رأى

«الصحة النباتية».. درع الزراعة العالمية وسلاح مواجهة الآفات العابرة للحدود

بقلم: أ.د.علي إبراهيم

أستاذ بمعهد بحوث البساتين – مركز البحوث الزراعية

تُعد الصحة النباتية عنصرًا أساسيًا في ضمان الأمن الغذائي، وحماية البيئة، وتعزيز التجارة الزراعية المستدامة. وفي اليوم العالمي للصحة النباتية، الذي يُحتفل به سنويًا في 12 مايو، تتوجه أنظار العالم نحو أهمية حماية النباتات من الآفات والأمراض، لما لذلك من أثر مباشر على حياة الإنسان وكوكب الأرض بأسره.

مفهوم الصحة النباتية

الصحة النباتية هي مجال علمي وتنظيمي يهتم بالكشف عن الآفات والأمراض النباتية، ومكافحتها، والوقاية منها، وذلك لحماية الموارد الزراعية والنباتية في العالم. ويشمل هذا المفهوم مراقبة حركة النباتات والمنتجات النباتية عبر الحدود، والحرص على خلوها من الكائنات الضارة التي قد تؤدي إلى انتشار الأوبئة الزراعية.

إن الاهتمام بالصحة النباتية ليس مجرد شأن زراعي، بل هو ضرورة عالمية لضمان الغذاء، وحماية التنوع البيولوجي، ودعم الاقتصاديات المحلية والدولية. ويجب أن تتضافر الجهود الدولية والمحلية لنشر الوعي، وتطبيق التشريعات، وتعزيز التعاون العلمي من أجل مستقبل نباتي أفضل.

أهم القواعد والقوانين المنظمة للصحة النباتية

تنظم الصحة النباتية مجموعة من الاتفاقيات والقوانين الدولية، من أبرزها:

أولا: الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات (IPPC)

هي اختصار لـ International Plant Protection Convention، وهي معاهدة متعددة الأطراف تحت إشراف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO). تم تأسيسها في عام 1951 بهدف حماية المحاصيل والنباتات من الآفات والأمراض التي قد تؤثر على الزراعة والبيئة.

أهداف الاتفاقية:

ـ حماية الصحة النباتية: تقليل مخاطر انتشار الآفات النباتية عبر الحدود، مما يساهم في الحفاظ على الأمن الغذائي.

ـ تيسير التجارة الدولية: ضمان سلامة التجارة النباتية من خلال وضع معايير دولية لمنع نقل الآفات بين الدول.

ـ تعزيز التعاون الدولي: تشجيع تبادل المعلومات والمعرفة حول الآفات والسياسات المناسبة لمكافحتها.

المهام الرئيسية للـ IPPC:

1ـ وضع معايير دولية: تُعرف باسم ISPMs (International Standards for Phytosanitary Measures)، وتوجه الدول بشأن تفتيش النباتات، إصدار شهادات الصحة النباتية، والتدابير الوقائية.

2ـ التنسيق بين الدول: تشجيع الدول الأعضاء على التعاون وتنسيق جهودها في مجال مراقبة الآفات واحتواء انتشارها.

3ـ التقارير والتوعية: نشر المعلومات المتعلقة بالتهديدات المحتملة للزراعة من الآفات والأمراض النباتية.

ثانيا: اتفاقية تطبيق تدابير الصحة والصحة النباتية (SPS)

Sanitary and Phytosanitary Agreement التابعة لمنظمة التجارة العالمية (WTO)، وتضمن ألا تُستخدم إجراءات الصحة النباتية كحواجز تجارية، بشرط أن تستند التدابير الصحية إلى العلم والمعايير الدولية المعتمدة.

أهم الدول الأعضاء المعنية بالصحة النباتية

معظم دول العالم اليوم أعضاء في الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، ويبلغ عدد أعضائها أكثر من 180 دولة، منها دول الاتحاد الأوروبي كافة، التي تشترك في تطوير وتطبيق السياسات المتعلقة بالصحة النباتية، وتعتمد أنظمة مراقبة واستجابة سريعة لمنع دخول وانتشار الآفات.

🔹 تابعونا على قناة الفلاح اليوم لمزيد من الأخبار والتقارير الزراعية.
🔹 لمتابعة آخر المستجدات، زوروا صفحة الفلاح اليوم على فيسبوك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى