رأى

نصائح طبية يجب اتباعها في شهر الصيام

أ.د/صفوت كمال

بقلم: أ.د/صفوت كمال

رئيس لجنة سلامة الغذاء وصحة الإنسان بمجلس علماء مصر

الصيام والذى سيكون لفترات طويلة وقد يصاب الإنسان السليم بالإجهاد والإرهاق مما يثير قلق مرضى الأمراض المزمنة كيف يمكنهم صيام هذه الفترات الطويلة والأحتفاظ بطاقتهم لأداء باقى العبادات. وبذلك تتولد فى أذهاننا بعض التساؤلات: ماهى الأمراض المزمنة؟ وما أنواع الأدوية المستخدمة فى العلاج؟ وما هى الإرشادات التى يمكن اتباعها لتجاوز الشهر الكريم دون أى مضاعفات؟

الأمراض المزمنة هى الأمراض التى تدوم فترات طويلة ونتتطور بصورة بطيئة وفى مقدمتها : مرض السكرى وارتفاع الضغط وبالتالى تتسم تلك الأمراض بأن العلاج سيكون مستمرا خلال الصيام مما قد يسبب بعض الأعراض الجانبية غير المتوقعة كإنخفاض مستوى السكر فى الدم، الأمر الذى قد يؤدى للدخول فى غيبوبة أو انخفاض مستوى الضغط أو التعرض للجفاف.

الصيام ومرض السكرى

مرض السكرى حالة مزمنة تنتج عن نقص جزئى أو كلى فى هورمون الأنسولين الذى تفرز من البنكرياس ويقوم بمساعدة السكر من الدم على دخول خلايا الجسم حيث تحول إلى طاقة وبذلك فعندما يقل الأنسولين وترفع السكر فى الدم إلى أن يبدأ ظهوره فى البول وهناك ثلاثة أنواع لمرض السكرى:

  • السكرى من النوع الأول الذى يعتمد على الأنسولين فى العلاج.
  • السكرى من النوع الثانى الذى لا يعتمد بشكل أساسى على الأنسولين بل يعتمد فى البداية على أقراص خافضة للسكر فى الدم ولكن مع تدهور المرض يمكن اللجوء للأنسولين كحل مساعد لتقليل السكر فى الدم.
  • وسكر الحمل وهو نوع من السكر يظهر أثناء الحمل وفى 95% من الحالات فإن المرض يختفى بعد الولادة.

قد يكون الصيام فى المراحل الأولى (الأشهر الثلاثة الأولى) من الحمل صعباً بسبب الغسيان, ويفقد الجسم السوائل وبعض المعادن مثل الصوديوم. وفى حال أصرت المرأة على الصيام، وشعرت بأى دوار أو هبوط أو خفقان بالقلب يجب عليها أن تفطر، وتقوم بمراجعة الطبيب الأخصائى. تنصح المرأة  الحامل أو المريضة أن تستشير طبيبها الخاص قبل بداية شهر رمضان، حتى وإن كانت لا تعانى من مرض سكر الحمل، فهو ينصحها حسب حالتها الصحية إذا كان بإمكانها الصوم دون وجود مخاطر.

وبذلك فكل العلاجات تهدف إلى انخفاض مستوى السكر فى الدم الأمر الذى قد يؤدى إلى غيبوبة نقص السكر إذا لم يتم ضبط الوجبات مع الجرعات سواء كانت للأنسولين أو الأقراص الخافضة للسكر. يعتمد مصاب السكرى فى شهر رمضان على تعديل جرعات الأدوية، والانتباه إلى كمية الطعام فى الوجبات وانتظامها، كذلك تقليل الجهد البدنى أثناء النهار، خاصة فترة ما بعد الظهيرة ولذلك لا يسمح لبعض مرضى السكرى بـالصيام.

بينما يشجع المرضى المملتزمين بالعلاج والحمية والتعليمات الطبية ومصابى السكرى من النوع المستقر على الصيام بأمان إذا اتبعوا بعض الإرشادات وأولها يجب متابعة مستوى السكر فى الدم وقياسه بشكل مستمر، خاصة لمرضى السكرى المعتمدين على الأنسولين لتفادى مشاكل صحية قد تنجم عن اضطرابات وتغيرات فى مستوىات السكر فى الدم ثم يليها فى الأهمية تنظيم مواعيد الأدوية على مواعيد السحور والإفطار فإذا كنت فى المراحل الأولى لضبط مستوى السكر فى الدم وفى تلك المرحلة تعتمد على التقليل من الأخطار والمسببات للمرض كالسمنة المفرطة وزيادة الوزن فعليك استغلال الشهر الكريم فى إنقاص الوزنك وإتباع التعليمات الصحية السليمة والالتزام بكميات ونوعيات الأكل المسموح بها مع مراعاة تقسيم الفترة ما بين الأفطار والسحور ليتم تناول ثلاث وجبات خلالها على فترات متساوية على أن تكون وجبة السحور متأخرة ومتوازنة غذائيا وتناول خفيفة بين الإفطار والسحور للوصول إلى توازن غذائى بين الوجبتين.

أما إذا كنت تعتمد على تنظيم الغذاء وتناول الأقراص المساعدة لتخفيض نسبة السكر بالدم فعدد كبير من هؤلاء المرضى يمكنهم الصيام بإتباع النظام الغذائى السابق مع مراعاة إنخفاض مستوى السكر فى الدم عن المعتاد وتنظيم مواعيد الأقراص الخافضة للسكر على مواعيد الصيام فإذا كنت تتناول الأقراص مرة واحدة صباحاً، عليك تناولها فى رمضان مع وجبة الإفطار وإذا كنت تتناول الأقراص مرتين يوميا، عليك تناولها مع وجبتى الإفطار والسحور ولكن إذا شعرت بأعراض نقص السكر أثناء النهار فعليك تقليل أو منع جرعة السحور.

أما بالنسبة للاعتماد على الأنسولين فى العلاج فالمريض الذى يحتاج حقنة واحدة يستطيع الصيام بحيث يأخذها قبل الأفطار. والمريض الذى يحتاج إلى حقنتين صباحاً ومساء يستحسن الا يصوم، ولكن إذا صمم على الصيام فعليه تعديل الجرعات بإستشارة الطبيب، وأخذ حقنة الصباح قبل الإفطار وحقنة المساء قبل السحور مع مراعاة فحص نسبة السكر بالدم خاصة خلال الأيام الأولى من الصيام، تأخير فترة السحور إلى وقت  قريب من الإمساك، تقليل كمية الأنسولين سريع المفعول فى جرعة ما قبل السحور، تناول كميات كافية من السوائل فى الفترة ما بين الإفطار والإمساك.

نصائح يجب اتباعها 

  • ينصح بتناول السحور فى وقت قريب من الإمساك ومتابعة مستوى السكر فى الدم يوميا.
  • يجب تغيير جدول الأكل من حيث الكمية والنوعية بما يتماشى مع الأدوية التى يتناولها المريض. فإذا تناول مريض السكرى الصائم أقل من الكمية المطلوبة خاصة بالنسبة لمن يعتمد على الأنسولين فى العلاج، يجب أن يعدل جرعة الدواء قبل حلول شهر رمضان.
  • يجب على مريض السكرى تناول السكريات المركبة كالخبز الكامل الغذاء وفى حالة تناول ملعقة من المربى أو السكريات من الأفضل أن يتناول نعها قطعة صغيرة من الجبنة حتى لا يهضمها الجسم بسرعة كبرى.
  • التمر فى رمضان مع مرضى السكرى السعرات الحرارية للتمر عالية جداً، لذلك يمكن أخذ ثلاثة تمرات فقط على الأكثر بعد تناول العلاج، ويؤدى المريض صلاة المغرب ثم يعود لتناول وجبة الإفطار.
  • ينصح بتناول الفاكهة غنية بالألياف وتقليل العصير الخالى منها.
  • يجب خفض معدل النشاطات البدنية خلال النهار فمستوى السكر يكون متدنياً قبل الإفطار بساعة أو ساعتين، لذا يجب تجنب الإجهاد فى هذه الفترة، وتجنب النوم فيها، خشية انخفاض مستوى السكر، بينما تعتبر الرياضة الخفيفة ضرورية بعد ساعة من تناول وجبة الإفطار.
  • فى وجبة الإفطار يجب أن تكون |لأولوية لمريض السكرى فى حساء الخضر والسلطة كالفتوش. كما يجب أن يتناول كمية محدودة من المقليات والحلويات.
  • يجب الإكثار من شرب الماء والمشروبات غير المحلاة.
  • عند الهبوط الحاد فى مستوى السكر فى الدم. يجب أنهاء الصيام فوراً!! لقد تنخفض مستويات السكر فى الدم أثناء الصيام الأمر الذى قد يؤدى إلى غيبوبة نقص السكر ومن أعراضها العرق الشديد والدوخة وازدياد نبضات القلب وتشكل هذه الحالة حالة حرجة بالنسبة لمرضى السكرى فعندما يهبط مستوى السكر فى الدم إلى 60 ملجم/ ديسيلتر أو أقل، يجب إنها الصيام على الفور! وكذلك، إذا وصل مستوى السكر فى الدم إلى معدل 70 ملجم/ ديسيلتر خلال الساعات الأولى من الصيام، يجب على الصائم أن يفطر فوراً لكى لا يعرض حياته للخطر .

الصيام ومرضى ضغط الدم

مرضى إرتفاع ضغط الدم هو الحالة مرضية مزمنة يرتفع فيها ضغط الدم عن معدلاته الطبيعية لتكون 90/140 أو أكثر وهو يقتحم حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة فى أغلب الأحيان لذلك يسمى بـ القاتل الصامت.

وقد يكون ارتفاع ضغط الدم إما ” أساسيا أو ثانويا” المترتب على وجود أمراض أخرى كأمراض الكلى والخلل فى بعض الهرمونات كما قد تعانى بعض النساء الحوامل من إرتفاع ضغط الدم، وهذا يجدر بها التركيز على زيادة كمية المياه اليومية التى تشربها بدلا من تقليل كمية الصوديوم اليومية، حيث أن عنصر الصوديوم يعتبر مهما جدا فى عملية إيصال الدم إلى الجنين، لذا يجب أن يبقى ضمن المعدل المطلوب والطبيعى.

وتعتبر أكثر الأسباب التى تزيدحدوث هذا المرض. السمنة المفرطة وعدم ممارسة الرياضة والتدخين، تناول الوجبات السريعة والغنية بالملح وكذلك التعرض للضغط والتوتر المستمر.

أما بالنسبة للأدوية المستخدمة فى علاج هذا المرض فهى تعمل على إدرار البول والتأثير على بعض المستقبلات فى القلب أو على بعض الإنزيمات التى من شأنها ارتفاع مستوى ضغط الدم ولذلك ينصح بالمحافظة على أخذ العلاج فى الوقت المناسب للحفاظ على ضغط الدم فى مستواه الطبيعى مع مراعاة بعض الظروف الطارئة خلال العام: مثل شهر رمضان إن الصيام مفيد لهؤلاء المرضى خاصة إذا لم يصاحب المرض أمراض أخرى مثل السكرى وارتفاع الدهون.

اليوم الرمضانى مفيد جداً لمريض الضغط بشرط أن يتناول العقاقير ما بين فترتى الإفطار والسحور وأن يتعاون مع طبيبه المعالج فى تنسيق جدول لمواعيد تناول الدواء بحيث يمكن من خلاله تقليص عدد مرات تناول الجرعات أو المباعدة بين مواعيدها لتتناسب مع وقت وجبتى الفطور والسحور أى فى فترة ما بعد الإفطار وقبل الإمساك عن الطعام، كما ينصح بأخذ الأدوية المدرة للبول بعد الإفطار بدلا من السحور حيث أنها قد تنهك الجسم بالجفاف فى فترات الصيام.

وكذلك على المريض التأكد من عدم وجود تعارض ما بين الدواء والطعام فبعض الأدوية يزيد الطعام من امتصاصها مثل الفيراباميلوو، البعض الآخر يقلل الطعام من امتصاصها، مثل الكابتوبريل، وهذا بطبيعة الحال بالتشاور مع طبيبه، كما أنه ونظراً لتغير النمط اليومى خلال شهر رمضان ، فيفضل قياس ضغط الدم من فترة إلى أخرى خلال أيام الشهر الفضيل، وذلك للتأكد من عدم اختلال قراءات ضغط الدم وتعديل الأدوية عند الحاجة وإتباع بعض إرشادات الأطباء فى تناول الغذاء من حيث طبيعة وكميته.

نصائح يجب إتباعها

  • ينصح بتقليل وزن المريض المصاب بـالسمنة.
  • الإقلال من تناول ملح الطعام والمخللات وعدم الإفراط فى الطعام والإكثار من الفواكه، مثل التفاح الذى ينشط عمل القلب ويخفض نسبة الكوليسترول فى الدم،والعنب سواء كان مجففاً أو طازجاً والخضروات المطهية على البخار أو المسلوقة والاعتدال فى أكل اللحوم وعدم تناول العرقسوس لأنه يحتوى على مواد تزيد من ضغط الدم.
  • الأمتناع عن التدخين فالمعروف أن النيكوتين يؤدى ارتفاع ضغط الدم وكذلك القهوة.
  • البعد عن التوتر والأنفعالات النفسية.
  • استخدام العقاقير التى تعالج إرتفاع ضغط الدم وهى على شكل موسعات للأوعية الدموية أو مدرات للبول.
  • إجعل منتجات الحليب قليلة الدسم أو خالية الدسم جزءاً من وجباتك الرمضانية.
  • التركيز على مصادر البوتاسيوم الموز والمشمش والتمر لما لها من دور كبير فى تنظيم ضغط الدم.
  • تناول الأغذية الغنية بالأوميجا 3 مثل الأسماك وزيوتها وزيت الزيتون والمكسرات غير المملحة.
  • تناول الأحتياج اليومى من المياه المقطرة بعيداً عن المعدنية المضاف إليها الصوديوم.
  • استخدام الحبوب الكاملة فى إعداد الأطباق الرمضانية مثل البرغل والخبز البنى.
  • تناول البقوليات مرتين فى الأسبوع على الأقل مثل العدس والفاصوليا لأحتوائها على كمية كبيرة من الألياف والمعادن.
  • ممارسة الرياضة: تساهم الرياضة فى التحكم بضغط الدم، وتشير الدراسات إلى أن النشاط البدنى الذى يبذله المسلم أثناء أدائه لصلاة التراويح، يسهم فى خفض ضغط الدم المرتفع ويتوجب على من يعانون من مشاكل صحية استشارة الطبيب المعالج بشأن زيادة النشاط البدنى فى رمضان.
  • شرب الكركديه لما له من فؤائد فى انخفاض ضغط الدم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى