رأى

القطاع الخاص في الزراعة قاطرة حقيقية للتطوير تحت رعاية الحكومات الرشيدة

أ.د/صلاح يوسف

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

القطاع الخاص فى الزراعة قاطرة حقيقية للتطوير تحت رعاية الحكومات الرشيدة .. تجارب عشتها بنفسى غاية فى الأهمية..

التجربة الأولى: مشروع تطوير النظم الزراعية (مشروع مصر – كاليفورنيا) فى الفترة من 1978-1983 تقريبا .. وفر المشروع أصناف عديدة من العنب وزرعت فى أماكن عديدة على مستوى الجمهورية منذ تلك الفترة، وبالرغم من هذا استمرت الأصناف دون أى استغلال حقيقى لها حتى بدأ القطاع الخاص فى الاهتمام بأصناف التصدير فحدثت طفرة فى استجلاب واستخدام أصناف متميزة، وأصبح هذا منهاج إنتاج مختلف لإنتاج محصول العنب .. لم تنجح فكرة جلب وزارة الزراعة لأصناف إلا بعد أن اهتم القطاع الخاص بهذا المدخل وإختار ما يناسبه.

التجربة الثانية: أيضا فى مشروع تطوير النظم الزراعية .. حيث تم من خلال المشروع دراسة فاقد ما بعد الحصاد وأسبابه وعرض مواد تعبئة وطرق تداول ما بعد الحصاد منذ تلك الفترة .. ولم نستطيع إحدث أى تغيير إلا بعد أن تفهم القطاع الخاص فى منتصف التسعينيات أى بعد ما يزيد عن 10 سنوات من هذه المحاضرات وبدأ منهاج التصدير بقواعده فتم تنفيذ وجهة نظر وزارة الزراعة وباحثيها أخيرا.

التجربة الثالثة: كانت عام 1998 حينما جلست بصفتى باحث واستشارى مع إدارات شركات مزارع الموالح فى منطقة وادى الملاك بالعاشر من رمضان والتى بها ما يزيد عن 19 ألف فدان موالح فى ذلك الوقت .. حيث طلبت منهم تنفيذ برنامج مكافحة واحد يشترك فى إعداده فنيى واستشارى الشركات المختلفة حيث المنطقة عرضة لنفس المشاكل وعدم تنفيذ برنامج واعى مشترك سيجعل الآفات تهاجر من مزرعة لأخرى، وبالتالى استمرار واستقرار الإصابات .. ولم يستمع أحد .. وفى منتصف العام الماضى .. أى بعد 20 سنة تقريبا .. قابلت أحد الشباب المستثمرين وعرض على أنه يفكر فى تنفيذ هذه الفكرة .. فرحبت بها مباشرة .. وحددت ميعادا لأن يجتمع فيه ممثلى شركات نفس المنطقة – وادى الملاك – ودعيت أخ زميل بـمعهد وقاية النبات .. أعطينا السادة الفنيين والاستشاريين محاضرات وعرفناهم منهاج مكافحة الآفات لديهم .. وبالفعل من خلال تنظيم ومتابعة القطاع الخاص تم تنفيذ البرنامج على مستوى المنطقة كلها تقريبا وكانت النتيجة جيدة .. يستكمل نتائجها حاليا حتى انتهاء البرتقال الصيفى .. وذكرت لهم من البداية أن نجاح التجربة سيعنى تعميمها على الموالح فى مناطق أخرى فى مصر لننتقل إلى محاصيل أخرى والتوسع فى برامج مكافحة منظمة هادفة .. ويكون ذلك أيضا من خلال القطاع الخاص.

وبالتأكيد هناك تجارب كثيرة عن مثل هذه المداخل والنتائج من أجل إحداث نجاح فكرة وزارة الزراعة المتميزة التى يتبناها القطاع الخاص.

النتيجة التى توصلنا إليها .. لابد من دفع القطاع الخاص لتبنى العلم والرؤية الحكومية الواسعة والمتقدمة وتوفير العلم المناسب لهم والتكنولوجيا اللازمة ليتم تحقيق التنمية الزراعية.

إذا لم نستوعب ذلك سيظل البحث العلمى وإدارة وزارة الزراعة بل والحكومة كلها فى وادى والقطاع الخاص فى وادى آخر والتنمية الزراعية فى وادى بعيد عن كل هؤلاء.

وبالمناسبة إذا لم نعتمد على المزارع الصغير فى التنمية فلن نحقق تنمية مجتمعية حقيقية .. وهذا موضوع آخر.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى