رأى

التماسيح والتوازن البيئي في بحيرة ناصر

د.صلاح الدين فكري الساعي

بقلم: د.صلاح الدين فكري الساعي

تشغل التماسيح جزءا هاما من النظام البيئي في بحيرة ناصر وهي أكبر الكائنات الحية الموجودة في البحيرة، كما أنها ذات فائدة كبيرة لمصايد الأسماك وصاحبة دور كبير في تحقيق التوازن بين الأسماك الاقتصادية في البحيرة مثل البلطي والساموس من خلال تغذيتها على كثير من القشريات والأسماك غير الاقتصادية مثل القراميط المفترسة اكله صغار الأسماك الهامة اقتصاديا مثل البلطي، كما يمكن أن تتغذى على بعض أنواع الطيور أكلة الأسماك، فضلا عن ذلك فإن فضلات التماسيح تزيد من المغذيات الذائبة في مياه البحيرة، كما قد تتغذى التماسيح على الحيوانات النافقة في البحيرة حيث تلعب التماسيح دورا كبيرا في تطهير المجاري المائية من الملوثات حتى أنه يطلق عليه كناس النهر.

وهناك بحوث عديدة أوضحت خطأ الزعم القائل بأن التماسيح تستهلك كميات كبيرة من الأسماك ولا صحة لما تردد عن مسئولية التمساح فى انخفاض إنتاج بحيرة ناصر من الأسماك.

ففي عام 1996م شكل جهاز شئون البيئة لجنة لبحث مشكلة التمساح النيلي في بحيرة ناصر لدراسة مدى الأضرار التي يسببها للثروة السمكية، حيث صيد ستة تماسيح فحصه امعائها وتبين لأعضاء اللجنة أن أحد هذه التماسيح وطوله 76سم تحتوي معدته على سبعة أسماك بلطي فقط وبعض الأحجار والزلط التى تساعد على الهضم، وذلك يدل على أن التقديرات الجزافية لغذاء التماسيح على أسماك كثيرة لا تمثل الواقع، كما أن تأثير التماسيح محدود للغاية وذلك لأن التمثيل الغذائي للتمساح بطئ جدا.

تضاربت الارقام عن أعداد التماسيح في بحيرة ناصر وبحسب دراسة أجرتها وحدة إدارة التماسيح في جهاز شؤون البيئة، فإن أعدادها في بحيرة ناصر في الفترة من 2008 إلى 2009 بلغت نحو 30 ألف تمساح، لا تمثل الأحجام الكبيرة منها سوى 15% فقط لكن للأن لا يوجد رقم دقيق عن اعداد التماسيح في بحيرة ناصر.

أما عن اماكن انتشار التماسيح فهي  تتركز فى الأخوار الرملية الآتية :دهميت – السبوع – توماس – المضيق – كروسكو – أبوعسكر – الديوان – السيالة شرق – وادى العرب –  أبو دوره – مرواو – أبو حنضل – أرجين – الرملة – العلاقى – المحرقة – كلابشة.

أما بخصوص التساؤلات التي اثيرت عن تزايد أعداد التماسيح فى بحيرة ناصر والشكوى بأن التماسيح تهاجم الصيادين وتعوق عمليات الصيد فى البحيرة بتدميرها شباك الصيد فقد أشارت التقارير أن التماسيح تقوم بالدفاع فقط وليس الهجوم وهذا الدفاع إما عن صغار التماسيح أو عن عشوش التماسيح ويمكن أن يكون هناك سلبيات محدودة نحو تدمير بعض شباك الصيد.

وكان من ضمن التوصيات الواردة بالمؤتمر الخاص بتنمية بحيرة ناصر بمقر الشركة الوطنية للثروة السمكية والأحياء المائية المنعقد في 2016/3/7 تقنين صيد التماسيح مع الحفاظ علي التوازن البيئي والموافقة علي إنشاء مزرعة في الأراضي الثابتة فوق المنسوب 182م بخور رملة وأبوسمبل أسوة ببعض البلدان وذلك للاستفادة من جلودها ولحومها ودهنه وصناعات أخري تنشأ بجوارها مما يساعد علي تشغيل أعداد من الشباب في هذه الحرفة، كما يمكن أن تكون مصدر دخل كبير من السياحة.

بعض المقترحات الخاصة بتماسيح بحيرة ناصر

1ـ يجب دراسة بيولوجية التماسيح وعشائرها من حيث الكثافة والتوزيع ومناطق التواجد والغذاء والعادات الغذائية له والطفيليات التي تصيبه وعلاقتها بالطفيليات التي تصيب الأسماك وأثرها البيئي على بحيرة ناصر للتعرف على اعدادها وتوزيعها.

2ـ التنسيق التام بين جهاز شئون البيئة ووزارة الخارجية ووزارة التعاون الدولي بشأن إتفاقية الاتجار الدولى فى الأنواع المهددة بخطر الانقراض (سايتس) لتعديل فترة السماح بـالصيد للأحجام والأطوال الكبيرة من التماسيح.

3ـ ضرورة سن القوانين التي تسمح بصيد أعداد محدودة من التماسيح سنويا وعلى وجه الخصوص الكبيرة منها.

4ـ إنشاء قاعدة بيانات بأعداد التماسيح بـبحيرة ناصر.

*كاتب المقال: مدرس الإرشاد السمكي، قسم التنمية البشرية والاقتصاد، كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك، بجامعة أسوان.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى