تقارير

مقاومة النبات لأملاح التربة ومياه الري

كتبت: نورا سيد تعاني أكثر من 7% من مساحة اليابسة كما تعاني أكثر من 15% من نسبة الأراضي الصالحة للزراعة في العالم من التملح، وهذه الزيادة في نسبة الأملاح في التربة وفي مياه الري, بل وفي الجو المحيط بالنبات (كما يحدث في النباتات المزروعة قرب شواطئ البحار) تؤدي إلى حدوث إجهادٍ ملحي Salt stress على النباتات وهذا الإجهاد يؤدي إلى انخفاض في كمية المحاصيل الزراعية، كما يؤدي إلى تقزم النبات أو بطئ نموه.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

يؤدي ازدياد تركيز الأملاح في التربة إلى جفاف الجذور لأن أملاح التربة تقوم بسحب الماء من هذه الجذور، ويزداد تأثير الأملاح على النبات خلال الأجواء الجافة والحارة، وفي الأشجار المتساقطة الأوراق يظهر تأثير الأملاح غالباً في أواخر فصل الصيف، أما في الأشجار الدائمة الخضرة فإن تأثير الأملاح قد يظهر في أواخر الشتاء وبدايات الربيع.

غالباً فإن التملح لا يحدث في الأراضي التي تزيد معدلات الأمطار فيها على 450 ميللي متر سنوياً مالم يتم استخدام مياه جوفية مالحة في ري هذه الأراضي, ومالم يتم الإفراط في استخدام الأسمدة الكيميائية، أما الأسمدة العضوية والخضراء فإنها تقي الأرض من أخطار التملح.

يصنف النباتيون النباتات المتحملة للأملاح إلى عدة أقسام فهنالك المتحملات الحقيقية للأملاح True halophytes, وهذه النباتات تنموا في الأوساط الرطبة الغدقة التي يزيد تركيز كلور الصوديوم فيها على 0,5%، وهناك كذلك النباتات الصحراوية المتحملة للملوحة والجفاف Xerohalophytes, وسنذكر لاحقاً تصنيفاتٍ أخرى لهذه النباتات علما أن كلاً من النباتات الصحراوية المتحملة للأملاح والنباتات التي تنموا على شواطئ البحار تمتلك آلياتٍ متشابهة في مقاومة الأملاح.

آلية مقاومة الإجهاد عند النبات

إن مقاومة الإجهاد الذي تسببه الأملاح على النباتات تعتمد على آليتين رئيسيتين:

ـ الآلية الأولى: هى آلية تحمل الأملاح salt tolerance والنباتات التي تعتمد على هذه الآلية في مقاومة الأملاح تقوم بتجميع الأملاح في أنسجتها.

ـ أما الآلية الثانية: هى آلية تجنب الأملاح salt avoidance والنباتات التي تعتمد على هذه الآلية تقوم بتقليل تركيز الأملاح داخل أنسجتها وذلك بطرح الأملاح الزائدة عبر الأوراق أو الجذور كما يحدث في نبات المانغروف, وبذلك فإن النباتات المتحملة للأملاح تنقسم إلى صنفين رئيسيين من حيث آلية مقاومتهما للأملاح: فهنالك صنف إطراحي Excretive يقوم بطرح الأملاح الزائدة وهنالك صنف عصاري succulents يقوم بتجميع الأملاح في أنسجته, وبعض النباتيين يصنفون هذه النباتات على أنها نباتات طاردة للأملاح excluder ونباتات مخزنة للأملاح ويجب ألا نغفل هنا النباتات البحرية التي تعيش مغمورةً في المياه المالحة.

إن النباتات المتحملة للأملاح التي تعتمد على آلية طرح الأملاح الزائدة تمتلك غدداً خاصة تقوم بإطراح الأملاح الزائدة أما النباتات العصارية فإنها تعتمد على مبدأ زيادة المحتوى المائي في أنسجتها حتى تقلل من سمية تلك الأملاح كما هي حال نبات الساليكورنيا.

بشكلٍ عام فإن كلاً من النباتات التي تطرح الأملاح والنباتات التي تقلل من تركيز الأملاح في عصارتها هي نباتات متجنبة للأملاح إذا أردنا المعنى الدقيق للكلمة, أما الأعشاب البحرية التي تعيش في المياه المالحة فهي نباتات متأقلمة مع الأوساط المالحة بشكل تام, فمعظم هذه الأعشاب لا تقوم بطرح الأملاح كما أنها لا تقوم بزيادة محتواها المائي لأنها تتميز بمستوى ضغطٍ اسموزي osmolality في سيتوبلاسم خلاياها مناسبٍ للضغط الاسموزي للمياه المالحة.

كما نعلم جميعاً فإن تركيز الأملاح في وسطين سائليين متماسين يتجه من الوسط الأكثر تركيزاً إلى الوسط الأقل تركيزاً إلى أن يحصل تعادل في تركيز الأملاح بين هذين الوسطين وهكذا فإن أملاح التربة تقلل من مقدرة النبات على امتصاص المياه لأن القوانين الفيزيائية في مثل هذه الحالة تكون في صالح انتقال الماء من داخل النبات إلى وسط النمو الذي يتميز بتركيزٍ عالٍ من الأملاح.

لذلك فإن النبات يتجه إلى صنع مركبات تعمل على تقليل مستوى التأكسد الناتج عن ازدياد معدل الجذور الحرة Free radicals والتي يتسبب مستوى الأملاح المرتفع في انتشارها مع علمنا بما تسببه هذه الجذور الحرة من أضرار للخلية الحية وكذلك فإن النبات ينتج مركباتٍ تساعده على حفظ التوازن الاسموزي في ظروف الإجهاد الملحي كالسكر والاجماض الأمينية Amino Acids ومركبات السلفونيوم Sulphonium يطلق بعض المختصين على هذه المركبات تسمية منظمات الضغط الاسموزي

كذلك فإن بعض النباتات المقاومة للأملاح تقوم بتجميع كمياتٍ كبيرةٍ من مركب برولاين Proline وهذا المركب هو من منظمات الضغط الاسموزى osmoprotectants وهويستخدم اليوم في معالجة البذور للحصول على بادراتٍ مقاومة لأملاح التربة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى