رأى

واحة سيوة بقعة من أرض مصر

أ.د/صلاح يوسف

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

واحة سيوة هى واحة للعظماء والمشاهير .. بغض النظر عن رأيى فى بعض زوارها المبنى على قواعد إنسانية .. وأهم هؤلاء المشاهير هم أهل سيوة أنفسهم .. فهم نسيج خاص من المصريين .. فهم بين البدو والريف فى الثقافة، والتجارة والزراعة فى الاقتصاد مع الصناعات البسيطة وأيضا اللغة الأمازيغية التى يمتلكوها وأصبحت المدارس الحكومية هى الأساس الذى يتعلم منه أبناء سيوة اللغة العربية التى يتحدثون بها ايضا، ولكن مازالت الأمازيغية هى الأساس.

تتميز الواحة بأنها مازالت بكر .. لم يستغلها بعض ناهبى الثروات جيدا بعد .. ولم تتغير طبيعة أرضها وأهلها كثيرا، وهذا من جانب حسن وهو الحفاظ عليها بيئة شاملة الموقع والإنسان محمية لحد بعيد .. وفى نفس الوقت لم تراعيها الحكومات جيدا، فآثارها مهملة لحد بعيد والمجهودات المقدمة لها محدودة جدا، والطرق ووسائل الحياة المعيشية بالكاد، من معالمها الكبيرة قلعة شالى وجبل الموتى بالإضافة إلى معبد آمون الذى هو أطلالا بلا بنيان أو تصور للمكان أو الذى كان، كما توجد العيون الكثيرة الرائعة والتى من أهمها عين كليوباترا أو تسمى عين جوبا، وبالرغم من أن قلعة شالى مزار سياحى رائع بمفردها إلا أن مجهودات ترميمها بعد آثار سيول عليها ضعيفة، وهذا المكان الساحر المعروف بقلعة شالى يقطنه أيضا بعض أهالى سيوة وفرنسى ودنماركى على ما أذكر يملكون بيوتا فوق القلعة حتى أنك تجد غسيلا منشورا فى هذه البقعة الأثرية بما يثير الحفيظة بعض الشئ.

الملح أحد الأشياء الثمينة فى سيوة من حيث المظهر الجمالى والسياحى فى شكل بحيرات يزيد فيها تركيز الملح عن تركز البحر بأكثر من 6 مرات حيث تحمل المياه حتى من لا يعرف العوم بسلاسة ومتعة فوق مياه شديدة الصفاء والنقاء زرقاء اللون يحيطها فى جوانب البحيرة ملح أبيض جامد فى مظهر الثلج فى المناطق القطبية يعلوه منطقة بنية اللون من ملح أيضا .. منطقة البحيرات المالحة مساحتها 37 كيلو متر مربع، وبالإضافة إلى جمال الطبيعة التفاعلية فى هذه البحيرات المالحة فإن الملح أيضا الناتج عنها يصدر إلى كندا وأربا، وأيضا يدخل فى صناعات جمالية منها السلالم وغيرها فى بعض الأماكن أو الفنادق التى تستخدم أدوات وخامات الطبيعة فى بنائها، وكثير من صناعات الملح مثل الأباجورات تصدر إلى الخارج.

طبعا من الأماكن المهمة قاعة تتويج الإسكندر الأكبر فيها وجبل الموتى وبحيرة فطناس والعيون الكثيرة المختلفة فى مكوناتها من مياه كبريتية إلى معدنية إلى باردة إلى دافئة والتى يوجد بها الطحالب فى مظهر عجيب حيث طحالب كثيرة مع ماء رائق صافى ومن أهم العيون أو أبرزها عين كليوباترا أو جوبا، علاوة على السفارى الممتع هناك وغير ذلك من الجمال.

وهناك بعض الفنادق البارزة جدا والمعروفة عالميا منها فندق جعفر الذى أقام فيه بعض مشاهير العالم وهو فندق ليس به كهرباء أو تليفونات أو غاز طبيعى بل تستخدم أدوات الطبيعة فى صناعاته وفى وسائل الحياة المتاحة لزواره.

كما يوجد فندق واحة سيوة وهو أحد فنادق القوات المسلحة، وهذا الفندق فى مكان مميز جدا ومصمم بطريقة رائعة حيث الكافيتريا فوق الجبل وحمام السباحة هو عبارة عن عين مياه طبيعية معدنية دافئة.

واحة سيوة مازالت واحة واحدة تكاد تكون مغلقة بعكس معظم الواحات فى مصر، وتستلزم اهتمام الدولة بها لتكون مصدرا لعائد اقتصادى ضخم يحاكى دخل المشروعات القومية الضخمة من حيث استخدامها فى السياحة أو التصنيع والتصدير علاوة على إحتوائها على سلالات متميزة من نخيل التمور والتى يطمح البعض فى نقلها إلى بلاده.

ومن أهم دواعى الاهتمام هى المواصفات الخاصة جدا للسكان حيث أنهم من الأمازيج المصريين، وإذا لم يشعروا برعاية الدولة لهم فسيتحول اهتمامهم إلى جهات أخرى وبالتالى يجب الحفاظ عليهم وعلى مواطنى بلدنا الجميل.

تحية إلى سيوة وأهلها وخالص التمنيات لها بالرقى والحضارة وليس التحضر فى ظل بيئة طبيعية خصبة خلابة وهواء غاية فى النقاء يبعث البهجة والنشوة والراحة فى صدور زوارها المصريين والأجانب.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى