تقارير

صناعة الغزل والنسيج كارثة على البيئة

كتبت: ياسمين محمود تعتبر صناعة الأزياء من أكثر الصناعات تلويثاً للبيئة، فهي لا تسيء استخدام المواد الكيميائية فحسب بل تبعث أكثر من 1,2 مليار طن من غازات الدفيئة في الجو. وعلى غير ما هو متوقع فإن اللباس يساهم بقوة في تلويث الكوكب.

وخلال خمسة عشر عاما تضاعف استهلاك الملابس في الغرب تقريبا. ففي عام 2015 وصلت هذه الكمية إلى 6,4 مليون طن في دول الاتحاد الأوروبي. وفي فرنسا وحدها يتم طرح حوالي 2,6 مليار من المنسوجات والبياضات والأحذية في السوق كل سنة أي بمعدل 9,5 كجم في السنة لكل فرد.

ومع ذلك يتم التخلص من نصف هذه الكمية في أقل من عام مما يعطي في نهاية المطاف بصمة كارثية للكربون وفقاً لما أعلنته جمعية البيئة الطبيعية الفرنسية (FNE) بمناسبة الأسبوع الأوروبي للحد من النفايات.

الحقيقة أن استخدام المواد الكيميائية الضارة لإنتاج الألياف وهدر الموارد الناجمة عن الاستهلاك المفرط للملابس والتلوث الناتج عن كل كيلومتر يتم قطعه لنقل الملابس قبل وصولها إلى المتجر يجعل من الموضة واحدة من الصناعات الأكثر تلويثا في العالم.

فعلى سبيل المثال يتطلب صنع قميص بسيط 2700 لتر من المياه وفقا لوكالة البيئة والتحكم بالطاقة (اديم) هذا بالطبع بغض النظر عن المبيدات الحشرية المستخدمة لإنتاج القطن أو النفط لصنع ألياف البوليستر التي يفترض أن يتضاعف استخدامها بحلول العام 2030 وفقا لمنظمة جرين بيس.

وترى إيليونور كوبيك مديرة مشروع إدارة النفايات والوقاية منها التابعة لمؤسسة FNE أن الأمر أصبح واضحا بشكل متزايد فصناعة الأزياء كما نعرفها ليست مستدامة بمعنى أنه في جميع مراحل التصنيع ينبعث من صناعة النسيج 1,2 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري سنوياً أي أكثر من الكمية الناتجة عن حركة النقل الجوي والبحري مجتمعة! هذا ناهيك عن عمليات إلقاء المواد السامة في التربة والمياه، أو البلاستيك الذي ينتهي في المحيطات.

وتضيف كوبيك أنه إذا بدأت بعض العلامات التجارية في التخلص من بعض المواد الكيميائية والالتزام بتحسين ظروف عمل العمال في البلدان النامية حيث يتم صنع هذه الملابس بأسعار زهيدة فإن الفجوة لا تزال كبيرة حيث لا نزال نشعر بالقلق لأن 85 ٪ من صناعة الغزل والنسيج لا تظهر الجهود الكافية للقضاء على المواد الكيميائية الخطرة وتحسين ظروف العمل في المصانع.

يكفي أن نعلم أن ثلث الملابس فقط التي تُباع كل عام في بعض الدول الغربية تعرف حياة ثانية… في حين تنتهي القطع الأخرى مباشرة في مكبات أو محارق النفايات.

وهنا ينبغي القول: إن النظام الحالي يعزز نوعاً من الأزياء التي يمكن التخلص منها لكن المستهلكين لديهم القدرة على تغيير ممارسات هذه الصناعة عن طريق تغيير عاداتهم بدءاً بشراء ملابس أقل وأفضل من ناحية الجودة وإصلاح الملابس بدلاً من التخلص منها وشراء المستعمل الجيد بدلاً من الجديد وإعادة تدوير ما لا يمكن ارتداؤه إطلاقاً.

يبدو أن ثمة أنظمة تتطور أيضا في هذا الاتجاه فالحزمة الأوروبية الخاصة بـالاقتصاد الدائري الذي تم تبنيه في مايو/أيار الماضي تلزم الدول الأعضاء بإنشاء مجموعة منفصلة للمنسوجات بحلول العام 2025. وفي فرنسا مثلاً تتوقع خريطة الطريق لاقتصاد دائري تنفيذ خطة عمل لمكافحة هدر البضائع غير المبيعة بحلول عام 2019، وذلك على نموذج هدر نفايات الطعام.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى