البيئة

موجة حر قياسية تضرب مصر.. و”الزراعة” تطلق تحذيرات عاجلة وتوصيات للمزارعين

كتب: د.محمد فهيم تشهد مصر غدًا واحدة من أعنف الموجات الحارة التي تضرب البلاد في هذا الوقت من العام، حيث تتجاوز درجات الحرارة العظمى حاجز الـ42 درجة مئوية في الظل بمحافظات الوجه البحري والقاهرة، بينما تصل إلى أكثر من 45 درجة في محافظات الصعيد، وسط تحذيرات رسمية ومناشدات عاجلة للمزارعين باتخاذ إجراءات استباقية لحماية محاصيلهم.

أسباب الظاهرة المناخية

وأرجع خبراء الأرصاد الجوية هذه الظاهرة إلى تأثر البلاد بمرتفع جوي في طبقات الجو العليا، تصاحبه تيارات هوائية هابطة تعمل على تسخين الهواء، بالإضافة إلى امتداد منخفض جوي سطحي يزيد من شدة الحرارة، ما يؤدي إلى طقس مشمس شديد الحرارة على أغلب الأنحاء.

وتتزامن الموجة الحارة مع نشاط كبير للرياح المثيرة للرمال والأتربة، خاصة على مناطق غرب الجمهورية والسواحل الشمالية والوجه البحري.

تفنيد الشائعات

فيما تم نفي ما يتردد حول تعرض مصر لموجة غير مسبوقة بسبب انفجارات شمسية أو عواصف كهرومغناطيسية، حيث أكد الخبراء أن هذه الظواهر طبيعية ومتكررة تاريخياً، ولا تستدعي القلق من تأثيرات كارثية كما يروج البعض.

المخاطر الزراعية المحتملة

ومع دخول الصيف المناخي مبكرًا بأكثر من 35 يومًا من موعده الفلكي، تتعرض المحاصيل الصيفية لتحديات كبيرة، خاصة تلك التي تمر بمراحل حرجة كالتزهير والإخصاب وبداية العقد، ما يتطلب تدخلاً سريعًا لتقليل الخسائر.

ومن أبرز المخاطر:

  • تعرض النباتات لأشعة شمس عمودية خطيرة بسبب تعامد الشمس على مدار السرطان.

  • ارتفاع الحرارة ليلاً ما يزيد من عمليات التنفس الظلامي ومعدلات هدم المواد الغذائية داخل النبات.

  • زيادة الأمراض والآفات المرتبطة بالرطوبة والحرارة مثل البياض الزغبي والدقيقي والعنكبوت الأحمر ودودة الحشد.

توصيات عاجلة للمزارعين

فيما يلي أهم التوصيات الفنية الصادرة عن خبراء الزراعة والري:

أولاً: إجراءات عامة لكل المحاصيل

  1. الري المبكر فقط: يُنصح بالري في الصباح الباكر وتقليل الفترات بين الريات لضمان وجود رطوبة أرضية دون إغراق.

  2. تأجيل زراعة العروة الصيفية (عروة مايو) حتى انكسار الموجة الحارة.

  3. تجنب الرش بالمبيدات الجهازية خلال هذه الفترة، لتفادي تأثيرها السلبي على التزهير والعقد.

ثانياً: محاصيل محددة

  • المانجو والزيتون: رش الثمار الصغيرة بمحلول الجير المخفف.

  • الفراولة: تجنب زيادة الرطوبة والاعتماد على نترات الكالسيوم فقط.

  • البطاطس الصيفية: لا يُنصح باستخدام منظمات النمو أو تعريض المحصول للشمس بعد التقليع.

  • البصل والثوم: الامتناع عن إضافة الخمائر أو زيادة مياه الري.

  • الذرة: مكافحة دودة الحشد باستخدام المبيدات المناسبة وبطرق موضعية.

ثالثاً: الصوب الزراعية والإنتاج الحيواني

  • الصوب: تهوية جيدة وتقليل الرطوبة مع تقسيم الري إلى دفعات صغيرة.

  • مزارع الماشية: تقليل الأعلاف الخشنة وتجديد مياه الشرب باستمرار.

  • الدواجن: دعم التهوية وتكثيف روافع المناعة.

  • الأسماك: تغيير المياه وتشغيل البدالات وإعطاء حمامات مضادات حيوية.

رسالة ختامية

مع ما نشهده من تغيرات مناخية حادة وارتفاع تكاليف الإنتاج، ينصح الخبراء بترشيد استخدام مستلزمات الإنتاج من أسمدة ومبيدات، والالتزام بالتوصيات الفنية الدقيقة في التوقيت والكميات، لتقليل الخسائر وضمان استدامة الإنتاج.

ـ الوقاية خير من العلاج.

ـ لا ترش إلا بحساب.

ـ داخل مفقود وخارج محدود.

*المادة العلمية: رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى