رأى

المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة .. يكتب: وسام الاحترام للفلاح المصري

بقلم: أحمد إبراهيم

المقال السابق تحدثنا فيه عن المنتجين المحليين الذين هم سبب استمرار الحياة والصمود فى مواجهة الأزمات، وطالبنا بضرورة حمايتهم باعتبارهم ثروة وأمناً قومياً، واقترحنا إنشاء «المجلس الأعلى للإنتاج» برئاسة رئيس الجمهورية حتى تكون سلطاته قوية وقراراته نافذة، ومهمته حماية المنتجين وحل مشكلاتهم وإنقاذهم من التعثر ومساعدتهم فى مواجهة الكوارث وتقلبات السوق، والحماية ليست بالكلام ولكن من خلال دعم جميع مستلزمات الإنتاج، مع سعر عادل للسلع يحقق للمنتجين هامش ربح يشجعهم على الاستمرار فى مهمتهم المقدسة وعدم التعثر والخروج من الأسواق.

تناولنا أيضاً أهمية إنتاج الغذاء محلياً وأزمة كورونا أثبتت أن الدول التى لا تنتج غذاءها تتعرض للكوارث، ويأتى الفلاح المصرى فى مقدمة الفئات المنتجة فى البلد، التى تحتاج إلى الدعم والحماية والمساندة لأن السلعة التى ينتجها هى «الغذاء» سر الحياة.

الفلاح دائماً على قدر المسئولية وفى كل الأحداث التى تشهدها مصر على مدار تاريخها يكون داعماً ومسانداً للدولة لأنه يعشق الاستقرار ويكره الفوضى، ولم يتوقف عن مهمته المقدسة فى إنتاج غذاء الشعب، رغم أن مهنته شاقة وأصبحت غير مربحة والريف الأكثر فقراً، وحتى أثناء وبعد أحداث يناير 2011 معظم فئات المجتمع تظاهرت واعتصمت وأضربت عن العمل، وبعضها أشعل النيران وحرق المؤسسات من أجل مطالب فئوية لا يستحقونها، ولكن الفلاح ظل يعمل وينتج ولم يفكر فى استغلال الظروف والمطالبة بما يستحق،

مع بداية أزمة فيروس كورونا كان هناك خوف من نقص السلع الغذائية أو تخزينها وارتفاع أسعارها، وبالتالى حدوث أزمات وفوضى، وفى الوقت الذى تم فيه تخفيض العمالة ومناشدة المواطنين التباعد والجلوس فى المنازل كان المزارعون فى الحقول وميادين العمل والإنتاج تحدوا كل الظروف حتى لا تحدث مجاعة، وكانت النتيجة أن كل السلع الغذائية متوافرة وبكثرة، وأسعارها فى انخفاض بل وتحقق فائضاً جعل الصادرات الزراعية المصرية تغزو أسواقاً جديدة ولم تتوقف عن عبور حدود معظم دول العالم.

الفلاح المصرى رغم ضعف استخدامه للتكنولوجيا الحديثة فى الزراعة ما زال يحقق أعلى إنتاجية عالمياً فى كثير من المحاصيل، وإذا كان وزير الزراعة هو محامى الفلاح فإن الحكومة كلها مسئولة عنه، حتى يتم تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى فى تأمين صحى ومعاش ضمان اجتماعى وبيع محصوله بسعر عادل وإنشاء نقابة تدافع عن حقوقه، لأنه ليس معقولاً أن كل من هب ودب يدعى أنه نقيب للفلاحين، فى حين لا توجد أصلاً نقابة ولم يصدر قانونها من البرلمان.

ختاماً إن دعم الفلاح هو دعم لغذاء الشعب كله فى جودته وأسعاره، وهو دعم إنتاجى مستحق وليس استهلاكياً، وحينما أتحدث عن الفلاح فإننى أقصد كل المنتجين العاملين فى الحقل الزراعى والثروة الحيوانية والدواجن والأسماك، سواء كانوا صغار المزارعين والمربين أو كبار المستثمرين والمنتجين، كل هؤلاء يعملون فى المهنة الأشرف والأهم والتى بدونها تتوقف الحياة، إنهم يقدمون خدمات جليلة للبلد ويستحقون كل الاحترام والتقدير، وأن نحملهم على الرؤوس والأعناق حتى تحيا مصر قوية وناهضة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى