رأى

د.محمد فتحي عثمان.. رائد الاستزراع السمكي الذي غيّر خريطة الثروة السمكية في مصر

بقلم: أحمد إبراهيم

مدير عام التنسيق والمتابعة بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي السابق لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

«لم أخطط لمسار حياتي، ولكن الله سبحانه وتعالى اختار لي الأفضل، وأعطاني أكثر مما كنت أتمنى وأحلم».

وُلد في حي الجمالية العريق بالقاهرة عام 1953، والتحق بكلية الزراعة جامعة عين شمس، وتخرج فيها عام 1976 بتقدير امتياز، ثم حصل على الماجستير من الجامعة نفسها، قبل أن يسافر إلى ألمانيا ليحصل على الدكتوراه عام 1986.

إنه العالم الدكتور محمد فتحي عثمان، أستاذ تغذية الأسماك المتفرغ بكلية الزراعة جامعة عين شمس، ورئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، والذي يُعد أحد أبرز رواد الزراعة والثروة السمكية في مصر والوطن العربي. فقد كان أول من أنشأ شعبة إنتاج الأسماك بكلية الزراعة – جامعة عين شمس، وبدأ تدريس المقررات الخاصة بالاستزراع السمكي، واضعًا بذلك اللبنة الأولى لتأسيس هذا التخصص العلمي في الجامعات المصرية.

كما كانت له إسهامات كبيرة في نشأة صناعة أعلاف الأسماك في مصر، وهو من ساهم في تطوير هذا المجال الحيوي الذي يمثل أحد أعمدة الأمن الغذائي. لم يكن الدكتور عثمان مجرد أستاذ جامعي، بل رجلُ علمٍ وعملٍ جمع بين الفكر والتطبيق. فقد تولى العديد من المناصب المهمة، منها: رئاسة مركز البحوث الزراعية وهيئة الثروة السمكية، ومستشار مشروع الصالحية والثروة السمكية بوزارة الزراعة المصرية، وأستاذ زائر بجامعة الإمارات، حيث ساهم في تدريب كوادر متخصصة من وزارة الزراعة الإماراتية، كما شارك في العديد من اللجان والمجالس العلمية المرموقة، من بينها: اللجنة الاقتصادية بالمجلس القومي للمرأة، واللجنة التنسيقية للأمن الغذائي، ومجلس أمناء المركز الدولي للأسماك، ومجلس الغذاء والزراعة بأكاديمية البحث العلمي، ومجلس إدارة المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد.

وعلى مدى مشواره العلمي، ساهم الدكتور عثمان في وضع خارطة طريق لتنمية الاستزراع السمكي البحري وتطوير البحيرات المصرية، كما أشرف على أكثر من مائة رسالة ماجستير ودكتوراه، وشارك في مؤتمرات محلية ودولية، رافعًا اسم مصر في كل المحافل العلمية. ويرى العالم الكبير أن إنتاج مصر من الأسماك لا يتناسب مع ما تمتلكه من ثروة مائية بحرية ونيلية ومصايد طبيعية، مؤكدًا أن العلم والتكنولوجيا الحديثة كفيلان بمضاعفة الإنتاج وجعل الأسماك الوجبة الأرخص والأكثر شعبية بين المصريين، لما تتميز به من قيمة غذائية عالية وقدرتها على تعويض نقص البروتين الحيواني في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والدواجن.

رغم ما حققه من إنجازات علمية ومناصب رفيعة وجوائز محلية ودولية، ظل الدكتور محمد فتحي عثمان نموذجًا للتواضع والخلق الرفيع. عرفه طلابه وزملاؤه عفيف اللسان، طيب القلب، محبًا للخير، مخلصًا في عمله. إنه عالم جليل وإنسان نبيل وقدوة طيبة تُحتذى، بارك الله في عمره وعلمه وعطائه، وجزاه عن وطنه كل خير.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى