رأى

«الدكتور عبدربه إسماعيل»: أبو الذرة المصري وعمود الأمن الغذائي في مصر

بقلم: أحمد إبراهيم

مدير عام التنسيق والمتابعة بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي السابق لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

هو أحد الرموز اللامعة في تاريخ البحث العلمي الزراعي في مصر. وُلد في القاهرة عام 1938، وتعليمه كله حكومي، حيث حصل على الشهادة التوجيهية عام 1954 من مدرسة الأورمان، ثم بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة عام 1959، ليبدأ بعدها رحلة عشق حقيقية للزراعة اقتدى فيها بوالده المهندس الزراعي، ولعلم تربية النبات الذي أحبه على يد أساتذته في كلية الزراعة بجامعة القاهرة.

إنه العالم الجليل الأستاذ الدكتور عبدربه إسماعيل، أستاذ الذرة ومدير معهد المحاصيل الحقلية الأسبق بوزارة الزراعة، والحاصل على جائزة الإبداع العملي وجائزة الدولة التقديرية.

يستعيد د. عبدربه ذكريات التعليم في مصر قائلاً إن المدارس في الخمسينات كانت تقدم تعليماً متميزاً، حتى إن المدرسة الابتدائية كانت توفر وجبة ساخنة يومياً، كما كان يتم الاستعانة بمدرسين أجانب لتدريس اللغات في مختلف مدارس الجمهورية التي تنقّل بينها مع والده في مواقع عمله.

واصل تفوقه العلمي حتى حصل على الماجستير من جامعة القاهرة، ثم الدكتوراه من جامعة كورنيل الأمريكية، التي تُعد واحدة من أفضل خمس جامعات على مستوى العالم. وبعد عودته التحق بالعمل في مركز البحوث الزراعية باحثاً، وتدرّج في المناصب حتى أصبح مديراً لمعهد المحاصيل الحقلية، المعهد المسؤول عن المحاصيل الاستراتيجية في مصر مثل القمح والأرز والذرة، والتي تشكل أساس الأمن الغذائي للمصريين.
ورغم بلوغه 87 عاماً، ما زال د. عبدربه إسماعيل يعمل بيديه ويزرع ويحصد، وأيضاً يُدرّس ويُشرف وينقل خبرته لتلاميذه، بروح شاب لا يعرف التوقف.

نال لقب «أبو الذرة المصري» لأنه على مدى نحو 65 عاماً شارك في استنباط وتطوير أفضل أصناف تقاوى الذرة، مما ضاعف الإنتاجية وساعد مصر على مواجهة تحديات محدودية الأرض والمياه.
حصل العالم الجليل على جائزة الإبداع العلمي وجائزة الدولة التقديرية، لكنه يصرّ بتواضع العلماء أن ما حققه كان بفضل دعم أساتذته وزملائه وتلاميذه، فهو يؤمن بالعمل الجماعي وروح الفريق.

إن د. عبدربه إسماعيل نموذج مضيء وقدوة حقيقية في العلم والعمل والالتزام والقيم. عالم أفنى عمره في خدمة وطنه، وزرع المعرفة في عقول أجيال من الباحثين، فاستحق أن يكون أحد أعمدة الزراعة المصرية وركناً أصيلاً من أركان الأمن الغذائي.
بارك الله في عمره وعلمه وعمله واجتهاده، فهو نموذج وقدوة طيبة تحتذى لشبابنا في العلم والعمل والتواضع والأخلاق.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى