تقارير

زراعة النخيل في الشوارع والجزر الوسطى بين الصواب والخطأ

كتب: د.أياد هاني ان تجميل شوارع المدن أمر مطلوب بزراعة الأشجار والشجيرات والزهور المناسبة لنشر الخضرة وإشاعة البهجة وتحقيق المتعة البصرية ورفع نسبة الأكسجين فمن المهم اختيار نوعية الأشجار والأزهار بعناية فائقة شكلاً ونمواً وعمراً، فكم من الخسائر تحدث حين نغرس اليوم ونقلع غداً، أو نزرع أي نوع وبأية طريقة دون أن نعرف صلاحيته لذات البيئة الجغرافية أو المكان ولعل مشهد تلك الأشجار الكبيرة والتي تتساقط أوراقها باستمرار والأخرى الضارة والسامة والتي يتم اجتثاثها بين فترة وأخرى تعطي الدلالة الأكيدة على العشوائية والزراعة كيفما اتفق بعيداً عن المعايير المطلوبة والاختيار الدقيق والملائم.

في الآونة الاخيرة كثر الحديث عن مدى نجاح او فشل زراعة اشجار النخيل المباركة في الشوارع والجزرات الوسطية وقد لاحظت ومن خلال خبرتي المتواضعة ان زراعتها لم يجد قبولا او نجاحا بين أهل المدينة، فعلى الرغم من كبر حجم الاشجار ومقاومتها للظروف البيئية السيئة الا أنني اجد من وجهة نظري أن زراعتها في الشوارع والجزرات الوسطية وفي الحدائق العامة قد اثبت فشله أكثر من نجاحه واليكم الاسباب:

زراعة هذه الأشجار مكلفة كثيراً إذا ما حسبت بأعدادها الكبيرة في الشوارع والحدائق، فمن الأهمية اختيار نوع الأشجار والأزهار التي تزرع وبما يحقق الهدف منها لإيجاد بيئة صحية ورؤية جمالية. فالأشجار الملائمة للمناطق الحارة غير مقبول زراعتها في المناطق الجبلية الباردة وإلّا فإن ذلك يصبح عبثا وعبئا والعكس كذلك لأنها مختلفة تماماً عن بيئتها الطبيعية.

كما أن هذه الاشجار تحتاج الى عمليات خدمة بستنية بشكل متواصل من خلال اجراء التسميد والتقليم ومكافحة الافات فضلا عن الاهم وهو توفير مصدر مائي لسقي هذه الاشجار خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة.

ومما نلاحظه ايضا أن هذه أشجار تمتاز بضخامتها وارتفاعها العالي عند زراعتها في الشوارع والجزرات لدرجة قد تغطي أعمدة الإنارة وتحجب الإضاءة ليلاً، ومع ارتفاعها الكبير وفروعها المتشعبة يصعب تشذيبها وتقليمها فلا تحقق للرائي الجمال المطلوب، وقد تتسبب جذور بعضها في اقتلاع الأرصفة، فتضيع الفائدة من وجودها.

لذا من الضرورة قبل البدء في تزيين الشوارع بأنواع الأشجار والأزهار التنسيق مع الجهات الزراعية المختصة خاصة الأكاديمية بهدف الاعتماد على رؤية واضحة للتشجير.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى