام 2019 هو الأسخن على الإطلاق بين شهور يونيه خلال الأعوام الماضية فى قارة أوروبا، وهو ما يُشير إلى أن التغيرات المناخية أصبحت واقع ملموس.

بحلول عام 2030 ستزداد درجات الحرارة العالمية بمقدار 1,5 درجة مئوية عما كانت عليه ابان عصر ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2030 فى حالة عدم اتخاذ اية اجراءات من شأنها تقليل الانبعاثات من قبل الحكومات المختلفة.

وتشير التقارير العلمية أن الأشجار يمكن أن تساعد في وقف هذه الأزمة المناخية. فتشير تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بـالتغيرات المناخية إلى أن زراعة ما يقرب نحو مليار هكتار من الغابات يمكن أن يزيل نحو 300 جيجا طن من الكربون الناتج من الأنشطة البشرية منذ عام 1800.

وتمثل الغابات أحد أكبر الحلفاء الطبيعين ضد التغيرات المناخية، ويوصى التقرير الأخير والصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بـالتغيرات المناخية والصادر فى عام 2018 بكوريا الجنوبية بزراعة مليار هكتار من الغابات للمساعدة في الحد من ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية بحلول عام (2030- 2052).

كما يشير التقرير إلى أن الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية يتطلب تحولات سريعة وبعيدة المدى في كافة القطاعات كـالزراعة والطاقة والصناعة والنقل الخ. حيث يجب خفض معدلات الانبعاثات العالمية من ثاني أكسيد الكربون بنحو 45٪ عن مستويات عام 2010 بحلول عام 2030، لتصل الانبعاثات إلى  الصفر في عام 2050، وهو ما يتطلب إزالة ثاني أكسيد الكربون من الهواء فالمتوسط العالمي لدرجات الحرارة العالمى يتجاوز بالفعل مستوى ما قبل العصر الصناعي بمقدار 1 درجة مئوية.

وتشير مجلة “Science” إلى أن الأرض يمكن أن تستوعب بشكل طبيعي نحو 0,9 مليار هكتار كمساحات إضافية من الغابات وهي تعادل مساحة الولايات المتحدة الأمريكية دون التأثير على الأراضي الحضرية أو الزراعية القائمة. ويمكن لهذه الغابات المضافة أن تخزن نحو 205 جيجا طن من الكربون في العقود القادمة أي حوالى خمسة أضعاف كمية الكربون المنبعثة عالمياً في عام 2018.

إن إضافة الغابات لن يؤدي فقط إلى تخزين الكربون، فتوفر الغابات له مجموعة من الفوائد الإضافية بما في ذلك تحسين التنوع البيولوجي وتحسين جودة المياه وتقليل انجراف التربة الخ. وتختلف تقديرات اسعار إعادة زراعة الغابات مرة أخرى ولكن استناداً إلى السعر 0,30 دولار للشجرة فتصل التكلفة الإجمالية إلى نحو 300 مليار دولار تقريبا.

*كاتب المقال: عضو التقييم العالمى للتنوع البيولوجى والخدمات الإيكولوجية التابع للمنبر الحكومى الدولى للعلوم والسياسات للتنوع البيولوجى والخدمات الإيكولوجية (IPBES).

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى