رئيس التحرير

«عماد الدين حسين والزراعة التعاقدية».. تجاوزات مرفوضة بحق علماء مركزي البحوث الزراعية والصحراء

مقال لـ«رئيس تحرير الفلاح اليوم» يرد على «رئيس تحرير الشروق»

بقلم: د.أسامة بدير

عجبا لأمر أُناس يعيشون بيننا في الوطن الغالي مصر يدعون أنهم من صناع وموجهي الرأي العام نحو الحكمة والفضيلة واستثارة الحمية نحو بذل المزيد من العمل والإنتاج دعما للاقتصاد الوطني.. لكنهم إذا دققت فيما يقولون أو يكتبون خاصة عندما يتعلق الموضوع بأهم قطاع يمس الأمن الوطني للدولة المصرية وهو القطاع الزراعي .. حتما ستشعر بالغثيان الفكري والضيق النفسي، وفي النهاية سيكون القرار الأصوب من وجهة نظر الكثير منهم هو الهروب من الهوية المصرية.

لقد فكرت كثيرا قبل صياغة سطور هذا المقال الذي اعتقد أنه سيكون قاسيا لرجل كنت أظنه على المستوى الشخصي صاحب رأي يعتد به وسط أمواج متلاطمة من تخمات موضوعات السياسة والاقتصاد المطروحة الآن على الصعيد الوطني، فضلا عن ظني أنه كان يتمتع بقدر كبير من البصيرة الاجتماعية تؤهله للمساعدة في تحقيق اللُحمة الوطنية ودعم شبكة البناء الاجتماعي ومتانة وقوة العلاقات الاجتماعية بين ملايين المصريين وقائدهم الرئيس عبدالفتاح السيسي.

مع الأسف اعترف أنني صدمت في «عماد الدين حسين» رئيس تحرير صحفية الشروق وعضو مجلس الشيوخ، الذي كان من المفترض أن يدقق فيما يكتبه أو يوافق على نشره على اعتبار أنه صحفي مخضرم، كما أن عضويته بمجلس الشيوخ تفرض عليه قيودا كثيرة فيما يخص حرية الرأي والتعبير وعدم التجاوز بحق شريحة أو فئة مهنية بالمجتمع المصري تعد هى الأهم على مدار التاريخ المصري للدولة المصرية.

لقد نشر «عماد الدين حسين» مقال مساء أمس الجمعة 17 يونيو حمل عنوان «الزراعة التعاقدية» قال فيه أنه قد وصلته رسالة عبر الواتساب من الأستاذ «عمرو حسني» الذي عرف نفسه بأنه رجل أعمال محب لمصر، وأن هذه الرسالة تأتي تعليقا على ما كتبه عن قضية توريد القمح في مقال سابق.

ورغم أن الرسالة التي نشرها «عماد الدين حسين» في مقاله تتضمن مغالطات كثيرة بحق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي ورجالها الذين لا يألون جهدا على مدار الساعة إلا وبذلوه من أجل تأمين غذاء المواطنين على أرض هذا الوطن الغالي، خاصة في تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر والعالم جراء تدعيات الحرب الروسية الأوكرانية فيما يخص إمدادات الأسواق بالغذاء.

أعتقد أن وزارة الزراعة لها كتيبة إعلامية محترفة ومجتهدة يمكنها الرد على مثل هذا الهراء المنشور بـ«الشروق»…

وأنا هنا في هذا المقام سأرد فقط عن الفئة التي اختصها المقال وهم دكاترة مركز البحوث الزراعية ومركز بحوث الصحراء على اعتبار أنهما تابعين لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حين ذكر «لا يوجد إرشاد زراعي رغم تكدس مراكز البحث التابعة للوزارة بالمواطنين والدكاترة…، وعندنا مراكز أبحاث زراعية بها دكاترة أكفاء لا يقدمون أي شيء للدولة خلاف صرف المرتبات والحوافز».

يقيني أن «عماد الدين حسين» قد ارتكب جرما فادحا وخطيئة لا يمكن تجاوزها حين وافق على نشر مثل هذه الجمل التي تحمل تجاوزات بحق علماء مركزي البحوث الزراعية والصحراء، ناهيك عن جهل كاتب الرسالة ومن وافق على نشرها بهذه الصياغة الفجة والمثيرة لغضب كل من طالع المقال من الباحثين والعلماء بالمركزين، بالإضافة إلى عدم الإدراك بالأدوار والمهام التي يقومون بها لتعظيم الزراعة المصرية.

ليعلم جيدا «عماد الدين حسين» وكل من حوله أن علماء مركزي البحوث الزراعية والصحراء لهم الفضل الكبير على الدولة المصرية بكافة أجهزتها ومؤسساتها من أجل الاستمرار في الوجود، وبفضل جهدهم الدؤوب يوفرون صمام الأمان لأركان الوطن الغالي، فالغذاء وتوفيره بالحد الأدني هو الشغل الشاغل لهولاء العلماء والباحثين وفقا للموارد والإمكانيات المتاحة بالدولة، وهم يعملون ويواصلون الليل بالنهار في ظروف قد تكون في بعض الأحيان قاسية، وفي أوقات آخرى يتحملون أقصى درجات المعاناة من أجل إنجاز الأعمال البحثية وابتكار كل جديد يساهم في نهضة القطاع الزراعي وزيادة الصادرات الزراعية.

يا سيد «عماد الدين حسين» كان بإمكانك قبل أن تنشر هذه التجاوزات التي اعتبرها مُهينة بحق العلماء والباحثين بمركزي البحوث الزراعية والصحراء أن تقوم بزيارة لهذين المركزين العريقين لتتعرف عن قرب على ما يفعله الدكاترة؟، وكان من الممكن أن يصطحبوك في جولات ميدانية لمشاهدة مئات التجارب والبرامج البحثية ومتابعة الزراعات الاستراتيجية وغيرها في كثير من المحطات البحثية الزراعية المنتشرة في كل ربوع مصر لترى بنفسك هل الدكاترة لا يقدمون أي شيء للدولة سوى أنهم يحصلون على المرتبات والحوافز؟!

الشاهد أن «عماد الدين حسين» فضل أن يمكث في مكتبه الفاخر المكيف بمقر صحيفة «الشروق» وألا يُجهد نفسه في هذا الطقس شديد الحرارة ليشارك دكاترة مركزي البحوث الزراعية والصحراء همومهم وآلامهم التي يعانون منها أثناء أداء أعمالهم بكل كفاءة واقتدار من أجل نهضة مصر وشعبها.

الغريب في الأمر أن يُنشر هذا المقال الشاذ في الوقت الذي تشيد فيه أعلى سلطة في الدولة وهو رئيس الجمهورية بجهود وزارة الزراعة ومركزي البحوث الزراعية والصحراء على ما يبذلونه من جهود كبيرة من أجل تنمية الزراعة المصرية دعما لتوفير الأمن الغذائي للمواطنين وزيادة الصادرات الزراعية.

وأخيرا، أقول لـ«عماد الدين حسين» وكل عماد يتطاول أو يتجاوز في حق دكاترة مركزي البحوث الزراعية والصحراء، التابعين لوزارة الزراعة، عليكم بأنفسكم أولا، ماذا قدمتم للوطن من أعمال تستحقون عليها ما تحصلون عليه من مرتبات؟ وما الإنجازات التي تحققت بفضل آرائكم في شتى ميادين الحياة بمصر؟ وماذا أديتم من أدوار وتقدمت بمقترحات كأعضاء في مجلس الشيوخ فيما يخص تطوير وتحديث القطاع الزراعي؟.

للتواصل مع الكاتب
[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى