تقارير

محددات استصلاح واستزراع الأراضي وطرق التغلب عليها

كتب: د.صبحي فهمي منصور فى السطور التالية سوف نعرض بالتفصيل محددات استصلاح واستزراع الأراضي وطرق التغلب عليها، وبداية القول أن الزراعة تعتبر ضرورة من ضروريات التنمية الاقتصادية وعامل من العوامل المحدده لها هذا بالاضافة الى ان الظروف الراهنة والمحيطة تقتضى ضرورة تحقيق التنمية الزراعية لتحقيق اكبر قدر ممكن من الامن الغذائى، ان مشكلة نقص الغذاء فى العالم هى اهم المشكلات التى تواجه العالم خاصة العالم النامى، ولمواجهة مشكلة الغذاء فلابد من العمل على تنمية الموارد الطبيعية سواء كانت ارضية او مائية او بيئية المتاحة للزراعه واستغلالها بصوره تحقق كفائة الاستخدام ومواجهة احتياجات السكان المتزايدة من الغذاء.

أ.د/صبحي فهمي منصور

وفى تقرير لمعهد البحوث والدراسات العربية عن امكانيات النمو الغذائى المستقبلية من اجل تحقيق الكفاية للانتاج الغذائى فى الوطن العربى اوصت بتوفير الاراضى الصالحة للزراعة، وبالنسبة لهذا البند يهمنا ان نعرف اولا ما الارض؟

الأرض هى الكائن الوحيد الذى خلقه الله مرة واحدة ولم يعيد خلقه، والأرض كائن حى (يموت ويحيى) مثلها فى ذلك مثل باقى الكائنات الحية الأخرى الا انها كائن حى ضعيف، حيث يحتاج إلى من يرعاها (إنسان أو نبات)، ويثبت ذلك فى القرآن الكريم فى قوله: “ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وربت إن الذى أحياها لمحى الموتى إنه على كل شئ قدير”..  سورة فصلت آية  39، وبعد علمنا ما الارض نجد ان هناك العديد من المحددات للوفاء بهذا البند نذكر منها مايلى:-

أولا: محددات متعلقة بالأرض

1- الأراضى الصخرية: وتشمل الاراضى التى يظهر الصخر على سطحها ويمتد الى اعماق كبيرة او قد تكون اسفل الطبقه السطحية بقليل ويطلق عليها اراضى ذات قطاع ضحل، وهذه يمكن الاستفاده منها عن طريق استغلالها فى زراعة المحاصيل السطحية الجذور او انشاء الصوب عليها.

وجود طبقلت صماء بداخل قطاع التربة: اذا علم بوجود طبقات صماء بالتربة فانه يلزم معرفة عمق هذه الطبقة حتى يمكن تحديد درجة الاعاقة.

ـ اذا وجدت هذه الطبقة فى متناول سلاح المحراث فتكون درجة اعاقتها بسيطة حيث يمكن تكسيرها باستخدام محراث (تحت التربة).

ـ اذا كانت هذه الطبقة ابعد من ان يتناولها سلاح المحراث وممتده لاعماق كبيرة ففى هذه الحاله يجب عمل شبكة صرف اعلى هذه الطبقة لتفادى ارتفاع الماء الارضى وعلى ذلك يكون القطاع الارضى فى مثل هذه الحالة محدود الاستخدام.

ـ اذا كانت هذه الطبقة ابعد من ان يتناولها سلاح المحراث ولكنها غير ممتدة حيث تليها طبقة سريعة النفاذية ففى هذه الحالة نقوم بانشاء شبكة من المصارف المكشوفة تقطع هذه الطبقة ثم تنقل هذه المصارف سنويا مع ردم المصارف السابقه بالرمل العباسى (الخشن) او الزلط الفينو حتى عمق 50 سم من سطح التربة وبهذا نضمن تكسير هذه الطبقة وعدم عودتها مرة اخرى.

تدهور التربه SOIL DEGRADATION: ينشا حيث تتوفر العوامل التى تساعد على نشاتها والتى فى مقدمتها الجفاف والحرارة لذا نجد مثل هذه الاراضى فى المناطق القليلة الامطاراو العديمه اى انه ينتج فى الغالب من قوى الطبيعه واحيانا من خطا بشرى وبهذا يختلف عن الاهدار | الذى ينتج فى الغالب من قوى بشريه ناتجه عن جهل واحيانا عن عمد  مثل (تجريف التربة – اقامة المنشات على الاراضى الزراعية – تبوير الارض) اى ان الاهدار جزء  من التدهور ويعرف بانه تدهور كمى يصعب استعاضته.

وعموما ينشا التدهور للتربة من ارتفاع الملوحة او القلوية وتبلغ مساحة هذه الاراضى فى مصر حوالى 813000 هكتار وتقع اغلب هذه المساحة فى شمال الدلتا والفيوم وقد يطلق على هذه الاراضى اسم (الاراضى الهالومورفية) وقد تكون هذه الارض خصبة (تحتوى على العناصر الغذائيه اللازمه للنبات) ولكنها غير منتجة اقتصاديا لوجود عيب او اكثر يعيق نمو النبات بها لذا يقال ( ان كل ارض منتجه لابد وان تكون خصبة ولكن ليس كل ارض خصبة منتجة) ويرجع سبب وجود مثل هذه الاراضى الى وجود نظام صرف سيئ او عدم وجوده نهائيا.

ويمكن ان نقسم التدهور الى:-

ـ تدهور كميائي/ يرجع الى تجمع الاملاح من قطاع التربة والماء الجوفى وتركيزها فى الطبقة السطحية وينقسم الى:

  • تمليح التربة ويقاس (بالمليموز/سم او الد يسمنيز/متر).
  • قلوية التربة وتقاس بمقدار الارتفاع فى النسبة المئوية للصوديوم المتبادل /سنة.
  • السمية ويعبر عنه بتركيز العناصر السامة (بالمللجرام /لتر).
  • التدهور الفيزيائى / يرجع الى تداخل عدد من العوامل يؤدى الى نقص مسام التربه وهناك عدة ظواهر بمكن الحكم بها على هذا التدهور منها: تكوين قشرة صلبة غير منغذه للماء ـ انخفاض المسامية او الانضغاط نتيجة استعمال معدات زراعية ثقيلة ـ تكوين طبقة غير منفذه اسفل سلاح المحراث نتيجة للحرث المستمر على عمق واحد.

وينقسم التدهور الفيزيائى (الطبيعى) الى:-

  • انجراف وتعرية الارض بالرياح / وهو مقدارالترسيب او الفقد مقدرا (بالمم/ سنة) او (طن / فدان / سنة).
  • انجراف ونحر التربة بالماء / وهو مقدار التربه المفقوده وتقاس (بالمم/ سنة) او (طن / فدان / سنة).
  • الكثافه الظاهرية / وهو مقدار ارتفاع الكثافة الظاهرية للطبقة السطحية او التحت سطحية مقدرة (بالجم /سم3).
  • انخفاض النفاذية / وهو مقدار الانخفاض فى النفاذية وتقدر (سم / ساعة).

التدهور المورفولوجى وياخذ عدة اشكال منها:-

  • الطبوغرافية / ويعبر عنه بمقدار الخشونة وتعبر الطبوغرافية من حيث درجة التموج (سم/متر/سنة).
  • اللون / ويعبر عنه بمقدار سيادة اللون الابيض او الباهت على السطح بدلا من اللون الاصلى وكذا عدد البقع ومساحتها وتقدر ( م2 /فدان/ستة).
  • الانتفاخ / ويعبر عنه بمقدار سيادة انتفاخ التربة ويقدر ( م2 /فدان/ستة).

التدهور الحيوى ( بيولوجى):-

هناك علاقه قويه ومباشرة بين التدهور البيولوجى والفيزيائى حيث وجد ان التدهور البيولوجى ينتج  اساسا من نقص الماده العضويه بالتربة وهناك ظواهر تدل على التدهور الحيوى للتربه مثل:-

  • تحول التربة الى لون افتح نتيجه انخفاض الماده العضوية بها.
  • نفص الكائنات الحية بالتربة.
  • نفص الاستجابة للتسميد.

ويمكن ان نقيس درجات التدهور البيولوجى عن طريق معدل النقص فى الدبال الموجود فى القدم (30 سم) العلوى من التربه كما يوضحه الجدول التالى:-

 جدول يوضح درجات التدهور الحيوى فى الطبقه (صفر – 30 سم)

درجة التدهور النقص فى النسبة المئوية للدبال منسوبة للاصل
ضعيف                                       %1                                 فى السنه
متوسط                                   %1-2,5                             فى السنة
مرتفع                                   2,5- 5  %                          فى السنة
شديد                                 <5%                                 فى السنة

التصحر: هو الخطوة التالية من التدهورحيث اذا لم تعالج اسباب التدهور يؤدى الى التصحر حيث ان انخفاض انتاجية الارض او فشل نمو المحاصيل بها يؤدى الى ترك الارض ثم تنضم الى الصحراء وهو ما نطلق  عليه بالزحف الصحراوى للدلاله على ان الصحارى تغزو المناطق المجاورة لها وليس هناك شك فى ان الانسان هو الصانع الاول للتصحر وهو السبب والضحية فى نفس الوقت ويمكن اجمالى اسباب التصحر فى:

  • التوسع فى الزراعات المروية قبل اجراء الدراسات الكافية عن خواص التربه وخواص المياه المستعملة فى الرى وحالة الصرف.
  • نقص كمية الامطار عن المتوسط المعتاد مما يقلل من الغطاء النباتى.
  • الانجراف بالماء مما يزيل الطبقه السطحية.
  • حفر الابار بكثرة وبدون دراسه كافيه قد تؤدى الى استنزاف المياه الجوفية.
  • الرمال السا فيه التى تحملها وتحركها الرياح.
  • الرعى الجائر فى فترات الجفاف.

4ـ الأراضى الملحية: تحتوى جميع الاراضى الخصبه المنتجه على نسبة عادية من الاملاح وهذه النسبة هى المقبوله بالنسبه للنبات اذا قلت او ذادت تاثر نمو النبات بدرجه او باخرى ولابد من تصحيحها، ويتم التصحيح بالاضافة اذا كان هناك نقص او بالازالة اذا كان هناك زياده لذا نتسال ما النسبة المسموح بها من الاملاح فى التربة؟ وما اهميتها؟ وبما تسمى؟

النسبة المسموح بها من الاملاح بالتربه لاتتجاوز 3,% فاذا ذادت هذه النسبة فان الارض تصبح متاثره بالاملاح مما يجعلها بيئه غير صالحه لنمو المحاصيل نموا اقتصاديا وترجع اهمية هذه النسبة للمحافظه على نفاذية التربة لذا نطلق عليها concentration Threshold  اى انها تعنى اقل تركيز مطلوب من الاملاح فى التربه للمحافظة على نفاذية التربة، ولاستصلاح مثل هذه الاراضى المتاثرة بالاملاح (<  0.3 %) او الشديده الملوحة (< 1%) يتطلب: التخلص من الاملاح الزائده بالغسيل، واحلال الكالسيوم محل الصوديوم المتبادل، وهذا يتطلب معرفة: مصدر الاملاح، ووجود مستوى ماء ارضى مرتفع، والاضافات المتكررة من مياه الرى.

قد يتبادر الى الذهن كيف تكون مياه الرى مصدر للاملاح؟ تعالى معا ناخذ المثال التالى: اذا استخدمنا فى الرى مياه النيل وهى مازالت من اعذب مياه الانهار فى العالم ملوحة هذه المياه ( 250 مللجرام | لتر) بمعدل 1000 م3 | فدان| سنه معنى هذا اننا اضفنا الى التربه 250 كجم ملح | فدان| سنة.

وبزيادة الرى تزداد كمية الاملاح المضافة الى التربة لماذا ؟ واننا عندما نروى فاننا لا نروى المحصول النامى وانما نروى التربه وياخذ النبات احتياجاته المائيه والغذائيه من التربه تاركا الاملاح التى تزداد عقب كل ريه اذا لم يتوفر مصدر صرف مناسب.

كما يتطلب أيضا معرفة الاملاح الاساسية فى التربة والماء ـ التاثير الضار للاملاح على النبات ـ مدى توفر مصدر الرى والغسيل بصوره ملائمة ـ مدى توفر شبكة صرف مناسبة.

ثانيا: محددات خاصة بالمياه

تنقسم تلك المحددات تبعا الى:-

  • 1- صلاحية المياه.
  • 2- تكلفة المياه.
  • 3- درجة حرارة المياه.
  • 4- مدى توفر المياه.
  • بالنسبه لصلاحية المياه للرى، حيث  تصنيف معمل الملوحة الامريكى الصادرسنة 1954 والذى قسم ملوحة مياه الرى الى التصنيف الاتى:

ملوحه منخفضة   1,  –  25,  ديسمنيز |متر

ملوحه متوسطة     25, –  75, ديسمنيز |متر

ملوحه عالية         75.  –  2,25 ديسمنيز |متر

ملوحه عالية جدا   2,25 ديسمنيز |متر

هذا التصنيف اذا اعادنا قراءته نجد ان ملوحة مياه الصنبور على حد تصنيفه متوسطة الصلاحيه لذا اعد العالمان Arers and Westcot (1976)مرشد لتصنيف مياه الرى والذى عدل سنة 1985 والمذكوربالجدول التالى:-

مدى ملائمة المياه للرى ومدى حدوث مشاكل نتيجه لنوعيتها

مقياس نوعية مياه الرى درجة حدوث مشاكل  
لاتوجد متوسطه شديده  
                 ملوحة المياه       ECw 0.7 0.7   -3.0 3.0<  
مجموع الاملاح الذائبه بالمللجرام| لتر TDS 450> 450-2000 2000<  
                  نسبةالصوديوم المدمص  adj.SAR    
                 فى حالة الرى السطحى 3.0> 3.0-9.0 9.0<  
                 فى حالة الرى بالرش 3.0> 3.0   < 9.0<  
             نسبة الكلوريد بالمللمكافئ| لتر    
            فى حالة الرى السطحى > 4.0 4.0-10 10<
             فى حالة الرى بالرش 3.0> 3.0  <  
         تركيز البورون (مللجرام| لتر) <0.7 3.0 -0.7 3.0  <
          تركيز النتروجين (مللجرام|لتر) <5 30 – 5 30.0  <
         تركيز البيكربونات (مللمكافئ| لتر) <1.5 8.5 – 1.5 >8.5
        حموضة او قلوية المياه (pH) 6.6-8.0 6.6-8.0 8.0 <

*ترجع المشاكل الناتجه عند زيادة pH  الماء عن 8 عند ارتفاع محتوى المياه من الكالسيوم ففى هذه الحالة يرسب مسببا انسداد لشبكة الرى لذا ففى هذه الحاله يجب اضافة الاحماض لمياه الرى لخفض  pH الماء.

2- بالنسبه لتكلفة المياه: تتوقف ربحية اى مشروع زراعى على مجموعة من العوامل المتداخلة والتى تؤثر على الانتاج وتتغير هذه الربحيه بتغير هذه العوامل واهم هذه العوامل على الاطلاق مدى تكلفة المياه المستخدمة فى عملية الرى فالاراض التى تروى من المياه السطحيه ( لا تحتاج الى معدلات رفع كبيره للمياه) مما يقلل من تكلفة الرى بعكس المزارع التى يعتمد فى ريها على المياه الجوفية والتى تزداد تكلفة المياه بها بزيادة عمق المياه.

وتكلفة المياه تؤثر على نظام الرى المستخدم وعلى ذلك فكلما ذادت تكلفة المياه يفضل نظام الرى بالتنقيط عن اى نظام رى اخر وعلى ذالك يمكن القول ان هناك اولويات فى اقتصاديات المياه فى الصحراء فالمياه التى لا يتطلب الحصول عليها الاالقليل من التكلفة سوف تكون لها الاولوية الاولى فى الاستغلال يليها ذات التكلفة المتوسطة اما المياه عالية التكلفة (المياه العميقة او الناتجة من تحلية مياه البحر) تتدنى الى اخر الاولويات.

ويمكن تقسيم المياه طبقا لتكلفتها الى ثلاث مستويات كالاتى:-

ـ المياه قليلة التكلفة: تكلفتها اقل من عشرة قروش للمتر المكعب من المياه ويقع فى هذه المرتبة مياه الابار السطحيه والغير عميقه بالاضافة الى المياه السطحية والتى لاتحتاج الى رفع كبير او ضخ فى الانابيب لمسافة اكثر من عدة كيلو مترات.

ـ المياه المتوسطة التاكلفة: تكلفتها لاتتعدى الـ30 قرش للمتر المكعب من المياه ويقع فى هذا المستوى المياه من الابار العميقه او المياه السطحية التى تضخ لتنقل الى مسافات لعشرات الكييلومترات وكذالك المياه التى ترفع لمئات الامتار من مستوى المصدر الى مستوى الاستخدام.

ـ المياه المرتفعة التكلفة: تكلفتها اعلى بكثير من المستويين السابقين لذا فان كمياتها دائما تكون قليله وعموما تكلفة مياه الرى تتوقف على عاملين:-

ـ تكلفة رفع المياه حتى سطح التربة: حيث يتم رفع المياه بالمضخات ايا كان نوعها وتحتاج هذه المضخات فى تشغيلها الى محرك ومصدر للطاقه وجميع هذه البنود مكلفة خصوصا الطاقة اى ان تكلفة رفع وحدة المياه (المتر المكعب) = معدل الرفع + استهلاك المعدات الميكانيكية + تكاليف الصيانه والطاقة.

ـ تكلفة توزيع المياه على سطح التربة: تكلفة توزيع المياه على سطح التربة المستوى فى الرى بالغمر تتم بالانحدار بدون اى استعمال للطاقة بينما فى حالة الرى الضغطى حيث يتم ضغط المياه داخل شبكة من المواسير متدرجة الاقطار وهذه تحتاج الى طاقة.

وعموما نجد ان تكلفة توزيع المياه على سطح التربه تحت نظام الرى الضغطى اعلى كثيرا (3 – 4 اضعاف) من تكلفة رفع المياه حتى لو كانت عميقة بالاضافه الى ان تكلفة توزيع المياه بالرى الضغطى تصل الى عشرة اضعاف الرى بالغمر.

3- بالنسبه لدرجة حرارة المياه: احيانا تصل درجة حرارة المياه الناتجة من الابار العميقة الى 40 درجه مئوية فكيف نستفيد منها فى الزراعة؟

لذا فنظرا لارتفاع درجة حرارتها لايمكننا استخدامها فى الرى مباشرة بل يلزم تبريدها —كيف ؟

يمكن الاستفادة من درجة حرارة المياه وذلك بضخها فى مواسير تمتد الى داخل الصوب للاستفادة منها كمصدر للتدفئه وعند خروجها تكون قد انخفضت درجة حرارتها لتصل الى 30 درجة مئوية وفى هذه الحالة يمكن تجميعها فى احواض لتربية الاسماك، حيث ان درجة الحراره المثلى لتربية الاسماك تصل الى هذه الدرجة وعند خروج المياه من هذه الاحواض تكون قد وصلت درجة حرارتها الى الحرارة المعتادة، بالاضافة الى زيادة عنصرى النتروجين والفوسفور بها فيمكن استخدامها فى الرى بدون اية مشاكل. وبهذه الطريقة تكون قد عظمنا الاستفادة من هذه المياه.

4- بالنسبة لمدى توفر المياه: حيث كلما ذاد توفر المياه كلما اتيح ذلك مجال واسع لاختيار المحاصيل وكلما زادت المساحه المنزرعة من الاراضى والعكس لذا فعند محدودية المياه يستلزم ذلك عدم التوسع فى الاستزراع عن الحد المتوفر من المياه كما يلزم اختيار المحاصيل التى تقل فى استهلاكها المائى والتى تتحمل الجفاف والابتعاد عن المحاصيل ذات الاستهلاك المائى المرتفع حتى يمكن تعظيم الاستفادة من المياه.

ثالثا: رأس المال

يتحكم رأس المال فى عملية استصلاح واستزراع الأراضى من ناحية: مدى توفره، وبطئ دورة راس المال فى هذه المشاريع، حيث يالنسبة لمدى توفر راس المال، حيث انه المتحكم فى وسائل الانتاج مثل الخامات – المعدات – العماله –الخ واى تقصير فى هذه الوسائل يعتبر من المحددات لهذه المشاريع، وعن بطئ دورة راس المال فى هذه المشاريع فإنه عموما تتميز هذه المشاريع فعلا بهذا البطئ فكما يقال عن هذه المشاريع خاصة مشاريع الاستصلاح انها تحتاج الى مال قارون – وتخطيط يوسف – وصبر ايوب – وعمر نوح  وكثيرا ممن يرغبون دخول هذا المجال بمجرد علمهم يهذه المقولة يتراجعون لذا نقول لهم ان المقوله السابقة صادقة مع من يدخل هذه المجال بدون علم وتخطيط مسبق اما من يدخله مسلح بسلاح العلم والمعرفه فانه سوف يدر ربحا كبيرا وحلال ويكفى ان نسرع من دورة راس المال فى هذه المشاريع باختيار المحاصيل ذات العائد الاقتصادى المرتفع والموسم النمو القصير يالاضافه الى الاستعانه ببعض المشاريع المكمله للنشاط الزراعى ويكفى ان نتذكر قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) مامن مسلم يغرس عرسا او يزرع زرعا فياكل منه طير او انسان او بهيمه الا كان به صدقة.

كما يجب ان نتذكر نصيحة اليهودى لابنه لكى نتذكر مدى اهمية الارض للانسان حيث ينصح ابنه بقوله (يا بنى امتلك ارضا فان الله لن يخلق غيرها) هذا بالاضافه الى ان هذه المشاريع خدمة للاجيال القادمة حيث توفر لهم لقمة العيش بدلا من ان يتسولوها من الخارج وبهذا توفر لنا ولهم حرية اتخاذ القرار فكما قال المرحوم الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله ((اذا اردت ان تكون كلمتك من راسك فيجب ان تكون لقمتك من فاسك)).

رابعا: الخبرة

من العوامل الهامة والمحددة حيث ان عدم توفر الخبره اللازمة فى هذا المجال قد يترتب عليه خساره كبيره لراس المال وتتمثل الخبره فى هذه المجال فى:-

ـ اختيار انسب المواقع الصالحه للاستصلاح من حيث (التكلفة – طبيعة التربة – وفرة المياه للرى – صلاحية الماء).

ـ اختيار انسب المحاصيل ذات العائد المرتفع والتى تجود فى مثل هذه الاراضى.

خامسا: التسويق

يعتبر من اهم العوامل حيث قد تكون منتج ناجح لكنك فاشل فى تسويق المنتج فتكون النتيجة الخسارة الاكيده لذا يلزم عدة نقاط يجب الاخذ بها من اهمها:-

ـ عند اختيار موقع الاستصلاح يجب ان يتوفر به ( شبكة من الطرق ووسائل الاتصال – الامن).

ـ ايجاد الاسواق والاسواق البديلة حتى لايكون فريسة لاسواق محددة.

سادسا: العمالة

لايخلو مشروع استصلاح واستزراع من العمالة لذا يجب التمييز بين نوعين من العمالة:-

ـ العمالة المدربة: وهذه لاغنى عنها فى هذا المجال حيث من الاهمية توفر الكوادر الفنية المتخصصة والتى على معرفة بطبيعة الارض الزراعية وخواصها ووسائل استخدام الماء والالات.

ـ العمالة غير المدربة ( الموسمية او المؤقتة).

ترجع اهمية هذه العمالة فى انها تحسم اختيار المحاصيل التى سوف تزرع حتى يمكن توزيع برنامج الزراعة وتحت كل الظروف نجد انه من الصعوبة توزيع العمالة يطريقة منتظمة تقريبا على مدار السنة حيث تصل ذروتها فى المدة من (يناير – مايو) بينما تصل الى ادنى مستوياتها من (يوليو – سبتمبر).

ونظرا لان العمالة غير المدربة تكون غير متوفرة خاصة في المناطق الجديدة، ولذا لابد من ان يعمل موازنة بين الاحتياج للعمالة والعائد الاقتصادي من توزيع المحاصيل وتنوعها وعموما ظهرت في الاسواق بعض الالات التى تستخدم في اجراء بعض العمليات التي يقوم بها العمالة غير المدربة وبالتالي تقلل من الاعتماد عليها خاصة في حالة عدم توافرها.

سابعا: عدم كفاية التمويل اللازم للقيام بالبحوث الزراعية والمنوط بها توفير التكنولوجيا اللازمة لحل المشاكل القائمة وصيانة الموارد الطبيعية.

*معد التقرير: أستاذ طبيعة الأراضى ـ بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة ـ مركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى