أنا بخير ورسالتي تبدأ من الفلاح الإنسان لبناء الوطن

بقلم: د.أسامة بدير
خلال الأيام الماضية، جاءتني عشرات الاتصالات والرسائل من قراء موقع الفلاح اليوم، يسألون عن حالي ويطمئنون عليّ، بعد أن عبرت في مقالاتي الأخيرة عن استيائي العميق من ظواهر اجتماعية مؤلمة تجتاح مجتمعنا. ظواهر تهدم القيم والأخلاقيات الحميدة، وتفرز سيلاً جارفا من الصراعات والأحقاد وكراهية الخير للآخر. ظواهر تجعل الإنسان يشعر بالخذلان من نفسه ومن المجتمع، لكنها في الوقت نفسه تحثنا على الوقوف والتفكير والعمل.
أود أن أطمئن كل من حرص على الاطمئنان عليّ بأنني بخير والحمد لله، وأن رسالتي لم تنحرف عن هدفها الأساسي: مواجهة الواقع بصدق، وإلقاء الضوء على ما ينخر في نسيج مجتمعنا من سلوكيات قد تكون صغيرة في ظاهرها، لكنها كبيرة في تأثيرها على قيمنا ومبادئنا الإنسانية. إن اهتمامكم وحرصكم يمثلان دعماً معنوياً كبيراً، ويؤكد أن هناك قلوباً صافية لا تزال تؤمن بالخير والإنصاف والعدل. ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.
لقد وجدت نفسي مضطراً للتعبير عن الغضب أحياناً، ليس من أجل الانفعال، بل من أجل الوعي بالمسؤولية، ولأذكر الجميع بأن السكوت عن الخطأ هو قبول بالانحدار، وأن الكلمات الصادقة، مهما كانت قاسية، أحياناً تكون أعظم فعل لبناء مجتمع أفضل. ما نراه اليوم من صراعات وحسد وكراهية للخير ليس مجرد أحداث عابرة، بل انعكاس لخلل اجتماعي عميق يجب مواجهته بالعلم والعمل والثقافة، وليس بالصمت أو التجاهل.
لكل قارئٍ من قراء الفلاح اليوم، أؤكد أن رسالتي هي رسالة أمل. الأمل الذي ينبع من وعينا، من قيمنا، ومن إدراكنا أن الإنسان هو صانع التغيير الحقيقي، وأن الفلاح، بعمله اليومي وصبره وإخلاصه، هو البداية الحقيقية لأي نهضة مجتمعية. إذا أردنا وطناً يتقدم، إذا أردنا مجتمعاً متماسكاً يحمي القيم، علينا أن نبدأ من الفلاح الإنسان، حاضره ومستقبله، وعصب الحياة ومستقبلها الزراعي والاجتماعي والاقتصادي.
معاً، لا يمكن أن يكون التغيير وهماً. معاً، يمكن أن نحمي القيم ونزرع الخير ونبني مجتمعاً يرفض الظلم والفساد ويُعلي من شأن العمل الصادق. وكل خطوة، مهما صغرت، لها أثر كبير عندما تكون مدفوعة بالقناعة والإيمان بالخير. لذلك، أوجه رسالتي لكل قارئ ولكل مواطن: لن ننتظر أحداً ليغيرنا، بل سنكون نحن التغيير، وسنبدأ من الأرض ومن الإنسان الذي يزرع ويعمل ويحب وطنه.
فلنحمل جميعاً هذه الرسالة، ولنؤمن بأن البناء الحقيقي يبدأ من القيم والأخلاق والعمل الصادق، لأن الفلاح هو القلب النابض لمجتمعنا، ومفتاح حاضره ومستقبله، ومعه يمكننا أن نصنع فرقاً حقيقياً ومستداماً.
🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.



