قصة المهندس محمد سالم: من فرنسا إلى الريف المصري لصناعة ثورة في إنتاج التقاوي
بقلم: أحمد إبراهيم
وكيل وزارة ومشرفاً على شبكة الإذاعات الإقليمية بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي سابقاً
هو ليس لاعب كرة قدم أو فنانًا، ولا ينتمي إلى أي فئة من مشاهير المجتمع، ولكنه أهم من كل هؤلاء، لأن بدونه هو وأمثاله لا تستمر الحياة على الكون.
هو رجل طيب بسيط، يحمل ملامح الشخصية المصرية الأصيلة، نشأ في أسرة متوسطة بإحدى قرى محافظة الغربية، من مواليد عام 1951، وحصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة. عمل في عدة مجالات، منها المقاولات والصناعة والطباعة، ثم سافر إلى فرنسا عام 2011، وعاد إلى مصر عام 2018 ليُنشئ لها أهم مشروع كانت في أشد الاحتياج إليه لتحقيق الأمن الغذائي، وهو زراعة الأنسجة وإنتاج تقاوي المحاصيل الاستراتيجية.
وبالفعل، تحمّل العبء والمخاطر والصعوبات، وواجه العراقيل والتحديات، حتى أسس أحدث معامل للأنسجة، ليس في مصر أو الشرق الأوسط فقط، بل ربما في العالم. ورغم أنه ليس مهندسًا أو باحثًا زراعيًا، إلا أنه خبير في الإدارة، وفي اختيار أفضل العناصر والكفاءات التي تدير في كافة التخصصات، ويُحسن توظيفها.
وخلال سنوات قليلة، أصبح إنتاجه يغزو الأسواق المحلية والدولية، من شتلات النخيل والتمور، وبالأمس فقط في محافظة الوادي الجديد، تم حصاد أول حقل تقاوي بطاطس من إنتاج معاملِه، مستعينًا بأفضل الخبرات الدولية والمحلية، ومتعاونًا مع مركز البحوث الزراعية، قلعة البحث العلمي الزراعي التطبيقي في مصر، وأصبحنا ننتج التقاوي التي كنا نستوردها بالكامل من الخارج بالعملة الصعبة، وخلال سنوات قليلة قد نكتفي ذاتيًا من إنتاج تقاوي البطاطس.
إنه المواطن المصري الأصيل، المهندس محمد سالم، مؤسس المجموعة المصرية الفرنسية لزراعة الأنسجة وإنتاج التقاوي، والذي تعرفت عليه منذ ثلاث سنوات خلال زيارة لمعاملِه مع معالي الوزير السيد القصير، وزير الزراعة السابق، ومن يومها لم تنقطع صلتي بالرجل، وحاولت دعمه بقدر استطاعتي للتغلب على العقبات التي تواجهه، لإيماني بأنه هو المواطن المصري الوطني الحقيقي، الذي يعمل في صمت ويقدم خدماته الجليلة لبلده، رغم أنه تجاوز الرابعة والسبعين من عمره، ولديه ما يكفيه ليعيش في رخاء بقية حياته.
ويتَبقّى أن نتذكر الراحل الدكتور أحمد العطار، رئيس الحجر الزراعي المصري، عليه رحمة الله، الذي اكتشف المهندس محمد سالم، رغم أن ذلك ليس من مهام وظيفته، ولكن بحسه الوطني سعى إليه.
التحية والتقدير للمهندس سالم، الذي لا يعرف المستحيل، ولكل مسئول يعمل بإخلاص، ويتعامل مع المنصب على أنه تكليف وليس تشريفًا، ويَبذل قصارى جهده من أجل رفعة الوطن، في ظل ظروف وتحديات محلية ودولية مرتبكة وشديدة الصعوبة.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.