اقتصاد زراعي

خبراء: مصر تمتلك 0,6% من إبل العالم

الفلاح اليوم ـ متابعات أكد الدكتور رأفت خضر، رئيس شعبة الإنتاج الحيوانى بمركز بحوث الصحراء، أنه وفقاً لأخر تقرير للفاو عام 2014، بلغ تعداد الإبل فى مصر 153 ألف رأس، فى حين عرض الجهار المركزى للتعبئة العامة الإحصاء على الدكتور عصام فايد وزير الزراعة، تقريراً يفيد أن عددها بلغ 180 ألف رأس، أى ما يقدر بنحو 0.63% من إجمالى الإبل فى العالم.

الإبل

وأضاف، أن الإبل، تتأقلم مع التغييرات المناخية، وبذلك يمكن استخدامها كأداة للتنمية المستدامة، لاسيما أن ألبانها ولحومها تحتوى على فيتامين C، وتساءل لماذا لا نتقدم فى هذا القطاع مثل الإمارات.

جاء ذلك خلال الندوة العلمية الخامسة للجمعية المصرية لعلوم الإبل بمركز بحوث الصحراء تحت عنوان “التقنيات المبتكرة فى إنتاج الإبل”.

ومن جانبه قال الدكتور جمال عاشور، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعلوم الإبل، أن التحسين الوراثى يلزمه معرفة الفحول المتميزة، ويمكن التغلب على الصعوبات من خلال التقنيات الحديثة فى الوراثة، مشيراً إلى أن كمية إنتاج اللبن خلال مدة الإنتاج التى تقدر بنحو 8-18 شهراَ بقرابة 1000-2000 كجم، ويقدر المتوسط اليومى لإنتاج اللبن بنحو 3-10 كجم، وقد تزداد هذه الكمية إلى 20 كجم/اليوم فى حالة تحسين ظروف المعيشة.

وأضاف الدكتور محمد فرج، مقرر الندوة، أن الإبل قد ساهمت فى سد فجوة كبيرة من إنتاج اللحوم، إلا أن دورها فى توفير الألبان ظل محدوداَ لوجود عدة معوقات من أهمها قلة الوعى بأهمية حليب الإبل وما تحتويه من مواد غذائية وعلاجية، عدا شريحة من المجتمع اعتادت على استهلاكه رغم ارتفاع سعره.

كما أن تربية الإبل على النظم الرعوية التقليدية لا تتيح المجال للاستفادة من ألبانها بشكل اقتصادى حيث تمضى الإبل أغلب الوقت طليقة فى المرعى البعيد عن التجمعات السكانية، فضلاً عن أن العادات المتوارثة فى المجتمع البدوى ترفض بيع حليب الإبل وتعتبره نقصاَ لشخصية صاحب الإبل بين أفراد عشيرتهن بالإضافة إلى عدم شمول الدعم الحكومى فى مصر لمشاريع تربية الإبل أدى إلى فشلها وعدم قدرتها على الاستمرار فى ظل منافسة غير متكافئة مع ألبان الأبقار.

وعن فرص الاستثمار فى مجال تربية الإبل، قال الدكتور خالد البحراوى، استاذ باحث مساعد – فسيولوجيا التناسل-شعبة الانتاج الحيوانى والدواجن مركز بحوث الصحراء، أظهرت الدراسات امتداد عمر الابل الانتاجى لما يفوق 20 علم تنتج خلالها الناقة حوالى 12 مولوداً بمتوسط ولادتين كل ثلاث سنوات ويصل وزن زبيحة الابل حوالى 300 كجم تحت ظروف التغذية الفقيرة وتصل الى 400 كجم مع التغذية الجيدة حسب نوع السلالة وبنسب تصافى تصل الى 55%.

وتمتاز لحوم الابل بالاستساغة العالية بحيث يتشابه طعم لحومها مع اللحم البقرى خاصة فى الجمال صغيرة السن وان كانت تتميز بانخفاض نسبة الدهن بما لايتجاوز 5% مع خلوها من الكولستيرول. كما ان تغذية الابل على المراعى الطبيعية يجعل لحومها خالية من المواد الكيماوية والمضادات الحيوية مما يجعلها فى مصاف اللحم الصحى، ويجب الوضع فى الاعتبار ان انتاج الجمال من اللحوم يتم تحت ظروف بيئية شديدة الصعوبة يصعب على الحيوانات المزرعية الاخرى انتاج اللحم فيها. اذا كان الحصول على كوب ماء فى الصحراء امر عزيز لايقدر بمال فما بالنا بالحصول على كوب من اللبن عالى الجودة والقيمة الغذائية. حيث يعتبر لبن النوق هو المصدر الرئيسى لرعاة الابل لتامين احتياجتهم اليومية من الغذاء كمصدر للبروتين والطاقة، وان كانت انتاجيات النوق من الابل تحت الظروف الصحراوية لا تتجاوز 4 كجم / يوم إلا أنه تحت الظروف المحسنة والتغذية الجيدة تترتفع قدرة الحيوان على انتاج اللبن لتصل الى حوالى 8 كجم/يوم و ترتفع تلك النسبة بشكل مذهل لتصل لانتاجية تتعدى ال 30 كجم/يوم وذلك فى السلالات المنتخبة لانتاج اللبن تحت النظم المكثفة للتربية فى بعض الدول مثل الهند وباكستان.

وان كان لبن الابل هو مصدر الغذاء لسكان الصحراء فلا يجب اغفال دوره ايضا كدواء طبيعي، حيث يعتمد كثيرا من سكان البادية على لبن الابل لعلاج أمراض عديدة مثل حساسية الصدر والازمات الصدرية وعلاج مرض البول السكرى وسكر الحمل وبعض مشاكل القناة الهضمية وعسر الهضم، كذلك بعض الامراض الجلدية. ولقد اثبتت العديد من الدراسات العلمية الاثر الحقيقى لالبان الابل فى علاج كثير من الامراض لما تحويه من خواص مناعية فريدة عن باقى الالبان الخاصة بالحيوانات المزرعية الاخرى. تنخفض القيمة الاقتصادية لانتاج الوبر للجمال احادية السنام الذى لاتتعدى انتاجية الجزة 3 كجم مقارنة بالجمل ثنائى السنام الذى قد تصل وزن جزته الى حوالى 10 كجم وان كان صوف الجمل وحيد السنام يشبه الكشمير وهو خيط رفيع نسبيا (من 9 الى 40 ميكرون) ويرتفع الانتاج عموما بتقدم الحيوان فى العمر ويزيد انتاج الذكور عن الاناث فى وزن الجزة.

وتستخدم أوبار الجمال فى صناعة بعض المنسوجات اليدوية من الالبسة والاغطية والخيام. ويعد الجلد من المنتجات الاخرى للابل وان تميزت جلود الابل بانخفاض قيمتها الاقتصادية حيث يصعب دباغته بعض الشئ مقارنة بجلود الحيوانات الاخرى وان كانت تستخدم جلود الجمال فى انتاج السروج والمنتجات الجلدية المختلفة من شنط ومحافظ واحذية التى تستهوى العديد من السياح فى جميع انحاء العالم ليس لجودتها ولكن لشكلها وخامتها المختلفة.

وشدد على ضرورة الاستفادة من امكانات الابل فى تنمية الصحراء وتعظيم الاستفادة من خلال عمل حصر فعلى للاعداد، زيادة النشاط البحثى والرعاية البيطرية وذلك لتعظيم الاستفادة الاقتصادية لهذا الحيوان تحت نفس الظروف البيئية الطبيعية التى يعيش فيها بما يتلائم مع معيشة أهل الصحراء.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى