بحوث ريفية

دراسة ترصد تأثير التغيرات المناخية علي الثروة السمكية

أرشيفية

كتبت: هناء معوض كشفت دراسة أن قطاع الثروة السمكية يعاني العديد من التحديات والمخاطر وأهمها ظاهرة تغير المناخ التي أصبحت قضية أمن قومي وليست قضية بيئية فقط.

وأشارت الدراسة، التى أعدها الدكتور صلاح الدين فكري الساعي، مدرس الإرشاد السمكي بكلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بجامعة أسوان، والدكتور محمد شوقي القطان، بعنوان “بعض الاثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية للتغير المناخي علي الثروة السمكية بشقيها الاستزراع السمكي وقطاع المصايد“، إلى أنه لكي تتمكن الدولة المصرية من التكيف مع التغيرات المناخية لابد من وجود إدارة متخصصة للأزمات، حيث تشكل نقطة البداية في وضع الخطط والسياسات والإستراتيجيات المختلفة للتكيف مع التغيرات المناخية الحالية وفي المستقبل أيضا.

أولا: تأثير التغير المناخي علي قطاع الاستزراع السمكي

وأوضحت الدراسة، أن التغيرات المناخية لها آثار سلبية على البيئة المائية وبالتالى لها آثار سلبية أيضاً سواء اقتصادية أو اجتماعية وذلك من خلال: التأثير على كافة أنواع المزارع السمكية سواء عذبة أو مالحة أو شروب أو باردة بطريقة غير مباشرة بسبب ارتفاع درجة الحرارة والملوحة والحموضة، كذلك الصعوبة فى التوسع الأفقى فى المزارع السمكية نظراً لنقص المياه مستقبلاً فضلاً على صعوبة توفير مياه للمزارع القائمة، أيضاً التأثير على مصادر الطاقة، حيث يزيد استهلاك الطاقة بارتفاع درجة الحرارة، كذلك تتأثر مقومات نجاح الاستزراع السمكى بشكل مباشر سواء المياه أو الأرض أو الزريعة نظراً للتنافس الشديد بين الاستزراع النباتى والاستزراع السمكى على تلك الموارد، أو بشكل غير مباشر على مسحوق السمك وهو الخام الرئيسى فى تركيب علائق الأسماك نظراً لانخفاض المصيد السنوى منه فضلاً على نقص مخلفات الحبوب كمصدر للطاقة فى العلائق السمكية.

وتابعت، ثم تأثر المزارع الشاطئية نظراً لارتفاع مستوى سطح البحر لدرجة غرق المساحات الشاطئية وما عليها بسبب ذوبان الجليد فى القطب الشمالى، كذلك التأثير على عمليات نقل وتسويق الاسماك إما بسبب ارتفاع الحرارة أو هبوب رياح وأتربة شديدة وعواصف رعدية تعوق عملية النقل، كذلك زيادة البطالة فى قطاع الاستزراع السمكى لأنه مقام على الشواطىء حيث يحدث هجرة العمالة المدربة لمناطق أخرى بحثاً عن الرزق، ومن ثم ارتفاع أسعار الغذاء نظراً لانخفاض المعروض منه ومن ثم أثار صحية سلبية ومرضية على البيئة البيولوجية (نبات – حيوان – إنسان).

وأوصت الدراسة، وفقا لما خلصت إليه النتائج بمجموعة من التوصيات التي يمكن أن تساعد في تجنب المخاطر والمشكلات للتغيرات المناخية علي الإستزراع السمكي وهى:

1- توفير التسهيلات الإئتمانية لمربي وحائزي المزارع السمكية من خلال قروض بفائدة بسيطة وضمانات ميسرة.

2- دعم وتفعيل دور جهاز الإرشاد السمكي من خلال نشر الممارسات البحثية الحديثة الخاصة بالتكيف مع التغيرات المناخية وتنظيم الندوات وورش العمل عن إدارة مخاطر تغير المناخ.

3- تشجيع المزيد من البحوث العلمية لدراسة اثر التغيرات المناخية علي الإستزراع السمكي.

4- تشجيع إستخدام التكنولوجيا النظيفة صديقة البيئة.

5- بث الوعي من خلال الإعلام والإرشاد السمكي للتوعية بأبعاد ظاهرة التغيرات المناخية.

6- إستنباط سلالات من الأسماك تتحمل مدي واسع من الملوحة والحرارة.

7- تشجيع نظم الإستزراع السمكي التي تعتمد علي ترشيد وتعظيم موردي الأرض والمياه.

8- إيجاد بدائل علفية غير تقليدية.

9- تشجيع الاتجاه نحو تفريخ وإستزراع الأسماك البحرية.

ثانيا: تأثير التغير المناخي علي قطاع المصايد

ولفتت الدراسة، إلى أنه نتيجة للإضطرابات المناخية التي سادت الأرض والتي زادت حدتها بصورة تصاعدية ترتفع درجة الحرارة، كما يعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون هو غاز الإحتباس الحراري الرئيسي، بالإضافة للتلوث البيئي وإرتفاع درجة الحرارة ونقص الأكسجين يؤدي ذلك لحدوث إتساع في رقعة مناطق الموت في البحار والمحيطات، كما أن إرتفاع درجة الحرارة تؤدي إلي زيادة إحترار المحيطات والبحار، بالإضافة إلي زيادة درجة الحموضة تؤدي إلي حدوث خلل في دورة التجديد للأسماك وإهدار للمخزون السمكي والإنتاج، وكذلك زيادة ملوحة البحيرات الشمالية.

وتشير النتائج السابقة إلي أهمية المخاطر والمشكلات المتوقعة للتغير المناخي علي قطاع المصايد وهو ما يؤكد كون هذه المخاطر والمشكلات أصبحت أمرا واقعا وليس محتملا، حيث يجب البحث عن إستخدام تقنيات حديثة للحد من إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري وكذلك يجب إتخاذ الإجراءات والتدابير الوقائية للحد من أسباب ظاهرة تغير المناخ والتكيف معها؟ أو تخفيف اثارها، وهو يشكل نقطة إنطلاقة قوية لإتخاذ الإجراءات اللازمة نحو التكيف مع التغيرات المناخية، وأيضا يمثل ضمانة قوية للإنطلاق نحو وضع وتنفيذ خطة إستراتيجية قومية للتكيف مع التغيرات المناخية علي قطاع المصايد.

وفقا لما خلص إليه البحث من نتائج كانت أهم التوصيات التي يمكن أن تساعد في تجنب المخاطر والمشكلات للتغيرات المناخية علي قطاع المصايد كما يلي:

1- نظر للتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية علي الصيادين توصي الدراسة بتوفير التسهيلات الإئتمانية للصيادين من خلال قروض بفائدة بسيطة وضمانات ميسرة.

2- تفعيل دور الإرشاد السمكي للقيام بدور فعال في رفع التوعية للصيادين نحو مخاطر تغير المناخ وتوجيههم نحو أساليب الصيد الرشيد للمحافظة علي إستدامة المخزون السمكي.

3- تشجيع المزيد من البحوث لقياس اثر التغيرات المناخية علي الثروة السمكية.

4-تشجيع إستخدام التكنولوجيا صديقة البيئة.

5- تدريب الصيادين علي كيفية التعامل مع أخطار البيئة وبخاصة التغيرات المناخية.

6- بث الوعي من خلال الإعلام والارشاد السمكي للتوعية بأبعاد ظاهرة التغيرات المناخية.

7-نظرا لما يعانية قطاع المصايد من تحديات وأهمها تغير المناخ توصى الدراسة بتشجيع الإستزراع السمكي بشقية البحري والعذب لسد العجز في الإنتاج السمكي المتوقع.

8- إلزام الدول الصناعية الكبري بالحد من إنبعاث غازات الإحتباس الحراري والتوقيع علي الإتفاقيات الدولية الخاصة بذلك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى