رأى

من هنا تبدأ نهضة الزراعة المصرية

د. مجدى محمد ملوك

بقلم: د. مجدى محمد ملوك

أعاد لى إختيار هذا الرجل الأمل فى تحقيق إستراتيجية الزراعة المصرية .. بل أنه أحيا الأمل فى عودة الريادة المصرية .. هذا الرجل هو د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى ..

فى أول تصريح للدكتور طارق قال إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع مع رئيس الجمهورية على أن التعليم صار هو المشروع القومى لـمصر، هذا التصريح ليس كلاماً جميلاً عن الآمال والطموحات التى تراوده، بل أن السيرة الذاتية لهذا الرجل تجعله قادراً على تحقيق هذا الحلم.

أعاد لى هذا الوزير الأمل وأزال حالة كبيرة من الإحباط لأننى على قناعة أن نهضة وزارة الزراعة .. الذى أنتمى إليها .. تبدأ من منظومة التعليم، ولا أبالغ أن أقول أن نهضة مصر كلها تبدأ من إصلاح حالة التعليم .. فالمدرسة هى المؤسسة التى تخرج لنا الفلاح والعامل الزراعى والفنى الزراعى والمهندس الزراعى والباحث والقيادات ونواب الشعب .. كيف لنا بـوزارة الزراعة أن نحقق إستراتيجية ونطالب بتطوير النظام التعاونى وأن يكون قائم على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وأن نؤسس روابط نوعية وفقاً لمنهج إدارة سلاسل الإنتاج وأن يكون لدينا قواعد بيانات دقيقة من أصغر وحدة وهى القرية تكون قادرة على دعم إتخاذ القرار وتحقيق التراكيب المحصولية المناسبة والدورة الزراعية التعاقدية (كما صرح معالى الوزير د. عبد المنعم البنا) .. حقيقة أدعوا الأصدقاء لقراءة السيرة الذاتية لوزير التعليم ومتابعة تصريحاته، وأدعوا معالى الوزير أ.د عبد المنعم البنا بأن يضع يده بيد وزير التعليم لتطوير المدارس بالقرى على إعتبار أنه من صلب أهداف وزارة الزراعة كأداه هامة لتحقيق الإكتفاء الذاتى وزيادة الإنتاج كمية وجودة وأن يكون التعليم أحد مهام قطاع الإرشاد الزراعى.

فقد تطور علم الإرشاد الزراعى خلال هذا القرن تطوراً واسعاً فأصبح يستوعب التغيرات التى حصلت فى مختلف المجتمعات بل إنه صار فناً، له صفة الشمولية لأنه يستخدم الفنون بأنواعها الأدبية والمسرحية والسينمائية والتلفزيونية والصحافية، وكذلك اللقاءات المباشرة مع جماهير الريف، بهدف تعزيز المعلومات العلمية الزراعية لأولئك الذين يفلحون الأرض ويربون الحيوانات، وتعريفهم بالمعلومات الجديدة التي يحتاجون معرفتها من أجل إطعام أنفسهم وإطعام الآخرين.

والإِرشاد الزراعى هو عمل تعليمى غير رسمى يتطلب تنفيذه تعاون أجهزة ومنظمات رسمية وخاصة تعمل جنباً إِلى جنب مع الريفيين الذين يتعلمون منه، بالاقتناع وبالطرائق والمعينات الإِرشادية المختلفة، كيف يحددون مشكلاتهم بدقة ويتزودون بالمعارف المناسبة والاتجاهات المرغوب فيها والمهارات الأساسية اللازمة لتطوير أنفسهم وتنمية قدراتهم ومساعدتهم على إِيجاد الحلول لمشكلاتهم. فـالإِرشاد الزراعي إِذن نظام تعليمي وإِقناع وتنفيذ، يهدف إِلى إِحداث تغييرات سلوكية مرغوب فيها لدى الفلاحين، في معارفهم ومهاراتهم واتجاهاتهم، وهو عملية تطبيقية مستمرة، وهو أحد أركان ثلاثة هى التعليم الفنى الزراعى والبحث العلمى والإِرشاد الزراعى.

والإرشاد الزراعى وفقاً لتعريف “ملوك، 2016” هو نظام إتصالى يقوم على تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات لتيسير إتاحة ونقل وتدفق المعلومات والمعارف لجميع حلقات سلاسل الإنتاج الزراعى، من المزارع إلى المستهلك، ويعمل على تعزيز إقامة حوار مجتمعى منتج متعاون، وتشجيع تكوين وإدارة الروابط والتحالفات ومجتمعات المعرفة، وداعماً لمنهج المصالح المشتركة لتهيئة الفرص لإتخاذ القرارات الإنتاجية الرشيدة، والتى تتفق مع عناصر البيئة وإحتياحات الأسواق.

فهل يستطيع الإرشاد الزراعى تحقيق أهدافه بعيداً عن منظومة جيدة للتعليم.

من هنا نشأت حالة الأمل فى إصلاح منظومة الزراعة بعد إختيار وزيراً متميزاً للتربية والتعليم والتعليم الفنى، فهل ستسفيد وزارة الزراعة من هذه الفرصة؟

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى