رأى

الزوجة الثانية عبقرية صلاح منصور وحسن البارودي

أ.د/صلاح يوسف

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

كان يعرض بعد ظهر اليوم على قناة الحياة فيلم الزوجة الثانية ويعرض حاليا على الحياة 2 .. وفى الفقرات الإعلانية كان يعرض مدى تقدير رؤساء العالم وملوكه لزعيم مصر السيسى مقدم من إعلام المصريين .. وبالتأكيد مصر تحتل عقول وقلوب العالم كله، وبالتأكيد رئيس مصر مكانته من مكانة مصر .. ولكن السمات الشخصية لكل رئيس وتوجهه تفرض نفسها بالتأكيد فى الداخل والخارج .. وكل المصريين يقدرون أى تقدير أو تكريم من العالم للرئيس المصرى لأنه عنوان لـمصر والمصريين قبل أن يكون عنوان لنفسه .. وفى 1993 كنت فى الولايات المتحدة الأمريكية وقام الرئيس مبارك وقتها بزيارة للولايات المتحدة واستضافته المذيعة الشهيرة ولم تظهر تقديرا مناسبا كما ينبغى لرئيس مصر وقتها فشعرت بالغيرة الشديدة على من يمثلنى بالرغم من أننا فى الداخل لم نكن راضيين كفاية عن الآداء فى تلك الفترة والتى وصلنا بعدها إلى عدم الرضا الكامل ثم نصف الرضا.

نعود إلى فيلم الزوجة الثانية والذى يعد من أفضل واهم مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية ووصف بأنه علامة من علامات الإبداع (اليوم السابع فى 15 أكتوبر 2016).

قال صلاح منصور فى حديث تليفزيونى أنه كان يحب أن يكون عمدة وفيلم الزوجة الثانية أتاح له هذه الفرصة فما كان منه إلا الإبداع .. والإبداع حقيقة كان من كل من شاركوا فى هذا الفيلم من الممثلين وعلى رأسهم شكرى سرحان وثناء جميل وسعاد حسنى والشعنونة سهير المرشدى وأيضا محمد نوح أخو العمدة ومثل دور المواطن المصرى البسيط العادل .. كل هذا الإبداع فى كفة وإبداع حسن البارودى والذى أصبحت كلمته وآداءه مضرب الأمثال والتى عبر فيها عن ما تيسر من الآية الكريمة فى قول الله تعالى “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم” وكيف أن الدين دائما ما يستغل استغلالا سيئا لتمرير ما لا يمكن تمريره بفهم خاطئ متعمد وتحوير مخل لمفاهيم الدين .. وظهر فى هذا الفيلم بعض التعبيرات التى علقت بالكثير من حوارات المصريين مثل “مش خسارة فيك دى خسارة لى” وكلمة “الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا” وكلمة “فى الزريبة يراجل ياناقص” وكلمة ياسلام ع الإنسانية ياسلام ع الحنية” وكلمة إدعولوا إدعولوا .. وكمان إدعولوا .. يعمر بيت ابوه أو يخرب بيت أبوه” وغيرها.

والفيلم عبر عن الفساد فى تلك الفترة ممثلا فى العمدة الظالم المغتصب وفى المأمور (رجل الشرطة) الذى يصيغ المحضر كما يهوى أو كما تزين له الظروف والمكاسب وقام بدوره الممثل ابراهيم الشامى الذى كان يزداد نضجا تمثيليا مع السن، ومفتى العمدة الذى يحل الحرام ويحرم الحلال ثم المأذون المغلوب على أمره قهرا .. وكيف برر وفسر الناس تطليقه لزوجة أبو العلا (شكرى سرحان قصرا) كطلاق وزواج بالإكراهوتزويج سعاد حسنى لصلاح منصور تمثيلا فى نفس الوقت بدون مراعاة فترة التحريم أو العدة .. وكيف أتهم الناس أبو العلا بأنه إما لص أو متواطئ مع العمدة .. هذا بخلاف الفلاحين المشاركين فى الفيلم الذين امتص العمدة دماءهم ولم يشتكوا إلا بعد موته .. الفيلم ملئ بالأحداث التى جعلته من الأفلام المميزة فى السينما المصرية والذى أمتع الناس ومازال وسيظل يمتعهم رؤية وتطبيقا.

فيلم الزوجة الثانية تم إنناجه وعرضه فى 14 أكتوبر 1967 من إخراج صلاح أبوسيف مخرج الواقعية ومن إنتاج رمسيس نجيب مع موسيقى تصويرية رائعة لفؤاد الظاهرى .. وربما الأهم فى كل فريق العمل كاتبوا السيناريو والحوار وهم سعد الدين وهبه وصلاح أبو سيف ومحمد مصطفى سامى.

ومن الجدير بالذكر أن صلاح أبو سيف تميز ووصف بأنه مخرج الواقعية من حيث القصة والصورة، أما سعد الدين وهبه فكان ضابط شرطة من قبل أن تأخذه الكتابة حيث تخرج من كلية الشرطة عام 1949 ثم من كلية الآداب عام 1956، وهو مؤلف مسرحية سكة السلامة الرائعة والتى أخرجها المخرج والممثل القدير سعد أردش وتم عرض المسرحية فى عام 1964أو عام 1965 وسمعتها فى الإذاعة المصرية فى ذلك الوقت أو بعده بقليل وشدتنى كصبى فى ذلك الوقت، وتلك المسرحية عبرت تعبيرا رائعا عن تلك الفترة من تاريخ مصر العظيم.

وشبكة المعلومات مليئة بالأحاديث الممتعة عن فيلم الزوجة الثانية ومسرحية سكة السلامة ومن شارك فى ذاك الإبداع النادر لمن يحب أن يستزيد.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى