دموع في مركز البحوث الزراعية

بقلم: د.أسامة بدير

غَيب الموت عنا خلال الفترة الأخيرة عشرات الأحبة من قامات علمية كبيرة بـمركز البحوث الزراعية، لها مكانتها وسمعتها العلمية في المجال الزراعي، شاركت وأسهمت في تقدم وتطور ونهضة الزراعة المصرية عبر نضالها العلمي الطويل من خلال إنتاجها البحثي المتميز.

لست هنا بصدد استعراض أسماء بعينها ممن فقدهم مركز البحوث الزراعية خلال الأيام القليلة الماضية، لكن فقط ما أريد الإشارة إليه ولفت الانتباه والتركيز عليه خلال المستقبل المنظور، هو معاناة أسر هذه القامات العلمية التي غيبها الموت وقسوة الحياة المعيشية التي ستظل شاهد على مرارة العيش بعد فقد عائلها.

اللافت في هذه الإشكالية أن بطلها مرتبات الباحثين بـمركز البحوث الزراعية التي أغلب مفرداتها بدلات يتم استقطاعها من المرتب بمجرد الوفاة ليصبح معاش “رئيس بحوث” حوالي 1200 جنيهاً بعد أن كان راتبه حوالي 8000 جنيهاً، وبنفس هذه المعيار يمكن تقدير الدرجات العلمية الأقل وصولاً إلى “مساعد باحث”.

ورغم أنني تناولت هذه الإشكالية سلفاً وكانت هناك خطوات جادة تستهدف تصويب هذه المعاناة لأسر العلماء والباحثين بـمركز البحوث الزراعية بعد وفاتهم، إلا أن الأمر لا زال يحتاج إلى حسم في بعض الخطوات التي توقفت، ولست أدري لماذا توقفت!

تقديري وشكري لكل وزارء الزراعة السابقين الذين بذلوا جهوداً كبيرة من أجل ضمان مستقبل أفضل وحياة أرغد لأسر الباحثين بالمركز في ظل حياتهم وحتى بعد رحيلهم.

الشاهد، أن علماء ومركز البحوث الزراعية يستحقون كل التقدير والاعتزاز لما بذلوه ويبذلوه وسيبذلوه من مجهودات تساهم بشكل كبير في تأمين غذاء وكساء ملايين المصريين، فضلاً عن تنمية الاقتصاد الوطني، فهم خير من أنجبت هذه الأرض الطيبة وبهم ترفع الدولة المصرية رأسها شامخة إلى عنان السماء.

تحية شكر وإجلال لعلماء مصر الأبرار من القامات العلمية الكبيرة بـمركز البحوث الزراعية، ويقيني أن «السيد القصير» وزير الزراعة والدكتور «محمد سليمان» رئيس مركز البحوث الزراعية وكافة قيادات الوزارة المخلصين سيعملون على إنهاء إجراءات، بل وحسم هذه الإشكالية حتى تهدأ الأنفس وتقر الأعين ضماناً لكرامة أسر الباحثين بـمركز البحوث الزراعية.

للتواصل مع الكاتب
[email protected]