تقارير

نبات الخطمية.. وفوائده

إعداد وترجمة

د.صبري صلاح الدين

أستاذ النباتات الطبية والعطرية المساعد بكلية الزراعة جامعة أسوان 

كلمة خطمية أو ختمية أو خطمي تطلق علي عديد من الأنواع النباتية التي تتبع ثلاثة اجناس رئيسية مختلفة وهي:

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

أولا: جنس Alcea ويشمل حوالي 80 نوع أهمها وأشهرها (نبات الخطمية الوردى)، واسمه العلمي Alcea rosea، والإسم الإنجليزى hollyhock، ومن ضمن أنواع هذا الجنس أيضا: Alcea biennis ـ Alcea rugosa ـ Alcea setosa ـ Alcea tabrisiana.

ثانيا: جنس Althaea ويشمل حوالي 9 أنواع أهمها وأشهرها (نبات الخطمية الطبية أو المخزنية)، واسمه العلمي Althaea officinalis، والإسم الإنجليزى Marshmallow، ومن ضمن أنواع هذا الجنس أيضا: Althaea armeniaca ـ Althaea cannabina ـ Althaea damascena ـ Althaea villosa.

ثالثا: جنس Malva والذي يشمل حوالي 62 نوع أهمها Malva sylvestris، وعموما الخطمية عشب ذو حولين أو معمر يتم زراعة بذوره في شهر سبتمبر من كل عام ويعامل معاملة الحوليات الشتوية وأزهاره متعددة الألوان من الأبيض وحتي الوردى والأزرق ومنها ذو الأزهار المفرد ومنها أزهاره مجوز.

اقرأ المزيد: «الخطمية» ذات ألوان متعددة.. تزرع في الحدائق العامة والخاصة

الأجزاء المستخدمة في نبات الخطمية

الجذور بعمر سنتين مجففة، الأوراق والأزهار المجففة وتجمع الجذور في الخريف والأزهار والأوراق في الصيف.

المكونات الفعالة نبات الخطمية

تحتوي جذور الخطمية على حوالي 37٪ نشا، وتقريبا 11٪ مواد هلامية، وتقريبا 11٪ بكتين وفلافونات وحمض الفينوليك واسباراجين وسكروز.

المادة الفعالة في نبات الخطمية تتراوح نسبتها بين 5 – 25% من المركب الكربوهيدراتي المعقد والمعروف باسم الميوسيلاج، وتتركز كميته في الجذور (22%)، ثم الأزهار (2%) والأوراق (6,3%)، وتزداد كمية الميوسيلاج في الأوراق والجذور في عمر النبات، وتبلغ أقصى قيمة عند بدء التزهير وتكوين الأزهار.

تحتوي أزهار الخطمية على مواد لعابية بنسبة عالية تصل إلى 35% ونشا وسكريات خماسية وسداسية ومواد بكتينية وتاتينات وآثار من زيت عطري طيار، بالإضافة لاحتوائها على مالفاسين واسباراجين وهيبيسين ومالفادين ومالفليدول ومالفين.

تاريخ نبات الخطمية

النبات موطنه الأصلي إفريقيا وأجزاء من أوروبا يستخدم في العلاج بالأعشاب الذي تم استخدامه لعدة قرون، جذر الخطمي (Althaea officinalis) له تاريخ طويل جدا في الطب الشعبي يعود إلى العصور اليونانية والمصرية القديمة.

منذ أكثر من 2800 عام، تمت الإشارة إلى هذا النبات في “إلياذة” هوميروس، حيث كانت هذه العشبة “الزلقة” في ذلك الوقت وسيلة شائعة لعلاج السعال والتهاب الحلق والاحتقان.

استخدم هذا النبات منذ القدم كنبات شفائي وغذائي وقد استخدمه اليونانيون القدماء في التغذية، حيث كانوا ينقعون بذوره في الزيت ويتناولونها كوجبة مقوية كما كان الرومان يستخدمون الفروع العصارية للنبات وأوراقه الغضة كنوع من خضار السلطة الربيعية.

في الطب ألحقت بالنبات منذ القدم خواص شفائية متعددة، ولهذا السبب فقد سمي بالاسم العلمي الداخل على الجنس (Althaea) وهي كلمة مشتقة من اليونانية (althaia) أو (altho) وتعني ‘يشفي’.

كان معروفا بخواصه المطرية والملطفة التي تتفوق على خواص نبات الخبازي المعروف.

في الطب العربي وصف هذا النبات بأنه بارد رطب وكان يستخدم لعلاج قروح الأمعاء وآلام الطحال وخشونة القصبات وحرقة البول.

وفي أوروبا خلال القرون الوسطى كان النبات معروفا لدى الأنجلوساكسونيين، وكان يستخدم لعلاج السعال ونزلات البرد كما كان يستخدم خارجيا لعلاج الجروح خصوصا مع العسل وزيت الورد.

خلال القرون التالية تنوعت وتعددت استخدامات النباتات فباتت تشمل القروح والأورام الصلبة والالتهابات والخلوع والحروق وخشونة الجلد وقرص الحشرات ولإدرار الحليب عند المرضعات وتسهيل الولادة وكانت فروع

تعتبر نبتة الخطمية أو الختمية أو المارشميلو كما يطلق عليها، حلو خفيفة كالقطن تأتي بألوان متعددة وكثيرة، ولها أيضا مجموعة من الفوائد الصحية التي تأتي من نبتة الخطمية، حيث قام بإعدادها أول مرة الفرنسيين منذ قرون عديدة، وبالإضافة إلى طعمها الرائع والمميز سوف نتعرف على فوائد نبات الخطمية والتي يتم صنع المارشميلو منها.

الاستعمالات في الطب الشعبي

استخدم الخطمية من قبل 2500 سنة؛ حيث استخدم في الغذاء قبل أن يستخدم في الدواء، فقد ذكر في كتاب أيوب أنه كان يستهلك عبر المجاعات. وفي العصور الوسطى كان الأطباء العرب في القرن العاشر يستخدمون كمادات أوراق الخطمية لمعالجة الالتهابات.

أما الأطباء الشعبيون القدامى في أوروبا فقد كانوا يستخدمون جذور الخطمية علاجاً للاضطرابات الهضمية والالتهابات البولية وآلام الأسنان والحلق.

تم إدخال الخطمية إلى أميركا الشمالية، وفي نحو القرن التاسع عشر أدرج هذا النبات في سجلات دستور الأدوية الأميركية، وكان الأطباء الانتقائيون الأميركيون يصفونه خارجيا لعلاج الجروح والرضوض والحروق والانتفاخات من الأنواع كافة، أما عن طريق الفم فكانوا يوصون بنقيع الجذور لمعالجة الرشح وآلام الحلق والإسهال والسيلان ومشكلات المعدة والأمعاء. وكافة الأمراض المرتبطة بالكلى والمثانة كافة.

من أهم استعمالات الخطمية أن جذرها لها خصائص مضادة لفرط الحمض في المعدة والقرحات الهضمية والتهاب المعدة، والخطمية ملينة لطيفة ومفيدة في كثير من المشكلات المعوية، تؤخذ أوراقها بعد غليها لعلاج التهاب المثانة وتكرر التبول، كما أن خصائص الخطمية المطرية تفرج السعال الجاف والربو.

لا يزال هناك من يستخدمون هذا النبات بالعديد من الطرق نفسها التي كانت عليه منذ آلاف السنين، حيث توجد داخل النبات مكونات نشطة قوية تساعد على تفتيت المخاط وتقليل الالتهاب وقتل البكتيريا بشكل طبيعي.

أصبح أيضا عشبا مهما في الطب الهندي القديم وممارسات Unani العلاجية، والتي تستخدم العديد من النباتات المختلفة لتعزيز المناعة والوقاية من الأمراض.

فوائد نبات الخطمية المحتملة

1- علاج السعال ونزلات البرد: بالنسبة لأي شخص يعاني من التهاب الحلق أو السعال أو البرد، يمكن تناول جذر الخطمية عن طريق الفم لتقليل الألم والتورم والاحتقان، خصائصه المضادة للسعال وقدرات الصمغ تسمح له بتقليل الالتهاب والتهيج. الحلق، وتقليل التورم في الغدد الليمفاوية، وتسريع وقت الشفاء وتقليل السعال الجاف المتفاقم.

يميل أيضا إلى أن يكون له تأثيرات فورية بسبب تكوين طبقة واقية على الغشاء المخاطي الملتهب، هذا هو بالضبط سبب إضافة مستخلص الخطمية إلى العديد من شراب السعال وأقراص الحلق. إنه أحد أكثر علاجات السعال الطبيعية فعالية.

2- تحارب الالتهابات البكتيرية: إذا شعرت بأعراض التهاب اللوزتين أو التهاب الشعب الهوائية أو عدوى المسالك البولية أو عدوى الجهاز التنفسي، فإن أخذ جذر الخطمية عند أول علامة على عدم الراحة مثل التورم والحرق والحنان قد يساعد في تخفيف الأعراض. يمكن أن يساعد في تسريع عملية الشفاء ويقتل بشكل طبيعي البكتيريا التي يمكن أن تسبب أمراضا مختلفة.

3- إصلاح بطانة القناة الهضمية: تشير الأبحاث إلى أن المارشميلو هو وسيلة فعالة للمساعدة في علاج بعض اضطرابات الجهاز الهضمي، بما في ذلك متلازمة الأمعاء المتسربة، والتي تحدث عندما تتسرب الجزيئات خارج الفتحات الصغيرة في بطانة القناة الهضمية، مما يسمح لها بدخول مجرى الدم، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاعلات المناعة الذاتية.

4- تقليل مشاكل القولون: من المثير للاهتمام أن خصائص الصمغ في المارشميلو تبدو مستقرة في الجسم على طول الطريق عبر الجهاز الهضمي حتى تصل إلى القولون. هذا يعني أنها لا تغير شكلها أثناء المرور عبر الجهاز الهضمي، وبالتالي فهي مفيدة لأعراض اضطرابات الجهاز الهضمي الالتهابية.

بالنسبة لمعظم أشكال عسر الهضم، يميل شاي جذر الخطمية إلى العمل بشكل أفضل وعادة ما يكون مهدئا للمعدة بينما لا يسبب أي آثار جانبية. لمزيد من التأثيرات المهدئة للمعدة، يمكنك مزج المارشميلو مع مساعدات الجهاز الهضمي الأخرى، مثل زيت النعناع العطري أو جذر الزنجبيل النيئ المنقوع.

5- تهدئة مشاكل الجلد: من خلال المساعدة على تهدئة نظام الإحساس بالأعصاب للجلد، تتمتع الخطميةبخصائص مضادة للتهيج ويمكن تحملها جيدا من قبل الأشخاص الذين يعانون من الحساسية والبشرة شديدة الحساسية لسنوات عديدة. تخفيف الحكة والتورم والاحمرار والتهيج.

6- تقليل الالتهابات وتدعم صحة القلب: وجد الباحثون أن المارشميلو له تأثيرات مضادة للالتهابات تعمل ضد الالتهابات الحادة والمزمنة.

7- تقليل احتباس الماء: يبدو أن المارشميلو له تأثيرات مدرة للبول ويعمل علي تقليل احتباس السوائل والانتفاخ. إذا تسبب نظامك الغذائي أو مستويات الهرمونات مثل المعاناة من متلازمة ما قبل الدورة الشهرية أو انقطاع الطمث، في احتباس الماء والشعور بعدم الراحة، يمكن أن تساعد الخطمية في زيادة التبول وتوازن السوائل.

8- تأثيرات مضادة للأكسدة: اكتشف الباحثون أن مضادات الأكسدة مثل الفلافونويد الموجودة في الخطمية تسمح لها بالمساعدة في منع تكوين الضرر التأكسدي الذي يؤدي إلى الأمراض المزمنة، بما في ذلك نمو الورم السرطاني والاضطرابات الالتهابية، وكذلك الأمراض التنكسية العصبية

9- تحسين صحة المرأة: قد يكون لهذا النبات فوائد محتملة عديدة لصحة المرأة وللجهاز التناسلي الأنثوي، إذ قد تساعد بعض المركبات الطبيعية الموجودة في هذا النوع من النباتات على: علاج عسر الطمث، تسهيل عملية الولادة، علاج التهابات الرحم.

10- تحسين صحة الشعر والبشرة: قد يكون لنبات الخطمى العديد من الفوائد الجمالية المحتملة، مثل: ترطيب البشرة ووقايتها من الجفاف، وإضفاء مظهر مشرق عليها، وترطيب الشعر وعلاج جفافه، وزيادة نعومته، وصبغ الشعر بطريقة طبيعية، لا سيما عند استخدام نبات الخطمى ذو الزهور الزرقاء.

11- استخدامات الغذائية: تغلى جذور هذا النبات بعد مزجها مع الزبدة أو تؤكل قممه الغضة مع أعشاب السلطة وهي تتمتع بتأثير ملين.

أضرار نبات الخطمية

قد يكون لنبات الخطمية بعض الأضرار المحتملة، من أبرزها:

1- مضاعفات محتملة للحامل والمرضعة، لذا يفضل تجنبه خلال فترة الحمل والرضاعة.

2- هبوط سكر الدم إلى مستويات قد تكون خطيرة، لا سيما عند مرضى السكري.

3- مضاعفات محتملة أثناء العمليات الجراحية، فبسبب قدرة نبات الخطمية على التأثير على سكر الدم قد يكون من الصعب إبقاء مستويات سكر الدم تحت السيطرة أثناء الجراحة، لذا يفضل التوقف عن استخدام الخطمية قبل أي عملية جراحية بأسبوعين على الأقل.

طريقة استخدام نبات الخطمية

تستطيع تحصيل الفوائد المحتملة لهذا النبات من خلال استخدامه بإحد الطرق الآتية:

1- إضافة بتلات زهور نبات الخطمى إلى السلطات.

2- صناعة شاي علاجي دافئ عن طريق غلي بعض الأجزاء المطحونة من نبات الخطمى، مثل: الأوراق، أو البذور مع الماء.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى