مكافأة نهاية الخدمة.. جرح في وجدان الباحثين وأساتذة الجامعات

بقلم: د.أسامة بدير
قبل أيام، جلس أمامي أستاذ جليل بإحدى المراكز البحثية، يحكي لي ما اعتبره مأساة شخصية تختصر معاناة آلاف العلماء في مصر. قال لي إنه بعد 35 عاماً من الخدمة داخل مركزه البحثي، وبعد أن أنجز عشرات الدراسات والأبحاث التي استفادت منها الزراعة المصرية بشكل مباشر، لم ينل عند التقاعد سوى 25 ألف جنيه فقط مكافأة نهاية خدمة! في تلك اللحظة شعرت بالمرارة، ليس من الرقم وحده، بل من الرسالة التي يحملها: أن سنوات العمر والعطاء قد لا تجد ما يُقابلها من تقدير مادي أو حتى معنوي يليق بها.
أنا أرى أن هذه القضية تمثل ظلماً بيناً، خاصة حين يقارن الباحث نفسه بزميل له في إحدى الوزارات أو الشركات التابعة للحكومة، حيث يتقاضى عند التقاعد أضعاف هذا المبلغ وربما يصل إلى مئات الآلاف. كيف يُعقل أن من أمضى عمره بين المعامل والتجارب، يسهر الليالي بحثاً عن حلول لمشكلات الزراعة والاقتصاد، يخرج في نهاية المطاف بمكافأة لا تكفي لشراء جهاز منزلي متوسط الثمن؟ بينما زميله الإداري الذي لم يواجه نصف هذا العناء، يجد نفسه في وضع مالي مريح. في تقديري، هذه المفارقة لا تجرح الباحث فقط، بل تجرح قيمة العلم ذاته.
إن ما يؤلمني أكثر أن حياة أساتذة الجامعات والمراكز البحثية بعد التقاعد تتحول إلى رحلة معاناة حقيقية، تبدأ بتراجع الدخل إلى مستويات لا تتناسب مع احتياجاتهم ولا مع حجم ما قدموه للوطن. وأتساءل هنا: كيف نطالب شباب الباحثين بالإبداع والتفاني، ونحن نُريهم صورة قاتمة لمستقبلهم المادي والاجتماعي؟ في تقديري، تدني مكافأة نهاية الخدمة ليس مجرد مسألة مالية، بل قضية كرامة واعتراف بقيمة العلم والعلماء.
أتذكر هنا مقترحاً جريئاً طرحه وزير الزراعة الأسبق الدكتور عزالدين أبوستيت، حين دعا إلى إصدار وثيقة تأمين بقيمة مليون جنيه تُصرف للباحث عند بلوغه سن التقاعد أو وفاته. لقد أعجبني هذا المقترح كثيراً لأنه لم يكن مجرد فكرة مالية، بل كان اعترافاً بدور الباحث ووسيلة لتأمينه اجتماعياً. بالفعل بدأ الوزير خطوات لتنفيذه، لكنه توقف بمجرد خروجه من الوزارة، وكأن الملف أُغلق. ومنذ ذلك الحين، لم أرَ أي مبادرة جادة من الجامعات أو المراكز البحثية لإحياء هذا المشروع أو التفكير في بدائل مشابهة.
من وجهة نظري، اليوم لم يعد هناك وقت للتأجيل. أرفع صوتي مناشداً دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ومعالي وزيري الزراعة والتعليم العالي، بأن يتبنوا هذا المقترح أو يطوروه ليكون أكثر عدلاً. وأرى أن أقل ما يمكن فعله هو وثيقة تأمين تُصرف بمبلغ مليوني جنيه عند الوفاة أو بلوغ سن التقاعد، فهي ليست منة، بل حق بسيط لرد الجميل لمن أفنوا حياتهم خدمة للوطن.
وأنا أؤكد أن تنفيذ هذا المقترح ليس رفاهية ولا ترفاً مالياً، بل واجب وطني ورسالة حضارية. العلماء هم السند الحقيقي لهذا الوطن في معركة الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، وإن لم نضمن لهم حياة كريمة بعد التقاعد، فإننا نهدم ما بنوه بأيديهم من إيمان وعطاء. آن الأوان أن نكسر دائرة الإهمال ونترجم التقدير بالكلمات إلى تقدير بالفعل، ولو بمكافأة تحفظ كرامتهم وتعترف بما ضحوا به لأجل مصر.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.




الفصيحة الكبرى انا استاذ باحث بكبر المراكز البحثية فى مصر دكتوراة فى الهندسة ودكتوراةةاخرى فى علم اخر عندما خرجت الى المعاش حصلت على ٣٠الف جنيه بعد ٣٦سنة خدمة فى المقابل جارى الحاصل على دبلوم تجارى وزميلى المظف بالكهرباء على على ٩٠٠ الف جنيه ناهيك بانه يحصل على معاش اعلى منى مرة وربع وكان ايضا راتبه اعلى منى لكى الله بامير
سلمت يداك أستاذنا الفاضل و المنصة الأعلامية المتألقة د. أسامة بك بدير .. سيادتك فتحت ملف ضاقت به صدور علماء أجلاء خدموا وطنهم بحب و أخلاص و أفنوا عمرهم و صحتهم و ضحوا بفرص التربح بالقطاع الخاص أو السفر للخارج و آثروا العمل بمراكز البحث الوطنية فى سبيل العلم النافع و المساهمة فى تطور و ازدهار الاقتصاد الوطنى و لكنهم استفاقوا على واقع مرير حيث لم ينالوا أي مردود مادى يعينهم على أتحمل عباءهم المعيشية .. سيدى الفاضل أمريكا و الغرب و دول آسيا المتقدمة تسيدوا العالم لأنهم فطنوا لأهمية العلم التطبيقى قرروا وضع العلماء و البحث العلمى فى أعلى مراتب المجتمع و أولويات الدعم المادى منذ عشرات السنين .. و للأسف قد قضى الأمر بالنسبة لهم و لن ينظر لهم مرة أخرى بأثر رجعى من الجهات المسئولة .. و بالفعل أنه من المغزى و عار على وزارة الزراعة و الحكومة أن يتم مقارتنا كأساتذة باحثين و علماء من حيث المرتبات و المعاشات و المكافآت لنهاية الخدمة بخريجى كليات الحقوق (القضاة) او التجارة (البنوك) و غيرهم بوزارت البترول و الكهرباء .. الخ .. لنا الله و لله الحمد و الشكر دائما و الله المستعان على ما يصفون
موظفى البنوك ممكن يتخطوا مكافأة نهاية الخدمه المليون جنيه
مقترح رائع وعظيم وأعتقد انه سيروى ظمأ الباحثين الذين قضوا ردحا من الزمن فى كتابة ونشر البحوث ومعالجة القضايا التى يعنى منها المجتمع المصرى لا سيما فى القطاع الزراعى
شكراةلمجهوداتك الطيبة يا د.اسامة
مقترح رائع وعظيم وأعتقد انه سيروى ظمأ الباحثين الذين قضوا ردحا من الزمن فى كتابة ونشر البحوث ومعالجة القضايا التى يعنى منها المجتمع المصرى لا سيما فى القطاع الزراعى
شكراةلمجهوداتك الطيبة يا د.اسامة