تقارير

التلقيح والإخصاب في أشجار نخيل البلح

كتب: د.أياد هاني يعتبر النخيل من الاشجار احادي الجنس ثنائي المسكن أي أن قسما من الاشجار يحمل الازهار الذكرية والقسم الاخر يحمل الأزهار الانثوية لذا يجب نقل حبوب اللقاح إلى الازهار الأنثوية لكي تتم عملية التلقيح ثم الإخصاب التي ينتج عنها تكوين الثمار من خلال اجراء التلقيح الاصطناعي.

د.أياد هاني

يعد التلقيح من أهم عمليات خدمة النخيل حيث يعتمد الإنتاج عليه كما ونوعا وأن أي خلل في هذه العملية سيؤدي مباشرة إلى فقدان أو تقليل نسب العقد أو تكوين الثمار إضافة إلى التأثيرات السلبية على نوعية الثمار (الحجم, اللون, وموعد النضج, ومذاق الثمرة, والمحتوى الرطوبي).
ويمكن تلخيص أهم المواصفات التي يجب توافرها في الذكر الجيد فيما يلي:

1- تناسب ميعاد نضج حبوب اللقاح مع وقت إزهار الإناث أو يسبقه بوقت قليل.

2- التوافق الجنسي بين حبوب اللقاح وأزهار الإناث التي ستلقح بهذا اللقاح لضمان حدوث عقد الثمار.

3- أن تكون حبوب لقاح الذكر ذات حيوية عالية وذات قدرة كبيرة علي الأنبات لإتمام عملية الإخصاب.

4- أن ينتج الذكر عدداً كبيراً من الاغاريض الزهرية الكبيرة الحجم الغزيرة الشماريخ الزهرية والأزهار والتي تحتوي أزهارها علي كميات وفيرة من حبوب اللقاح.

وهناك عدة طرق تتبع لهذا الغرض ومنها:

أ) التلقليح اليدوي: وهي من طرق التلقيح القديمة التي توارثها الابناء عن الاباء وبقيت مستعملة إلى يومنا هذا في معظم انحاء العالم, أن كل بلد يقوم بهذه العملية بشيء من الاختلاف عن المناطق الاخرى, غالباً ما يبدأ التلقيح في منتصف اذار وتستمر هذه العملية حتى نهاية نيسان, يتم قطع الاغاريض الزهرية الذكرية من فحول النخيل بعد نضجها (وعلامة ذلك هو بدء انشقاق الغلاف الخارجي) ثم يتم شق الاغاريض طوليا، ويستخرج منها الشماريخ الزهرية، وتجفف في اماكن مظللة بعيدا عن التيارات الهوائية، واشعة الشمس المباشرة ويتم تقليبها وبعد 5-7 ايام تجف الازهار ثم تجمع الشماريخ، وتستخدم في التلقيح او تخزن للعام التالي كما يمكن استخدامها بعد جمعها مباشرة.

تؤخذ الاغاريض الذكرية وتقطع إلى قطع وتؤخذ في اناء ويرتقى الملقح الاشجار الانثوية ويبدأ بتحريك القطع في الاغاريض الانثوية ومن ثم يدسها فيها ويربط نهاية الاغريض الانثوية، في العراق هناك صنفان اساسيان من الاشجار الذكرية وهما الغنامي والخكري, ويعتبر صنف الغنامي من افضل الاصناف الملقحة لوفرة حبوب لقاحه وحيويتها وموافقتها لمعظم الأصناف العراقية، ويفضل اغلب المزارعين وضع الازهار المذكرة بوضع عكس الازهار المؤنثة ثم يربط الاغريض الانثوي ربطة خفيفة لضم الشماريخ الانثوية حول الشماريخ الذكرية، مقدار اللقاح المستعمل يعتمد على الصنف وعوامل البيئة إلا أنه بصورة عامة تكفي لكل اغريض 2- 3 شماريخ ذكرية.

ب) التلقيح الميكانيكي: قام بعض المشتغلين بالنخيل باستخدام بعض الوسائل الميكانيكية والتي تهدف إلي توصيل حبوب اللقاح إلي الأزهار المؤنثة وفي نفس الوقت تسهيل قيام العامل بالمرور على عدد كبير من الاشجار لتلقيحها حتى يكون هناك ضمان لحدوث العقد وإنتاج المحصول، ويجدر الإشارة أنه في حالة إستخدام التلقيح الآلي فإنه يلزم تخفيف اللقاح بمادة مثل الدقيق (الطحين) بنسبة جزء من حبوب لقاح إلى تسعة أجزاء من الدقيق (الطحين) على أن تكون عملية الخلط أو التخفيف السابقة قبل الاستخدام مباشرة حيث وجد أن تخزين حبوب اللقاح المخلوطة مع المادة المالئة لمدة 1-4 أسابيع قد أثر على حيوية حبوب اللقاح وعلي نسبة العقد وكمية المحصول، وكذلك يمكن استخدام مسحوق بقايا الأزهار المذكرة بعد استخلاص حبوب اللقاح منها كمادة مالئة في عملية التلقيح الميكانيكي حيث أنها أعطت نسبة جيدة من العقد، وقد أثبتت وسائل التلقيح الميكانيكي نجاحها كبديل لعملية التلقيح اليدوي كما أنها توفر الوقت والجهد المطلوب للتلقيح اليدوي إضافة إلي عدم الإسراف في استهلاك حبوب اللقاح، كذلك فإنه من الملاحظ أن استخدام التلقيح الميكانيكي من الأرض أفضل من استخدام التلقيح من القمة باستعمال الرافعات والسلالم من حيث تكلفة الإنتاج والوقت المطلوب وعدد الأيدي العاملة.

*المادة العلمية: الأستاذ بقسم البستنة وهندسة الحدائق بكلية الزراعة والغابات بجامعة الموصل بالعراق.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى