تقارير

«السماد الحيوي» مركبات حيوية طبيعية ثنائية الغرض

إعداد: د.شكرية المراكشي

الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

السماد العضوي هو سماد عبارة عن كائنات حية، حيث يعتمد كثير من المزارعين على إضافته إلى التربة، وتجنب السماد الكيميائي الذي يقوم بإجهادها، ويتم إضافة الميكروبات المفيدة إلى التربة حتى يتمكن السماد العضوي من تفكيك المغذيات وتحويلها إلى شكل معدني سهل الامتصاص من قِبل النباتات، على عكس السماد الكيميائي الذي يقوم بامداد النبتة بالمعادن مباشرة.

ابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

يُعالج السماد العضوي قبل تطبيقه على الأرض والنباتات بشكل طبيعي عن طريق السماح للبكتيريا بتكسير الروابط والتي تموت بعد تأدية عملها، ثم يتم تجفيف السماد تحضيرا لاستعماله، والسماد العضوي غني بالنيتروجين، والبوتاسيوم، والفوسفور، والكالسيوم، والفوسفات، المنغنيز، والكبريت، وهي جميعها ضرورية ومفيدة جدا للتربة والنباتات، ويتم إنتاج السماد العضوي من روث الحيوانات بشكل عام، وبقايا العظام، والدم، كما تساهم بقايا النباتات الميتة في تكوينه نظرا لاحتوائها على الكثير من المعادن المذكورة سابقا، بالإضافة إلى الأحماض الأمينية الموجودة في بعض أنواع الأعشاب البحرية.

اما السماد الحيوي عبارة عن سلالات بكتيرية وفطرية وطحالب وأكتينوميسيتس، تعيش في “ميديا” طبيعة، تتخصص أولا في تكسير روابط الملح في التربة، خاصة: كلوريد الصوديوم، وكبريتات الصوديوم، والأخيرة تنتج عن تفاعل حامض الكبريتيك مع كلوريد الصوديوم، حيث دأب مزارعو الصحراء على إضافة حامض الكبريتيك، وهو خطا شائع.

بعد تكسير الملوحة، تعمل إحدى السلالات البكتيرية الموجودة على تثبيت الآزوت، فيما تتخصص السلالة الثانية في تيسير الفوسفور المعقد في التربة، والمتراكم او الممسوك بسبب الإسراف في استخدام السوبر فوسفات في الأراضي الطينية، أو حامض الفوسفوريك فيالأراضي الصحراوية.

شاهد: فوائد الأسمدة الحيوية في الزراعة

شاهد: مراحل إعداد الأسمدة الحيوية بمركز البحوث الزراعية

شاهد: “سويري” سماد حيوي لزيادة إنتاجية القمح بضمان مركز البحوث الزراعية

وتتخصص السلالة البكتيرية الثالثة في تيسير البوتاسيوم المضاف في صورة فلسبار خام، أو رفع معدل الاستفادة منه إذا أضيف في صورة سلفات بوتاسيوم.

السلالات البكتيرية الموجودة في السماد السائل، أو البودر، تعيش على إضافات من العناصر الكبرى (النيتروجين، والفوسفور، والبوتاسيوم)، والعناصر الصغرى (حديد، زنك، منجنيز)، لكي تضمن حياتها وتكاثرها خلال عام من تعبئتها، ولتعيش عليها بمجرد نزولها التربة، حتى تبدأ عملها الحيوي في تكسير الأملاح، وتحفيز النبات على إفراز الأحماض العضوية والكربوكسيلية، والسايتوكاينينات والأوكسينات الطبيعية.

ومع ذلك، تثبت الآزوت، وتيسر البوتاسيوم والفوسفور كما أسلفنا.

إذن السماد الحيوى مركبات حيوية طبيعية ثنائية الغرض: تغذوي، ومحفز لنمو الجذور وانتشارها بقوة وحيوية، تضاعف قدرتها على امتصاص الماء والغذاء. وقد ثبت بالتجارب أيضا، أن السماد الحيوي يجعل النباتات مقاومة لأعفان الجذور، وهي فائدة ثلاثية تدخل في باب مكافحة الآفات والأمراض.

يمتلك السماد العضوي فائدتين أساسيتين تتعلقان بالنباتات والتربة معا وهما:

نمو أفضل للنبات: يتواجد السماد الطبيعي بشكل لا تستطيع جذور النباتات امتصاصه فوراً، وإنّما يتمّ امتصاصه بشكل تدريجي من قبل النبات، إذ يتمّ أولاً تقسيم السماد وتكسيره من قبل بكتيريا التربة والفطريات ليصبح جاهزاً للامتصاص، على عكس السماد الكيميائي والذي يذوب في المياه بسرعة مما يعرض النبتة إلى فرط امتصاص المغذيات، وتلفها وحرقها بفعل الكيماويات. تحسين التربة: تقوم الأسمدة العضوية بتزويد التربة بالمواد الغذائية والبكتيريا المفيدة مع الحفاظ على رطوبتها، في حين تحرم الأسمدة الكيميائية التربة من تلك الخصائص، وتقوم بالذوبان فوراً في المياه، كما يمكن أنْ تتسبب بتلوث المياه الجوفية كيميائياً.

التسميد الكيماوى لا يستفاد منه النبات بأكثر من 15 أو 30٪ والباقى يغسل فى التربة مع الرى، اما السماد العضوى والسماد الحيوى، مع ملحوظة إن فى فرق بين الإثنين. فى حالة دمجهم أو بالأحرى أستخدامهم فى منظومة تسميدية مترابطة.

أفضل نتائج ممكنة.. لماذا؟!!

لأن الأرض لها صفات وراثية مثلها مثل أى كائن حى، بمعنى صفات الأرض الوراثية المصرية تميل إلى القلوية ومهما تم عمل معالجات للأرض بترجع لطبيعتها الوراثية مرة أخرى، مايمكن أن يحدث هو تأثير مؤقت على الأرض لعدة ساعات ثم العودة كما ذكرنا لطبيعتها الوراثية، ولذلك من الصعب جدا التأثير أو العمل على تغيير خصوصية الارض بما كان.

من هنا كيف التصرف فى المعاملات التسميدية بصفة عامة حتى لا نُهدر وقت وجهد ومال فى شئ لا ولن يتغير بصفة دائمة، وبالتالى بنحاول ضبط ph العناصر التسميدية الطبيعية والعضوية والحيوية، وفى هذه الحالة يحدث الآتى:

1ـ للتأثير المؤقت على التربة يستطيع النبات امتصاص أكبر قدر من العناصر والمغذيات فى الوجبة التسميدية.

2ـ وجود وضخ التسميد العضوى بصفة مستمرة هايطول فترة التأثير على التربة بالإيجاب ويجعلها فى أحسن حالتها المناسبة للنبات.

3ـ يمسك المياه ويربط حبيبات التربة ويقلل نفاذيتها للماء وبالتالى الحفاظ على الجذور من التهتك من الجفاف.

4ـ يحافظ بصفة مستمرة على العناصر التسميدية دون غسلها بوجودها تحت جذور النبات وجبة مُعدة وجاهزة يتناولها النبات فى أى وقت.

5ـ التسميد الحيوى يجل البكتريا النافعة تقوم بواجبها فى تحليل وتفكيك العناصر وتقديمها للنبات، والقيام بكل واجبتها حسب أنواعها من تثبيت أزوت وتيسير فسفور وبوتاسيوم وخلافه من مهام عديدة. أما التسميد الكيماوى المستمر يُغسل مع الرى
استفادة قليلة من العناصر، وزيادة ملوحة التربة وقتل المحتوى الحيوى تماما مع الوقت تصبح التربة مجرد وسيط تثبيت للنبات، ومن هنا تأتي أهمية التسميد الطبيعى من عضوى وحيوى فى بناء الأم، وبناء التربة لتغذى أطفالها النباتات.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى