رأى

شعاع من ضوء

هند معوض

بقلم: هند معوض

كاتبة وأديبة

جلست بسمة في غرفتها البسيطة تنظر حولها فترى الجدران تحاوطها فتشعر بضيق المكان كما تشعر بضيق الدنيا الذي يخنقها .. ماذا عساها تفعل وقد اجتمعت عليها كل هموم الدنيا منذ توفى زوجها وترك لها ثلاثة من الأبناء الصغار الذين تحملت وحدها مسئوليتهم بالكامل فكانت أما وأبا في آن واحد.

اجتهدت بسمة في العمل والسعي لتوفر لصغارها كل ما يحتاجونه من أمور حياتهم البسيطة ولكنها في لحظة شعرت بالضعف وبثقل المسئولية الملقاة على عاتقها وحدثت نفسها أنها وحدها من تصارع الحياة فلماذا ابتلاها الله ذلك الابتلاء؟!

قامت من مكانها ودخلت غرفة صغارها فنظرت إليهم وهم نيام فبكت وشعرت أن مسئوليتهم أكبر من قوتها ..

خرجت من الغرفة وجلست في شرفة منزلها الصغير تنظر للسماء وظلام الليل يغطي الكون فشعرت أن ذلك الظلام يشبه روحها التي أظلمها الألم، جلست على هذا الحال تتأمل ظلام الليل وتبكي من ظلام حياتها وتدعو الله بالفرج وبينما هي على هذا الحال بدأ شعاع من الضوء يبزغ في الأفق حاملا معه بشريات الصباح، ثم سمعت زقزقة العصافير التي كانت ساكنة وكأنها ترسل أنشودتها ابتهاجا بالصباح، وشعرت بسمة أن شيئا أشرق بداخلها وأن ذلك الشعاع من الضوء امتد ليصل إليها وينير ظلام روحها ويبعث بداخلها الأمل، قامت بسمة من مكانها وهمت بالنزول لعملها وكلها يقين أن من أنار الكون بعد ظلامه قادر أن ينير حياتها بعد الألم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى