رأى

تنبيه .. الاصلاح الاقتصادى

د.صلاح يوسف، وزير الزراعة الأسبق

بقلم: د. صلاح يوسف

ينتقد الكثيرون الاصلاح الزراعى .. وذلك حيث إقتطع ارضا من الإقطاعيين الذين تفحشت ممتلكاتهم من الأطيان الزراعية وقتذاك – ويال العجب – ووصلت إلى حوالى 2000 فدان وزاد تفحشها أحيانا لتصل إلى 4000 فدان .. فتذمر من إقتطعت منه الأرض مثلما جرى التذمر لتأميم الكثير من الممتلكات الخاصة فى خمسينيات قرن مصر الماضى .. وتم توزيع هذه الأراضى على صغار المزارعين وأجرائهم .. تفتت الملكية وإزداد التفكك مع التوريث من جيل إلى جيل حتى وصلت إلى قراريط فى غيبة وزارات الزراعة وغيابت حرية التجارة .. فتدهورت زراعات المحاصيل الإستراتيجية وزاد الإستيراد وتدهور تصدير المحاصيل الأساسية .. وظللنا ننتقل بين مطالبات بـالدورة الزراعية والزراعة والتسويق التعاونى وبين ترامى المسئولية لدى المسئولين وتيهانها أربعين سنة وأصبح الاصلاح الزراعى عبئ ونقمة بدلا من أن يكون تميزا ونعمة .. تذكرت هذا لحديث دار بينى وبين بعض من السادة الوزراء السابقين وأصدقاء حاليين .. وربما يجب أن يتنبه المسؤولون الحاليون إلى عملية الاصلاح الاقتصادى الحالية وأهدافها وضمان نجاحها حتى لا يأتى يوما ما يندب أبناءنا وأحفادنا ومن السادة الوزراء المستقبليين ما نقوم به نحن اليوم .. وحتى لا تتكرر مأساة الاصلاح الزراعى نرجو أن تكون ما يطلق عليها الاصلاح الاقتصادى مرتبطة بأهداف قومية نبيلة حتى لو لم يراها البعض أو الكثيرون وأن تكون مبنية على أسس علمية لا ندركها نحن حتى الآن .. وعلى كل .. الاصلاح والتصحيح عمليتان متلازمتان دون تناقض أو إنتقاص .. على أن يعود الجنيه وما بنى عليه أدراجه القديمة على الأقل ..

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى